مبادرة خلاقة

لم يكن من المقبول أن تتخلف الأندية الوطنية الرياضية، خاصة الكبرى منها، عن حملة التضامن الوطني الخاصة بمحاربة وباء كورونا المستجد، مساهمة تبقى طبيعية وعادية، مادامت أغلب هذه الأندية أسست على الوطنية، والانخراط التلقائي في كل القضايا التي تهم الوطن والمواطنين. 
إلا ان المبادرات حتى الآن تبقى قليلة، وحتى وإن كانت فهي محدودة، مادامت الأغلبية الساحقة تعرف وضعية هشة، تعاني من قلة الموارد، إلى درجة وجدت صعوبة في تأدية أجور شهر مارس، بالإضافة إلى باقي الالتزامات التي لا تحتمل التأجيل ولا إعادة الجدولة لارتباطها بالقوت اليومي للمستخدمين. 
ومع ذلك فهناك مبادرات يمكن وصفها بالخلاقة، كتلك التي ابتكرها نادي الوداد البيضاوى، حيث اهتدى لجمع تبرعات كمساهمة في مكافحة فيروس كورونا، عن طريق طرح تذاكر مباراة افتراضية ضد الفيروس، يذهب  مدخولها لصندوق المساهمة فى مكافحة الوباء العابر للقارات، وهو تجسيد من طرف هذا النادي المرجعي لانخراط جميع مكوناته في هذه المعركة الحاسمة والمصيرية. 
بعد هذه المبادرة الخلاقة التي انخرط فيها مباشرة غريمه التقليدي نادي الرجاء البيضاوي الذي لم يتردد هو الآخر في التعبير عن مواقف وطنية، ليست غريبة عنه، وعن تاريخه الطويل والحافل، كقلعة بنيت على مبادئ الوطنية الصادقة. 
لم يكتف الوداد بدعوة جمهوره العريض للانخراط القوي في إنجاح بيع تذاكر المباراة الافتراضية التي تحسب له، إذ وضع أيضا مركب ويلنس الكائن بمنطقة بوسكورة والمتعدد المرافق، رهن إشارة السلطات المختصة بكل تجهيزاته ومرافقه، للاستعانة به سواء بتحويل مرافقه كمستشفى ميداني أو مكان إقامة مفتوح، أمام كل من يوجد بالصفوف الأمامية لمحاربة هذا الوباء القاتل. 
وإذا كانت مبادرات الوداد تضعها في المقدمة، فإن هناك أندية أخرى كانت سباقة إلى تقديم دعم مالي مباشر، كنهضة بركان التي أعلن مكتبها المسير عن المساهمة بمائة مليون سنتيم، نفس الشيء بالنسبة لناديي اتحاد طنجة والدفاع الحسني الجديدي، في حين لم تأخذ باقي الأندية المبادرة وأغلبها غارقة في تدبير أمورها اليومية والمستعجلة. 
 هذا التخلف لا يعني أنه هذه الأندية غير معنية بما تعيشه بلادنا من ظروف قاهرة، إلا أن الوضعية الصعبة التي تعيشها جعلتها غير قادرة حتى على اتخاذ المبادرة… 

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top