مركب الرباط مرة أخرى

تستعد وزارة الشباب والرياضة لإغلاق ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط مرة أخرى، قصد إخضاعه لأشغال الصيانة وتهم بالأساس أرضيته المكسوة كليا بعشب طبيعي.
ومن المنتظر أن يستمر الإغلاق لجديد حوالي شهرا كاملا، إذ سينطلق من ثامن أكتوبر القادم إلى غاية العاشر من نونبر المقبل، أي ثمانية أيام فقط قبل موعد مباراة نهائي كأس العرش، المرتقب أن تجرى فوق أرضية ملعب مولاي عبد الله.
وحسب أخبار قادمة من مقر الوزارة، فسيتم تقوية الأرضية بزراعة بذور جديدة قادرة على تحمل ظروف الطقس وتقلباته سواء أكان خريفا أو شتاء.
وحكاية هذا المركب مع العشب حكاية عجيبة وغريبة، بل تحولت بالنسبة للرأي العام الوطني إلى مسلسل سنوي درامي يثير الكثير من السخرية، كما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية التي تجعل هذا الملعب دائم الإغلاق، مع ما يترتب عن ذلك من مشاكل وإكراهات متعددة بالنسبة للفرق المحلية، خاصة لفريق الجيش الملكي، وأيضا فريق المولودية الوجدية الذي طلب هذا الموسم لجوء رياضيا بالعاصمة الرباط، بعد إغلاق ملعب وجدة قصد الإصلاح أيضا.
يمكن أن نختزل حكايات هذا المركب مع الإغلاق والمشاكل المترتبة عن فساد أرضيته، انطلاق من واقعة “الكراطة” خلال كأس العالم للأندية 2014، مرورا بفترة إغلاقه الطويلة قصد الإصلاح، وصولا إلى واقعة اليوم، مما يجعل هذا الملعب لا يعطي أبدا أي إشارات اطمئنان، رغم حجم الميزانية التي أنفقت على عمليات الإصلاح المتكررة، والتي تكاد لا تنتهي أبدا.
قبل واقعة “الكراطة” أنفق على إصلاحه ميزانية قدرت بـ 22 مليار سنتيم، وتابع العالم كيف أن سوء الممرات المائية تحت العشب “الدريناج”، أدى إلى إغراقه بالمياه خلال مونديال الأندية، حيث تابع العالم وقتها فصول الاستعانة بوسائل بدائية قصد تجفيف أرضية الملعب من قبيل “الكراطة” و”السطل” و”الجفاف” ومشتقات الإسفنج.
بعد حادث المونديال أغلق الملعب شهورا طويلة وأنفقت ميزانية أخرى مهمة لإعادة تأهيله تحت إشراف وزارة التجهيز، لكن العشب ظل دائما مشكلا قائما، لتتعدد حالات الإغلاق إلى اليوم دون أن يكون هذا الملعب قادرا على فتح أبوابه طيلة الموسم وبطريقة عادية وسلسلة.
الثابت أن المكلفين بعملية الإنجاز من أطر الوزارة لا يتوفرون على الخبرة الكافية في مجال العشب الخاص بملاعب كرة القدم، مع ما يتطلب هذا النوع من تخصص دقيق وخبرة وتجربة كافية للقيام بهذا الدور، والحالة أن غياب متخصصين في هذا المجال يسقط المشرفين على الإنجاز في أخطاء متكررة تظهر نتائجها بسرعة كبيرة.
وبدون شك، فان هذا العامل هو السبب المباشر في فساد العشب بسرعة تثير الدهشة، لكن الغريب في الأمر هو أن نفس الأخطاء تتكرر دائما، دون أن يتم الانفتاح على متخصصين في المجال لتفادي عمليات والانفاق والإصلاح المتكررة دون فائدة تذكر، مع ما يرافق ذلك من إهدار للميزانيات، كان من الممكن أن تغطي نفقات إنجاز ملعب جديد بمواصفات حديثة، عوض عملية الترقيع المتكررة في كل لحظة وحين، وبطريقة غير مجدية تماما…

محمد الروحلي

Related posts

Top