مشاركون في منتدى إقليمي بمراكش يسلطون الضوء على آفاق وتحديات الطب عن بعد في إفريقيا

أكد المشاركون في ندوة حول موضوع “الطب عن بعد في إفريقيا .. الآفاق والتحديات” نظمت الأسبوع الماضي بمراكش، أن الطب عن بعد يشكل فرصة كبيرة يتعين على إفريقيا استغلالها لتجاوز النقص المسجل على مستوى البنيات التحتية الصحية والموارد البشرية المؤهلة.
وأبرزوا خلال هذا اللقاء، الذي نظم في إطار الدورة الأولى لمهرجان حول الصحة الذي احتضنه المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش حول موضوع “السمعي البصري في خدمة المنظومة الصحية”، أن إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المجال الطبي بإفريقيا من شأنه معالجة المشاكل المتعلقة، على الخصوص، بالبنيات التحتية السوسيو صحية بالمناطق الحضرية ونواحيها.
وبعد أن سجلوا أن الميزانية المخصصة من قبل الدول الإفريقية للقطاع الصحي لا تتوافق مع المعايير المحددة من قبل منظمة الصحة العالمية، اعتبر المتدخلون أن الطب عن بعد يحمل آمالا من أجل “دمقرطة العلاجات ” والرفع من نجاعة وفعالية الأنظمة الصحية بالقارة.
وأوضح رئيس قسم المعلوميات والمناهج بوزارة الصحة عبد القادر مهاي، أن الطب عن بعد يعتبر أحد الآليات الأكثر نجاعة لدعم إصلاح منظومة الصحة ومواكبة وضع التغطية الصحية الشاملة، كما يعتبر حلا لمعالجة الإكراهات المالية وقلة الموارد البشرية المؤهلة.
وأكد أن هذا النظام سيمكن، أيضا، من إعادة رسم الخريطة الصحية بالمغرب وتسهيل مسارات العلاجات، مستعرضا بهذه المناسبة، نماذج لمبادرات متعلقة بالطب عن بعد منجزة بالمملكة، بالإضافة إلى المخطط الوطني لتطوير الطب عن بعد، حيث تم إحداث الجمعية المغربية للطب عن بعد، التي عهد إليها، على الخصوص، المساهمة في تطوير هذا المجال والنهوض ودعم تطبيقه على المستوى الوطني لفائدة ساكنة المناطق المهمشة والمعزولة.
من جهته، أوضح مدير المركز الاستشفائي الوطني دلال جام بدكار، موسى سام ضاف، أنه إلى غاية 2023، ستمكن الاستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية المعتمدة بالسينغال من تحسين بشكل مستدام التغطية الصحية الشاملة للساكنة وضمان اتخاذ قرارات من قبل الفاعلين ترتكز على جودة المعلومات.
وبعد أن أشار إلى المبادرات الخاصة بالطب عن بعد بالسينغال، استعرض ضاف، التحديات الكبرى الواجب رفعها لتنفيذ استراتيجية العلاج عن بعد بهذا البلد، من ضمنها التكلفة الباهظة للاتصال عبر الأنترنت والهواتف النقالة، بالإضافة إلى تواجد مناطق خارج التغطية بشبكة الهاتف النقال والأنترنيت.
أما مدير المستشفى الجامعي بتينغاندوغو بواغادوغو ، ألكساندر سانفو، فأكد، من جانبه، أن المبادرات المتخذة ببوركينافاصو للنهوض بالطب عن بعد، لم تحقق بعد الأهداف المرجوة، مشيرا إلى أن أكبر التحديات أمام نجاح مثل هذه المبادرة، التي انطلقت بشراكة، على الخصوص، مع الهند والصين، تكمن في العائق المتعلق باللغة.
من جانبه، أعرب مدير المركز الاستشفائي الجامعي لتريشفيل بالكوت ديفوار، إيتيين ياو، عن أسفه لكون إفريقيا لم تتمكن بعد من الاستفادة من الفرص الكبيرة التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة في قطاع الصحة، مضيفا أن الطب عن بعد لازال غير مستعملا بالشكل الجيد بافريقيا.
وتناولت ممثلة منظمة الصحة العالمية، إيزابيل واشسموث، التي حرص منظمو هذا المهرجان على تكريمها، في تدخلها، الذكاء الجماعي أو النماذج الجديدة للإبداع الاجتماعي المقترن باستعمال التكنولوجيات الجديدة، مستعرضة أهم التحديات التي تواجه الأنظمة الصحية للدول ( التمدن، الشيخوخة، النمو الديمغرافي، تدفق المهاجرين، تعدد الأمراض، الأمراض غير المعدية، التغيرات المناخية).
ويعتبر هذا المهرجان، الذي نظم بمبادرة من المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش وجمعية فنون بصرية تحت إشراف وزارة الصحة، الأول من نوعه على الصعيد الوطني ويندرج ضمن مشروع أطلقه المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش منذ سنة 2013.
وسعى المهرجان، المقام بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الاتصال، إلى إعطاء أبعاد جديدة للسمعي البصري وللصورة عموما خدمة للقطاع الصحي واستثمار مميزاتها وخصائصها ونتائجها المبهرة في النهوض به، سواء كانت تلك الصورة ثابتة أو متحركة، حيث أضحت الآن تتعداها من مجرد أداة لتسهيل العمليات الجراحية إلى ملامستها جوهر الإشكاليات الصحية سواء في العلاج عبر الصورة، والتكوين البيداغوجي، وحتى إبراز الإنجازات والتطورات التي يشهدها القطاع الصحي.
وتضمن برنامج المهرجان ندوات علمية تمحورت حول “الطب عن بعد في إفريقيا الآفاق والتحديات”، واطرها عدد من مدراء المراكز الاستشفائية بكل من الكوت ديفوار وبوركينا فاصو بالإضافة إلى المغرب، الذي يسعى إلى تقاسم تجربته في مجال الطب عن بعد مع البلدان الإفريقية في أفق تأسيس نظام موحد في هذا المجال.
كما تناولت هذه الندوات، موضوع “الصحة والسمعي البصري”، بمشاركة أساتذة باحثين لمناقشة علاقة المجال السمعي البصري بالقطاع الصحي، بالإضافة إلى تكريم عدد من الشخصيات من عالمي الطب والفن، مع عرض فيلم وثائقي تحت عنوان “نستطيع أن نولد من جديد”.

Related posts

Top