مسيرة غضب الشعب المغربي ضد بان كي مون

 محمد حجيوي
تحولت العاصمة الرباط، أمس الأحد، إلى نقطة التقاء لكل المغاربة الذين جاؤوا من مختلف أنحاء المملكة، للتعبير عن رفضهم القاطع للتصريحات الاستفزازية لبان كي مون، الذي زاغ عن مبدأ الحياد المفروض فيه كأمين عام للأمم المتحدة.
أزيد من ملونين من المغاربة بكل فئاتهم الاجتماعية وكل مكوناتهم السياسية والمدنية، شاركوا في مسيرة “نداء الوطن” التي دعت إليها الأحزاب السياسية والنقابات وهيئات المجتمع المدني، وجعلوا شوارع الرباط تصدح بصوت واحد “الصحراء مغربية وستبقى مغربية” وحولوها إلى لونين أحمر وأخضر،  لوني العلم الوطني الذي رفعه المشاركون في هذه المسيرة، الأضخم في تاريخ المغرب، كرسالة بليغة من الشعب المغربي قاطبة إلى المنتظم الدولي، وإلى الأمين العام بان كي مون، وأيضا للتعبير عن متانة الجبهة الوطنية الداخلية في وجه كل المتربصين بالوحدة الترابية للمملكة.
فمنذ الساعات الأولى من صباح أمس، تقاطر مئات الآلاف من المواطنين من مختلف المدن والقرى المغربية، على شوارع الرباط، واكتظت كل مداخل المدنية بالحافلات والعربات التي أقلت المغاربة للتعبير موقفهم الثابت من قضية الوحدة الترابية التي لا يمكن أن يخضعوا فيها للمساومة أو المزايدة.
وفي تصريح لبيان اليوم، أكد محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية الذي سار بمعية أعضاء القيادة الحزبية، إلى جانب مواطنين، على أن العشب المغربي بكل مكوناته خرج اليوم، ليعبر عن وحدة الصف الوطني وتلاحم كل القوى الوطنية وراء صاحب جلالة الملك للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وللتعبير عن الرفض العميق والشجب القوي للتصريحات بان كي مون.
وأضاف بنعبد الله، أن هذه المسيرة التي وصفها بـ”التاريخية” و”الحاشدة”، هي تعبير واضح وصريح، بأن المغرب لا يمكنه أن يقبل الزيغ عن مقررات الأمم المتحدة، كما أنه لم يعد يقبل مزيدا من التنازلات في قضيته الوطنية العادلة والمشروعة، مشيرا إلى أن مئات الآلاف المغاربة الذين خرجوا في مسيرة نداء الوطن، والذين جاؤوا من مختلف أنحاء المملكة، أكدوا مرة أخرى، على تجديدهم لعهد المسيرة الخضراء وتعبيرهم عن نفس التشبث بالوحدة الوطنية.
مسيرة الرباط، ووفق ما أكده العديد من الشباب الذين جاؤوا من آفاق متعددة من هذا الوطن، لبيان اليوم ضمنهم، شباب حزب التقدم والاشتراكية، أن مسيرة الرباط ستبقى موشومة في الأذهان، وستظل حاضرة بقوة في الذاكرة الوطنية، كما أنها تمثل صرخة غضب في وجه بان كي مون الذي استفز كل المغاربة بتصريحاته حول قضية الصحراء المغربية، وبالنظر لما تحمله تلك التصريحات المنحازة وغير الموضوعية من إساءة لمشاعر الشعب المغربي قاطبة، وما تشكله من مس خطير بالوحدة الترابية.
هذه المسيرة التي انطلقت قبل الساعة العاشرة صباحا، جعلت شوارع الحسن الثاني ومحمد الخامس والشوارع المجاورة، ممتلئة عن آخرها منذ الساعات الأولى من الصباح، وكان القادمون من الجهات والأقاليم، يصطفون في مجموعات ووحدات منتظمة يحملون يافطات تحيل على أسماء المدن والقرى التي جاؤوا منها، وأخرى تحيل على التنظيمات المدنية والسياسية التي ينتمون إليها، ورددوا شعارات مناوئة لتصريحات بان كي مون وأخرى تعلن عن تشبثهم بمغربية الصحراء،  في تعبير صريح عن وحدة الصف الوطني بخصوص القضية الوطنية التي هي موضوع إجماع المغاربة قاطبة.
وعرفت مسيرة الرباط مشاركة وازنة وواسعة لزعماء الأحزاب السياسية وقادة المركزيات النقابية، والمنظمات الشبابية والنسائية، ضمنهم مناضلو حزب التقدم والاشتراكية بقيادته، ومناضلو ومناضلات الشبيبة الاشتراكية ومنتدى المساواة والمناصفة التابع لحزب التقدم والاشتراكية وأطر وقادة منظمة الطلائع أطفال المغرب ومنظمة الكشاف الجوال، حيث أطلقت كل هذه التنظيمات تعبئة قوية في صفوف مناضليها الذين حضروا بكثافة من مختلف الفروع المنتشرة عبر ربوع الوطن.
يشار إلى أن مسيرة الأحد جاءت مباشرة بعد الدورة الاستثنائية للبرلمان التي عقدها أول أمس السبت، للتعبير عن رفض ممثلي الأمة لتصريحات الأمين العام الأممي، وأيضا لبسط ومناقشة مستجدات قضية الوحدة الترابية، أسفر عنها بلاغ للبرلمان بغرفتيه تضمن شجبا صريحا وقويا لتصريحات بان كي مون وبمواقفه المنحازة وغير المسؤولة.

Related posts

Top