“محادثات ميدايز” تناقش “أي انتعاش للاقتصاد العالمي بعد وباء “كوفيد-19″؟

شكل انتعاش الاقتصاد العالمي بعد وباء كوفيد-19، محور نقاش المشاركين في الجلسة الافتراضية الثامنة ضمن “محادثات ميدايز”، المنعقدة في الفترة من 10 إلى 17 نونبر الجاري.وأشار نائب رئيس الوزراء البرتغالي الأسبق، باولو بورتاس، خلال هذا اللقاء الذي أدارته المديرة العامة لمجموعة “أوكسفورد للأعمال”، أمنية بوعلام، حول موضوع “الاقتصاد العالمي والآفاق التجارية: المزيد من السيادة وتكامل أقل؟”، إلى أن الحاجة المركزية للاقتصاد العالمي تتمثل في تحرير المبادلات وإعادة تهيئة الظروف والمؤسسات للتجارة العالمية.
وقال بورتاس إن الجائحة ليست الأزمة العالمية الأولى ولن تكون الأخيرة، مشيرا إلى أن ما كشفه الوباء هو “غياب مؤسسة تدبير أزمة عالمية”. من جهته، أكد الخبير الاقتصادي والمستشار في الشؤون المالية والاستراتيجية، ألكسندر كاتب، أن العالم “أمام متغيرات مهمة في الاقتصاد العالمي على مستوى العلاقات الدولية، والتي ستظهر تدريجيا”. وحذر من أن “هذه التغيرات ربما يمكن مقارنتها بما شهدناه في نهاية الحرب العالمية الثانية”، مضيفا أن الأمر ربما يتعلق بـ “حافز رئيسي لميلاد نظام عالمي جديد” واقتصاد عالمي جديد.
ودعا الخبير الاقتصادي إلى أن كل دولة يجب أن تعرف كيف تتموقع في هذا العالم الجديد القادم.
من جانبه، أشار الرئيس التنفيذي لمجموعة (غيبارد)، مكتب للاستشارات الإستراتيجية، عبد المالك العلوي، إلى أنه في هذه المنافسة العالمية “سنواجه تحديات متعددة، لا سيما التنظيمية”، مضيفا أن ما ينقصنا اليوم هو القيادة التي ستكون قادرة على “قيادة هذه السمفونية”. وأشار إلى أن “هذا يمثل فرصة بالنسبة للدول الإفريقية لجعل اقتصاداتها تكون أقل اعتمادا على تحول سلاسل القيمة لشركائنا الدوليين”.
وفي السياق ذاته، أكد نائب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، يونوف فريدريك آغا، أن التعاون والتنسيق الدوليين مهمان للمستقبل. وقال “لا يمكن لأي بلد إيجاد حل بمفرده، سواء كان ذلك في الجانب الصحي للوباء أو التعافي الاقتصادي من الوباء”. وأشار إلى أن “الأسواق غير المتوقعة تظل أداة مهمة لتحقيق انتعاش اقتصادي قوي وشامل”، مضيفا أن التحدي الحالي والعاجل لجميع دول العالم هو ضمان أن تتم معالجة الجانب التجاري للوباء بسرعة بحيث تظل التجارة هي الحافز للنمو والإنتاجية والفرص الاقتصادية”.
بدوره، قال مدير مركز الدراسات الأمريكية، يونغ وانغ، إن البشرية تتوفر على وسائل لإدارة والتغلب على الأزمة وتداعياتها على الاقتصاد العالمي وعلى سلسلة التوريد العالمية، وهي التكنولوجيا و العلم من خلال تطوير السياسات والآليات الدولية وتعزيز التعاون.
يذكر أن “محادثات ميدايز”، المنظمة من طرف معهد أماديوس تحت شعار “في سياق كوفيد 19 : استجابة، إنعاش، اختلالات”، تعرف، كما هو الشأن بالنسبة لمنتدى ميدايز، مشاركة شخصيات دولية بارزة تناقش مواضيع راهنة كبرى. وعلى غرار المواضيع التقليدية لمنتدى ميدايز، تكون القارة الإفريقية العنصر الرئيسي في نقاشات “محادثات ميدايز”، وهي مناسبة ستسمح على الخصوص باستكشاف الفرص المتاحة لافريقيا ما بعد كوفيد- 19، والدروس التي يجب استخلاصها، وأهمية التكنولوجيا الرقمية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة، فضلا عن الدور الحاسم للشراكات جنوب- جنوب بالنسبة للدول النامية.

Related posts

Top