مدينة الجديدة.. المصير المجهول

تمخض عن آخر انتخابات ترابية شهدتها المملكة، مجلسا جماعيا بمدينة الجديدة، قاد المدينة السياحية التي تحوي أكبر مركب سياحي بالتراب الوطني إلى حافة الهاوية، وأخرها عن ركب التنمية.
يسير المجلس الذي ولد بطريقة قيصرية خيبت ثقة وآمال كل الجديدين، المدينة بمنطق ومن بعدي الطوفان، حتى أوصلها إلى الحضيض، فأضحت عنوانا للأوساخ وغياب المخططات التنموية التي تراعي العوامل الإيجابية ومطالب الساكنة التي أنهكتها الوعود الواهية.
إن المدينة التي تساهم في الاقتصاد الوطني بشكل كبير، من خلال منطقتين صناعيتين كبيرتين، ومركب سياحي عالمي، وثروة سمكية هائلة، بالإضافة إلى كونها أول وجهة سياحية داخلية تنعدم فيها المناطق الخضراء، حيث لا تعرف المدينة سوى حديقتين كبيرتين يعود تاريخهما إلى عقود مضت، يفتقران بدورهما لأدنى اهتمام منتظر.
كما أنها من المدن القليلة وربما الوحيدة بحجمها ومكانتها التاريخية والاجتماعية والاقتصادية التي لا تتوفر على مركب ثقافي للعموم أو أي مرافق ثقافية، حيت في سابقة غريبة نجد مركبا ثقافيا خاص بشريحة معينة أما دور شباب فهناك علامات استفهام ومتمركزة بقلب أحياء دون أخرى.
فالمدينة التي تحتضن أزيد من خمسين ألف أسرة، لا تعرف أي مخطط تنموي يؤسس لاستفادة شباب المدينة من فرص الشغل المتاحة بالمراكز الصناعية المتمركزة بضواحيها .
وفي صدد حديثنا عن الشباب وغياب المراكز والفضاءات التي تحتوي الشباب وتؤطرهم، يثار سؤال مهم، ألم ينتبه المجلس لظاهرة قوارب الموت التي تنامت على شواطئ المدينة؟ أليس من واجبه إيجاد حلول للساكنة؟ ألا يوجد بين مكوناته من له غيرة على الجديدة !
روائح كريهة تزكم الأنوف، وحفرة لكل مواطن، وإشارات مرور معطلة، وغياب للإنارة داخل الأزقة مما يعرض سلامة الأشخاص للخطر، غياب محطة طرقية تواكب حجم قيمة المدينة صناعيا وسياحيا، وغياب مقبرة تصون كرامة موتى المدينة، ومستشفى إقليمي أقل ما يوصف به أنه «مستنقع الموت»، فإلى متى ؟.

محمد سلمان

حقوقي وباحث في السياسات العمومية

Related posts

Top