مرآة الصمت

هاجر

الصمت لغة مثيرة، تبعث على فضول كبير وتنم عن غموض أكبر.
نفسنا ميالة إلى الإثارة والتحري. يجذبها المبهم وصعب الفهم، فتجد متعة في فك الشيفرات حقيقية كانت أم لا.
تتجاوز السهل اليسير الذي بين يديها وتلقي بالصافي الجميل لتجري خلف التعقيد.
الصمت لغة تتسكع بيننا كلما أعرضت الكلمات عن التدفق وكلما عجز اللسان عن الحكي..
يأتي الصمت مظلة تحمينا من برَدِ بعض الردود والأسئلة.
الصمت حقا لغة رائعة، روعة حقل شاسع بلا حدود، حقل بديع، لكنه يحوي المواجع، لأنه حقل ألغام..
الصمت مرآة لمآسينا التي مرت، لمعاناتنا التي أسكنّاها الليل الصامت، لآلامنا وأحزاننا التي عملنا جاهدين على إخفائها للمضي قدما في درب الحياة..
الصمت ورغم حلاوة تقاطيعه، كاشف للمواجع ويحيي في نفسك كل الذكريات.
ويا لحظك التعيس! ما نوع تلك الذكريات؟
حين «يطغى» الصمت يصير قاتلا أخرقا وخانقا. يأسرك في متاهة التفكير التي لا مخرج منها. فكرة ثم فكرة ثم أخرى…
لا بأس بالقليل من الهدوء في رحم كل هذا الصخب. لكن علينا ألا ننسى ما بجعبة الحكي من كلمات تبدد كل ألم.

بقلم: هاجر أوحسين

الوسوم ,

Related posts

Top