مسؤولية بلحاج ومن معه

شكلت صورة الملاكم المغربي يونس باعلا، وهو يحاول عض أذن الملاكم النيوزيلندي ديفيد نيكيا، الحدث خلال دورة طوكيو للألعاب الأولمبية، وتحولت إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام الدولية بمختلف القارات.
صورة صادمة حقيقة، انتهت على وقعها مشاركة الملاكمة المغربية بدورة 2020، لتخرج هذه الرياضة صاغرة مطأطئة الرأس، وهى التي سبق أن أهدتنا ميداليات أولمبية، بالرغم من كونها من المعدن النحاس، إلا أن قيمتها كانت كبيرة جدا، سجلت بمداد الفخر والاعتزاز من طرف الأوساط الرياضية الوطنية.
ستة ملاكمين مغاربة حضروا دورة طوكيو، إناثا وذكورا كلهم غادروا من الدور الأول، وهى سابقة لم تسجل منذ سنوات طويلة، ليتأكد بالملموس حجم التراجع الكبير والمهول، الذي تعرفه هذه الرياضة التي اعتبرت تاريخيا، من بين الرياضات الشعبية، التي تحظى باهتمام فئات واسعة من الشعب المغربي.
تراجع تتحمل مسؤوليته بالكامل جامعة يوجد على رأسها، ومنذ سنوات خلت، جواد بالحاج، والذي لازال يصر على البقاء على رأس الجهاز الجامعي، رغم افتقاده تدريجيا القدرة على القيادة، والحرص على حفظ مكتسبات هذه الرياضة، بل تعميقها وتطورها.
استمرار جهاز جامعي على رأس هذه الرياضة لسنوات، وبالضعف الذي يعرفه حاليا، أضر كثيرا بمصالحها، بل حولها إلى مجرد حضور غير مؤثر، والدليل على ذلك حالة الملاكمة خديجة المرضي، والتي اعتبرت نازلة، فجرت الكثير من الحقائق المسكوت عنها، مكن من إماطة اللثام عن أنواع من التسيب والفوضى، داخل دواليب الجامعة، تغذيها للأسف حرب المصالح والولاءات المندلعة، بشتى الأنواع والممارسات والطرق، والتي استمدت “شرعيتها” من تراجع نفوذ الرئيس، والتأثير السلبي لسعيه بكل الطرق، من أجل ضمان البقاء بالكرسي لأطول فترة ممكنة.
ما وصلت إليه الملاكمة من ضعف وتراجع، يتطلب القيام بثورة حقيقية تمكن من تغيير الأوضاع داخل الجهاز الجامعي، وإبعاد الأسماء التي أضر بقاؤها لفترة طويلة بمصالح القفاز المغربي بعد أن كرست الممارسات غير السليمة، وأصبحت عائقا حقيقا لأي تطور منشود.
بعد هذه المشاركة المخجلة بدورة طوكيو الأولمبية، هناك حالة من الترقب لما سيحدث، وانتظار الموقف الذي ستعبر عنه الجامعة، وتحديد مسؤوليتها اتجاه ما حدث، خاصة وأن هناك أصوات تعبر الآن عن حالة من الغضب العارم، مطالبة باستقالة المكتب الجامعى، والإعلان عن جمع عام، تقود أشغاله إلى إرساء أسس تغيير تعطي فيه الأولوية لوجوه جديدة، لا علاقة لها بالفساد الذي عشش لسنوات طويلة داخل مفاصل هذه الرياضة التي توصف بالنبيلة.

>محمد الروحلي

Related posts

Top