مسار الوداد…

بكل الأرقام يقدم فريق الوداد البيضاوي نفسه كواحد من الأندية الرائدة إفريقيا في السنوات الأخيرة، فللموسم الرابع على التوالي ينهى مشاركته بدوري المجموعات الخاصة بعصبة الأبطال في مقدمة المجموعة.  

فهذه السنة تصدر وكالعادة مجموعته بـ 10 نقاط، حقق 3 انتصارات على حساب كل من أسيك ميموزا الإيفواري، ولوبي ستارز النيجيري، وصانداوز الجنوب أفريقي، مقابل تعادل واحد أمام لوبي ستارز، وانهزم في مباراتين خارج ميدانه، ضد صانداوز وأسيك ميموزا، وسجلت خطوطه الأمامية 8 وتلقت شباكه 6 أهداف.

   بالإضافة إلى تألق للوداد على الصعيد الإفريقي، يحتل الفريق الأحمر المرتبة الأولى بالبطولة الوطنية الاحترافية وبفارق مريح عن أقرب المطاردين، مسار يليق بالأبطال، ويكرس صحوة ودادية في الخمس السنوات الأخيرة. 

   ويعود الفضل في تألق الوداد في هذه المرحلة إلى عدة عوامل أهمهما تمساك إدارته التسييرية، ووجود موارد مالية كافية، وحنكة مدربه، وتوفره على عدد كاف من اللاعبين الجاهزين، والدور الطلائعي للجمهور.

 كل هذه العوامل المساعدة، جعلت الوداد يحافظ على مسيرة متوازنة، رغم بعض التعثرات، بعد مغادرة فوزي البنزرتي، لتدريب المنتخب التونسي، وهو ما أثر فعلا على مسيرة الفريق السنة الماضية، فكان الإقصاء القاسي أمام وفاق سطيف الجزائري رغم أنه لم يكن بالخصم القوي والعنيد.  

   هذه العودة التي حركت الكثير من الذكريات الجميلة داخل العائلة الودادية مترامية الأطراف، من المفروض أن تستغل بالإيجاب قصد إعادة اللحمة لهذه العائلة التي عانت طيلة السنوات الأخيرة من التشتت والتصدع، ما جعل الكثير من فعالياتها تهجر البيت الأحمر.

  فالوداد التي أسسها الرواد بنيت على مبادئ الوطنية والتربية والأخلاق العالية والتأطير والروح الرياضية، كما كانت دوما مدرسة حقيقية كونت أجيالا من المسيرين والمدربين واللاعبين والجمهور، ومن المفروض أن تحافظ على هذه الهوية والمميزات التي بني عليها تاريخ هذا الصرح الوطني.

  ومن المفروض أيضا أن يتم استغلال هذه المرحلة الإيجابية، قصد تقوية المؤسسة من الداخل، وبناء هياكل صلبة ضامنة للاستمرارية، دون الاعتماد على شخص معين، وهذا يمر عبر احترام التخصصات واعتماد الكفاءات، وهيكلة الإدارة التقنية، ومنحها صلاحيات واسعة في كل ما يهم الجانب التقني سواء على مستوى الفريق الأول أو باقي الفئات السنية…

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top