أكد مشاركون في لقاء نظم، يوم أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن تعزيز مكانة المرأة في المجالس الإدارية لمقاولات القطاع الخاص، يعد ضرورة لتحقيق المساواة بين الجنسين، وإعمال كل ما له علاقة بتكافؤ الفرص وتحقيق التنمية.
واعتبروا، خلال هذا اللقاء، حول موضوع «حضور النساء بالمجالس الإدارية .. بين الموضة وضرورة الرفع من الأداء» نظمته بورصة الدار البيضاء، أن حضور العنصر النسوي بالمجالس الإدارية للمقاولات عامة والمقاولات المدرجة بالبورصة خاصة، متواضع ولا يسير في تجاه تحقيق المساواة والإنصاف والمناصفة، كما ينص على ذلك دستور المملكة.
وفي هذا الصدد، أبرزت مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن تواجد المرأة بالمجالس الإدارية لمقاولات القطاع الخاص «متواضع جدا»، وذلك على الرغم من تنصيص الدستور على جانب المناصفة والمساواة.
وبعد أن سجلت تواجد نساء مغربيات بشكل فاعل في تسيير العديد من المقاولات، وكذا تزايد عدد النساء اللواتي يقتحمن عالم إنشاء المقاولات، قالت إن هؤلاء الفاعلات سطرن مسارا من العمل والنضال، وعبدن الطريق أمام نساء أخريات لولوج هذا العالم، الذي كان حتى الأمس القريب حكرا على الرجال.
وفي سياق متصل شددت على أهمية تكريس المساواة من خلال تربية الأطفال، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن الأم يمكنها أن تضطلع بدور هام في تكريس المساواة بين الجنسين واحترام المرأة.
وفي الاتجاه ذاته، أشارت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للمرأة بالمنطقة المغاربية، ليلى رحيوي، إلى أن توسيع مجال تكافؤ الفرص، وولوج النساء لمراكز القرار، وتحقيق الاستقلال المالي للنساء، تشكل مجتمعة، وبشكل عام، عوامل أساسية لتحقيق التنمية، وبناء اقتصاد قوي.
واعتبرت أنه بعد إعلان بيجين قامت العديد من البلدان بإدخال إصلاحات وتعديلات على قوانينها، كما وضعت أخرى قوانين جديدة تكرس المساواة بين الجنسين، و»هذا يشكل في حد ذاته إنجازا هاما».
وبعد أن أكدت أهمية الانخراط المتزايد للقطاع الخاص، والقطاع المالي بالمغرب، في توسيع مجال المساواة، قالت إن الاحتفال بثامن مارس كل سنة، يعد مناسبة لتقييم ما تم إنجازه وما يتعين فعله.
من جهته قال كريم حجي، المدير العام لبورصة الدار البيضاء، إن طموحات النساء للولوج لمراكز القرار مشروعة ويتعين دعمها لتحقيق المساواة، مشيرا إلى أن كفاءة النساء في التسيير لا تقل عن كفاءة الرجال.
وشدد على أهمية تعزيز المساواة على مستوى المؤسسات والهيئات المالية، كما هو حاصل ببورصة الدار البيضاء، مشيرا إلى أن النساء أثبتن عبر التاريخ قدرتهن الكبيرة في مجالي التسيير والتدبير.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء، الذي نظم بتعاون مع عدد من الهيئات والمؤسسات الوطنية والدولية، سبقه حفل جرى خلاله قرع جرس بورصة الدار البيضاء، وذلك في إطار مبادرة جماعية لتكريم النساء على المستوى العالمي بمناسبة تخليدا لليوم العالمي للمرأة، والتي شملت 34 بورصة.