مستشفيات وعيادات تغلق أبوابها في أفغانستان بضغوط من طالبان

بعد أن أغلقت حركة طالبان المستوصف في بلدته، اضطر المزارع الأفغاني حاج فضل أحمد إلى استئجار سيارة لنقل زوجته المريضة إلى أقرب مستشفى على بعد ست ساعات ليكتشف مصدوما أنه مغلق أيضا نتيجة النزاع الذي يحرم السكان من أبسط أشكال العناية الطبية.
وأغلق عدد من هذه التجهيزات الطبية أبوابه مؤخرا بضغوط من طالبان في ولاية أوروزغان (جنوب) والتي تعد من بين الأكثر فقرا في البلاد. تقول وزارة الصحة أن المتمردين يستخدمون ذلك «ورقة ضغط» لإرغام الحكومة على إنشاء عدد أكبر من العيادات في المناطق الخاضعة لسيطرتهم حتى يتلقى مقاتلوهم العلاج فيها.
يروي إحسان الله الطبيب الذي يعمل على مشارف تارينكوت كبرى مدن الولاية لوكالة فرانس برس «كنا في العيادة عندما ظهر مسلحون يطالبون بالمفاتيح وأمرونا بالرحيل».
في محافظة شارشينو حيث يقيم فضل أحمد وزوجته، قامت حركة طالبان بإغلاق المستوصفات.
يقول فضل أحمد لفرانس برس «لم تعد هناك أي خدمة هنا واضطررت لدفع 2500 أفغاني (37 دولارا ) من أجل التوجه إلى تارينكوت لكن الوضع لم يكن أفضل هناك مع الأسف».
واضطر هذا المزارع إلى اقتراض مبلغ إضافي لاستئجار سيارة من أجل التوجه إلى قندهار كبرى مدن جنوب أفغانستان في الولاية المجاورة.
منذ انسحاب غالبية القوات الأجنبية في أواخر 2014، تمددت المعارك إلى مجمل المحافظات الـ 34 في البلاد وهي توقع سنويا عددا قياسيا من الضحايا من المدنيين وتشكل ضغوطا على البنى الصحية.
تقول منظمة الصحة العالمية أن عدد مراكز العناية التي أغلقت في العام 2017 تجاوز عدد 189 المسجل العام الماضي.
واستهدفت المراكز الطبية والعاملون فيها من قبل كل أطراف النزاع من بينهم قوات الحلف الأطلسي سواء عن طريق حرمان العدو من العلاج أو قتل المرضى من المعسكر الخصم أو استخدام المركز موقعا عسكريا والاحتماء فيه.
في قندوز (شمال)، قصفت القوات الأميركية خطأ المستشفى الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود في أكتوبر 2015 ما أوقع 42 قتيلا بين صفوف المرضى والعاملين.
يقول ديفيد لاي منسق منظمة الصحة العالمية في أفغانستان «قبل العام 2015، كانت غالبية الهجمات تتم في مناطق النزاع التقليدية مثل قندهار أو ننغرهار (شرق). لكن الهجمات ضد المراكز الطبية وطواقمها باتت منذ عامين، تتم في مختلف أنحاء البلاد».
والمشكلة أكثر انتشارا مما توحي به الاحصاءات لأن غالبية المراكز المستهدفة لا تبلغ عن الهجمات، بحسب ما ذكرت منظمة «ووتش ليست اون تشيلدرن اند آرمد كونفليكت» المستقلة ومقرها نيويورك في تقرير صدر مؤخرا.
وغالبا ما يتعرض العاملون في المجال الطبي للتهديد أو الخطف أو القتل. في مطلع شتنبر قتلت معالجة فيزيائية إسبانية تعمل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر برصاص مريض على كرسي متحرك في مركز مزار الشريف لإعادة التأهيل.
وسبق أن قتل ستة عاملين مع الصليب الأحمر الدولي في كمين في فبراير عندما كانوا يتنقلون في موكب إلى ولاية جوزجان (شمال)، في ما اعتبر أخطر هجوم ضد عاملين انسانيين ونسبته الشرطة إلى تنظيم الدولة الاسلامية.
يقول توماس غلاس المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كابول والتي تراجعت نشاطاتها بشكل ملحوظ في البلاد «كل عام الوضع أسوأ من العام السابق».
وتحاول منظمة الصحة العالمية تعويض هذا النقص من خلال إقامة عيادات متنقلة لكن ديفيد لاي يقول إنها لا تكفي لتلبية الحاجات مشيرا إلى أن مليوني شخص تضرروا نتيجة هذا الوضع في العام الحالي.

Related posts

Top