مركز محمد السادس لكرة القدم حل من الحلول القليلة لإنهاء الموسم

لعنة عدم الحسم في مباراة الدفاع الجديدي والرجاء تطارد موسما كرويا بكامله

اجتماع المكتب الجامعي لكرة القدم اليوم للحسم في مصير السيناريوهات الممكنة

في خضم الانتظارات الكبرى، وحجم الترقب الضاغط الذي يخيم على مختلف المتدخلين بالشأن الكروي على الصعيد الوطني، جاء الإعلان عن انعقاد أول اجتماع للمكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، منذ توقف كل الأنشطة الرياضية بداية شهر مارس الماضي، بسبب وباء “كوفيد 19”.
موعد الاجتماع المرتقب هو اليوم الخميس بداية من الساعة الثانية بعد الزوال، عبر تقنية الفيديو، ويتحدد جدول أعماله في تدارس الوضعية الراهنة لكرة القدم الوطنية، في ظل تفشي وباء فيروس كورونا، تشارك فيه الهيئات الطبية التابعة لجهازي الجامعة والعصبة الاحترافية.
ويترقب الرأي العام الوطني طغيان نقاش جدي، حول مجموعة من الافتراضات والسيناروهات التي يمكن اعتمادها، قصد معالجة إشكالية توقف البطولة الاحترافية بقسمها الأول، والغموض بخصوص مستقبل المنافسات وتعدد المقترحات، في انتظار 20 ماي القادم، التاريخ الذي اتخذته السلطات العمومية والأجهزة الطبية، كموعد لإنهاء الفترة الثانية من الحجر الصحي وحالة الطوارئ.
المؤكد أن التوقف الاضطراري جد مكلف على جميع المستويات، سواء من الناحية التقنية أو المالية، وارتباط النتائج بالمشاركات الخارجية، الإفريقية والعربية، وهذه النقط هي التي ستشكل جدول أعمال المكتب الجامعي، والتي ستُطرح للنقاش بين مسؤولي الأندية، في ظل تضارب المواقف، وارتباط ذلك بمصالح هذه الأندية التي يمثلونها.
ليست هناك سيناريوهات كثيرة أو متعددة، قصد إنهاء الموسم، وكل الاقتراحات والتصورات تسير في اتجاه عودة المنافسات بدون جمهور، مع استبعاد نهائي لفكرة الإعلان عن موسم أبيض، أو إنهاء الموسم بصفة مبكرة، باعتماد النتائج المسجلة إلى حدود الدورة العشرين، وبالتالي فالاتجاه يسير نحو استئناف المنافسات بدون جمهور، والتاريخ المتوقع لذلك، هو النصف الثاني من شهر يونيو في أحسن الأحوال.
حاليا يستبعد حدوث اتفاق نهائي حول اقتراح أو سيناريو معين، فهذه المسألة مبكرة وسابقة لأوانها، قبل التأكد النهائي من الوضعية الصحية على الصعيد الوطني، والوقوف على تفاصيل آخر الإجراءات الوقائية والزجرية التى ستعتمد، بعد التأكد من تطور الوباء بكل الجهات والأقاليم والمدن.
وإذا كان خيار الإعلان عن موسم أبيض غير مطروح نهائيا، فإن هناك احتمالين لا ثالث لهما، فإما اعتماد النتائج المحصلة عليها إلى حدود الدورة العشرين، أو تكملة منافسات الموسم، حتى لو تطلب الأمر استمرار المباريات طيلة فترة الصيف، وفي كلتا الحالتين هناك العديد من الإشكالات المطروحة والشروط الصعبة، والتي تتطلب الكثير من تبادل الآراء والنقاشات، والتنازلات القاسية.
a ففي حالة اعتماد الجامعة للخيار الأول، بالاعتماد على الترتيب المرتبط بنتائج آخر دورة، ستصطدم بإشكالات وحالات جد صعبة، ومنها عدم الحسم في بعض المباريات التي لازال مصيرها معلقا، ويتعلق الأمر بمقابلة الدفاع الحسني الجديدي أمام الرجاء البيضاوي، وأيضا مباراة المغرب الفاسي ضد شباب الريف الحسيمي بالقسم الثاني، ومباراتي اتحاد تواركة وفتح الناظور، وطانطان وطاطا عن أقسام الهواة.
فنتيجة مقابلة الجديدة ضد الرجاء، لها تأثير كبير على الترتيب العام النهائي، فهناك مجموعة من الأندية يتعلق مصير مشاركاتها الخارجية بنتيجة هذه المباراة بالذات، ومن بين هذه الأندية هناك الجديدة والرجاء، مولودية وجدة، والفتح الرباطي وأيضا نهضة بركان، وبالتالي فإن الحسم في مصير هذه المواجهة المعقلة بشكل غير مقبول، قد يفجر بعض المواقف من طرف الأندية المعنية بين القبول والرفض، واختلاف الطموحات وتضارب المصالح.
كل هذه الإشكالات الصعبة سيتم التأكد منها مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن مصير هذه المقابلة اللغز، سواء ببرمجة المباراة مرة أخرى، أو الإعلان عن خسارة الرجاء وانتصار الجديدة باعتذار، مع العلم أن هناك مقابلات أخرى مؤجلة لابد من إجرائها قبل انطلاق المنافسات.
وبخصوص الخيار الثاني والمتمثل في إنهاء الموسم، فهناك مجموعة من الاقتراحات، فإما تجميع كل الأندية بمكان واحد، وإجراء المباريات بنفس المكان، بمعدل جولة في ثلاث أيام، بدون جمهور بطبيعة الحال، مع الحرص على شروط التباعد، واتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير الوقائية.
والمكان الأفضل للقيام بهذا التجمع الضخم الذي قد يفوق عدد أفراده ما بين 600 إلى 800 فردا، يبقى هو مركز محمد السادس لكرة القدم، المحدث أخيرا، والذي يضم كل المرافق الضرورية من ملاعب وقاعات ومطاعم وأجهزة طبية، والإشكال الوحيد في هذه الحالة، يبقى هو مكان المبيت والإقامة، مادامت الفنادق الموجودة بالمركز، لا يمكن أن تستوعب كل هذا العدد الكبير.
ومن الإجراءات الضرورية، والتي لا غنى عنها فى هذه الحالة، هناك فرض اختبارات طبية أسبوعية، دون استثناء أي متدخل في المباريات، من لاعبين وإداريين وأطباء والمكلفين بالجانب الأمني والتنظيمي، والأطقم المسؤولة عن النقل التلفزي، وهذا يتطلب الموافقة الرسمية من طرف الحكومة والأجهزة الطبية.
وقبل القيام بهذا التجمع الضخم، لابد أولا من إعطاء مهلة للأندية للعودة التدريجية للتمارين، وإجراء فحوصات جماعية يخضع لها كل اللاعبين والأطقم، والحرص على وضع الأقنعة والكمامات الواقية، وتحديد بروتوكول صحي صارم لتطبيق كل هذه الإجراءات.
أما الخيار الثالث والأخير، فيتمثل في خضوع كل ناد لمعسكر مغلق، بنفس الحرص على تطبيق الإجراءات الطبية والوقائية، مع برمجة المباريات التي ستكون بدون جمهور، بمحور محدد تراعى فيه وجود ملاعب متقاربة، وصالحة لإجراء المباريات، وسهولة التنقل بين هذه المدن، وخلوها من البؤر الوبائية، بناء على تقارير وزارة الصحة وموافقة وزارة الداخلية، على أن تتحمل في هذه الحالة إدارات الأندية كامل مسؤولياتها.
هذه هي السيناريوهات المطروحة لإنهاء الموسم الكروي الاحترافي في قسمه الأول، أما بالنسبة للقسم الثاني وبطولات الهواة، فالمؤكد أن الحل الوحيد، هو الإعلان عن موسم أبيض بدون زيادة ولا نقصان.

محمد الروحلي

Related posts

Top