محمد العربي المساري في الذاكرة

>  محمد أمزيان (صحافي متدرب)

إحياء لذكرى محمد العربي المساري، نظم المعرض الدولي للكتاب برحاب قاعة عبد الهادي التازي، ذاكرة للراحل، استحضر فيها المناقشون ووقفوا على أهم مراحل حياة الصحفي والسياسي والدبلوماسي العربي المساري، وذلك بمشاركة عبد الله البقالي رئيس تحرير جريدة العلم، والمؤرخ عبد الواحد أكمير، وترأس الجلسة المؤرخ عثمان المنصوري، في حين تعذر على الأستاذ الصديق معنينو الحضور، حيث كان مبرمجا حضوره في النقاش.
 وأعطى مسير النقاش، بعد تقديم لمحة عن الراحل محمد العربي المساري، الكلمة لعبد الله البقالي، الذي عاد بذاكرته للوراء مستحضرا أهم مواقفه مع الراحل خصوصا ذكرياته معه في السبعينيات من القرن الماضي حيث كان البقالي تلميذا ورئيسا للشبيبة المدرسية لحزب الاستقلال وتحدث عن أول لقاء له مع الراحل آنذاك، ثم عرج على الفترة التي اشتغل معه بجريدة العلم، حيث قال البقالي “لقد كنت محظوظا أنني اشتغلت مع ذلك الرجل”، مشيدا بحياة الرجل المهنية حيث كان صحفيا وطنيا لا يكتب باسم حزب الاستقلال وإنما يكتب بوطنيته، ويردف البقالي قائلا، إن مقالات العربي المساري لا تكاد تلمس فيها الصيغة الحزبية في الكتابة بل كانت الصيغة الوطنية هي الطاغية، وكان الجميع يقرأ له، نظرا للأفكار التي كان يطرحها، خصوصا في تلك المرحلة السياسية الحرجة، ثم عرج البقالي كذلك على الحياة السياسية، حيث ذكر قوة شخصية الرجل والكاريزما التي يتمتع بها خصوصا في تعامله مع القضايا الديبلوماسية، وهذا ما يفسر تقلده لعدة مناصب سواء الوزارية أو الديبلوماسية، حيث كان له الفضل في توطيد العلاقات مع اسبانيا وأمريكا اللاتينية، كما ذكر البقالي أن حياة الراحل الحزبية كانت مثيرة، حيث كان منظراً لحزب الاستقلال، حتى أن أغلب الخطابات المؤثرة التي كان يلقيها محمد بوستة، كان كاتبها محمد العربي المساري، كما تحدث البقالي كذلك عن الخصال التي تميز بها الراحل من تواضع، وعزيمة وإرادة لم تعهد، موضحا أن الراحل كان ذو ثقافة واسعة وملم بعدة مجالات.
وعاد المؤرخ ورئيس مركز الأندلس وحوار الحضارات عبد الواحد أكمير إلى مراحل شباب محمد العربي المساري، حيث ذكر أن الراحل حصل على الباكلوريا سنة 1956، فنال منحة لاستكمال دراسته بمصر، حيث كان تقليدا سنه عبد السلام بنونة، الذي دأب على إرسال المتفوقين إلى مصر، لكن وقع أن اندلعت حرب السويس، فألغيت المنحة وبدل أن يذهب الراحل لمصر، اتجه صوب إسبانيا، ويقول عبد الواحد أكمير أن هذا غير مسار حياته، حتى أن الراحل كان يسميها “صدف التاريخ وإرادة الفاعلين فيه”، وكان الراحل يعيش بمدينة غرناطة حيث قضى هناك الكثير مع عائلة إسبانية كان تكتري له إحدى غرف بيتها، وكان الراحل مولعا بتلك المنطقة، حيث كان يقول أنه حين يشم عبيق الأندلس ويمر بحيها، كان يحس وكأن شيئا له قد سلب منه، نظرا لتعلقه الشديد بقلاع الأندلس، كما سرد كذلك أحداثا ميزت حياة الرجل، خصوصا تعلقه بالتاريخ، وإلمامه به إلى درجة أن بعض المؤرخين كانت تفوتهم أحداث تاريخية ومعلومات، كان العربي المساري ملما بها، وختاما لكلمته ذكر عبد الواحد أكمير ميزات الرجل التي طبعت حياته، حيث أنه ورغم ما تقلده من مناصب عليا لم يغير نمط حياته ولم يتنكر لمجتمعه، وذكر بشكل فيه طابع من الهزل أن الراحل لم يغير حتى لكنته الجبلية التي كان يفتخر بها كما لم يغير طريقة لباسه التقليدية.
 وختاما استرسل عثمان المنصوري النقاش بالإشادة بحياة الرجل الاجتماعية والسياسية والمهنية، كما أعطى للحاضرين فرصة للنقاش عبروا خلالها عن مكانة الرجل الوطنية وما شكله في تاريخ المغرب، حيث دعا الحاضرين والمناقشين كذلك إلى ضرورة التطرق لإنتاج هذا المثقف والرائد المغربي في كتب التاريخ.

Related posts

Top