محمد بن عيسى: التعايش ليس مطروحا على العرب والمسلمين في علاقتهم بالآخرين بل أيضا في علاقتهم ببعضهم البعض

اعتبر محمد بنعيسى، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح، ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة عليهم في علاقتهم ببعضهم البعض.
وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نظم بأبوظبي “إن مسألة التعايش والتسامح، ليست مطروحة علينا في علاقتنا بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة علينا أيضا على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمون”.
وأضاف خلال المنتدى الذي نظم تحت شعار “التسامح والتعايش السلمي” أن هذا الأمر “يجعل دورنا وواجبنا في إرساء قيم التسامح والتعايش، يتسم بمسؤولية مضاعفة تجاه بعضنا البعض، وإزاء غيرنا من الأمم والأعراق، والأديان والثقافات والحضارات”.
وأكد أن الدليل على هذا الرأي هو ما تشهده المنطقة العربية والإسلامية من تنامي النزاعات والتوترات، ومظاهر العنف والاحتراب والاقتتال، وما يخيم عليها من استمرار سلوكيات الغلو والتشدد، مع استفحال النزوعات الطائفية والمذهبية الضيقة، مشيرا إلى أن كيانات في المنطقة العربية تشتت، وتمزقت وحدة شعوبها وتحولت إلى فصائل وطوائف متحاربة، على أرض الوطن الواحد.
وأضاف أنه مهما يكن من حقيقة الأسباب والدوافع السياسية التي أدت إلى هذه الحالة التراجيدية، المتنكرة لقيم التسامح و التعايش، فإن هناك عاملا أساسيا وجوهريا قد يفسر جانبا مما جرى ويجري، يتمثل في طبيعة التنشئة التي تلقتها الأجيال، في مناطق من جغرافية العالم العربي والإسلامي، معتبرا أن هذه التنشئة كانت بعيدة كل البعد عن ثقافة التسامح والتعايش، والقبول بالآخر، سواء كان هذا الآخر طائفة من طوائف نفس الوطن، أو كان يمثل ثقافة أو دينا أو عرقا أجنبيا.
وأكد أنه لا أمل في بناء عقلية تؤمن بفكرة التسامح، وتحترمها وتتقيد بها، إلا عبر التنشئة والتربية والتعليم، داعيا إلى العمل على صنع أجيال عربية، مشبعة بمبادئ التسامح والتعايش، تحملها في عقلها وضميرها، وتنضبط لمتطلباتها، وتجعل منها خطا أحمر، في سلوكها الاجتماعي والمدني والسياسي.
وقال إنه إذا كان من المسلم به أن العمل على إرساء هذه الثقافة، هو من صميم عمل الحكومات والمؤسسات الرسمية بالأقطار العربية والإسلامية ، فإن هذا لا يعفي المواطن من مسؤولياته في إشاعة قيم التسامح والتعايش مع غيره.
وفي هذا السياق ابرز السيد بن عيسى المبادرات الرائدة لجلالة الملك محمد السادس ومواقفه الإنسانية الداعمة لمبادئ التسامح والتعايش، كما نوه بمواقف رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، “الذي واصل بشجاعة وثبات، دعم قيم التسامح، ونجح في أن يجعل من وطنه ، مثالا للتعايش في عالم اليوم”.

وناقش المنتدى عبر ثلاث جلسات قيم التعايش والتسامح في العالم العربي، وتأثيرها على مستقبل استقرار وتطور الدولة الوطنية، بالإضافة إلى دور الحكومات العربية في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين شعوبها.
كما تناول سبل نشر ثقافة التسامح على التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات العربية، فضلا عن تبادل الآراء حول كيفية تعزيز قيم التعايش والتسامح في العالم العربي.

Related posts

Top