مصنع رونو طنجة يطرح سيارة “رونو إكسبريس” و”رونو إكسبريس فان”

أزاحت مجموعة رونو المغرب الستار، وبشكل رسمي، أول أمس الثلاثاء بطنجة، عن سيارتيها الجديدتين، “رونو إكسبريس” و”رونو إكسبريس فان” اللذين تم صنعهما بـ”معمل رونو طنجة”.
وقال مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، إن صناعة السيارتين لأول مرة بالمغرب، تشهد على القدرة التنافسية لمعمل طنجة والثقة التي تتمتع بها المنصة المغربية لصناعات السيارات، وجودة الشراكة التي تربط المغرب بمجموعة رونو.
وأكد مولاي حفيظ العلمي في ندوة صحافية بمعمل رونو بطنجة، أن هذا المشروع المهم، تم إعداده خلال فترة الحجر الصحي بدعم من جلالة الملك محمد السادس، والذي تطلب اعتماد طرق عمل تستخدم تكنولوجيات ذكية، ينسجم تماما مع أهداف مخطط التسريع الصناعي الذي يهدف إلى الارتقاء النوعي بقطاع صناعة السيارات المغربي والرفع من مستوى اليد العاملة به.
وبمناسبة التوقيع على الاتفاقية الجماعية لمعمل رونو طنجة بين المديرية العامة للمعمل والاتحاد المغربي للشغل، أوضح العلمي أن الشركاء الاجتماعيين يمثلون حلقة لا يمكن فصلها عن سلسلة تنمية الصناعة في المغرب، داعيا العمال إلى التحلي بالروح الوطنية والدفع بالمشروع إلى الاستقرار والنجاح.
وأشار وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، إلى أن العلاقة بين رونو والمغرب جد قديمة، مسترجعا ذكريات التفاوض في البداية مع الشركة للاستثمار محليا، وما تلاها من خطوات توجت في الأخير بالاستقرار بشكل رسمي في المغرب، واصفا هذا النجاح بالمبهر، لاسيما وأنه ساهم في خلق عدد مهم من مناصب الشغل.

وشدد المسؤول الحكومي على ضرورة الاستمرار في الاشتغال بشكل جماعي مع شركة رونو، للدفع بصناعة السيارات بالمغرب نحو الأمام، وتحقيق الأهداف والنتائج الاستراتيجية الموضوعة، والمتمثلة في الوصول إلى رقم معاملات بقيمة 2 مليار أورو في السنة.
وهنأ مولاي حفيظ العلمي في الأخير، كل طاقم معمل رونو طنجة بالنجاح في إخراج سيارة “رونو إكسبريس” و”إكسبريس فان” إلى الوجود، معتبرا توجه الشركة الصناعي بالمغرب في المسار الصحيح.

تكنولوجيات جديدة

من جانبه، قال مارك ناصيف المدير العام لمجموعة رونو المغرب، أن إطلاق المشاريع الصناعية الجديدة يمثل رافعة مهمة لتطوير منظومة شركة رونو المغرب، مؤكدا أن تصنيع طراز المركبات الجديدة باستعمال تكنولوجيات جديدة، وكفاءات عالية الدقة، ساهم في إضافة موردين جدد.
وأشار مارك ناصيف في كلمته بالندوة الصحافية، إلى أن عدد الموردين قد ارتفع في المملكة من 26 إلى 76 موردا ما بين 2015 و2020، موضحا أن الموردين يساهمون بشكل كبير في مرافقة إطلاق المشاريع الصناعية لمجموعة رونو بالمغرب، وهو ما يمثل قيمة إضافية لمنظومة صناعة السيارات في المغرب.
وذكر ناصيف أنه بفضل الدينامية الصناعية الوطنية، تمكن مصنع رونو من إدماج القطع التي تصنع محليا، وهو ما مكن المجموعة من تجاوز عتبة 60 في المائة للإدماج المحلي، في انسجام مع الالتزامات التي تعهدت بها المملكة عند التوقيع على عقد الأداء في أبريل 2016. “وقد التزمت رونو المغرب بتحقيق 65 في المائة من الإدماج المحلي ورقم مبيعات للمناولة المحلية يصل إلى 1.5 مليار يورو بحلول 2023” يشير المتحدث.
من جهته، كشف محمد بشيري المدير العام لمصنع رونو طنجة، أن تصنيع سيارة “إكسبرس” و”فان إكسبرس” الجديدتين، تم بتوظيف تقنية 0.4، على مستوى الأداء الصناعي الذكي، في إطار تقوية موقعه كمعمل يستخدم التكنولوجيات الحديثة في عملية الإنتاج.
ووقف محمد بشيري في مداخلته أثناء الندوة الصحافية، عند التطورات التي وصفها بالمهمة، بحيث تم إضافة 32 إنسانا آليا في محطات التجميع النهائي، وكذا ورشة الصفائح المعدنية.
وفي سياق متصل، أشار بشيري إلى أنه تم تزويد ورشة الصباغة بطرق جديدة لاستعمال الورنيش لمعالجة الصباغة بحسب الطلب. كما أدخلت على ورشة التركيب تغييرات كبيرة على عملياتها اللوجستيكية، بإدماج نقل القطع بعربات موجهة بالأسلاك تعمل بشكل مستقل، أعدتها مجموعة المهندسين العاملين بالموقع، إلى جانب إضافة خط جديد لتركيب المقصورة.
وأبرز المدير العام لمصنع رونو طنجة أنه لدعم نجاح هذا المشروع التكنولوجي الرئيسي بالنسبة للمجموعة، استفادت فرق معمل طنجة من ورشات تكوينية تقنية زادت من كفاءاتها في مجالات جديدة من مجالات الخبرة التكنولوجية، كصيانة الإنسان الآلي، أو في مجال إلكترونيك المركبات.
ومن ثم فإن مصنع طنجة، أصبح يزاوج في عمله بين العالم الرقمي المتصل بالإنترنيت، وكذا العمل الإنساني، وهو ما يمده بميزة تنافسية قوية، وفق المتحدث ذاته، مؤكدا أن معمل رونو طنجة أصبحت له مكانته الخاصة داخل مجموعة رونو بفضل التغيير الجذري الذي أدخل عليه، ولكونه بات رمزا للإنتاج المحايد من حيث الكربون، دون طرح أي مخلفات صناعية سائلة، حيث يعتبر المغرب بالنسبة لمجموعة رونو، فاعلا أساسيا في الخطة الاستراتيجية الجديدة “رونوليسيون” (ثورة رونو).

صنع في المغرب

وفي الصدد ذاته، تحدث محمد بناني المدير العام للعلامة التجارية رونو المغرب، عن دور “رونو إكسربس” و”رونو إكسبريس فان” الجديدتين، في خلق فرص جديدة للسوق الوطنية والدولية، ومن ثم تحقيق إشعاع لعلامة “صنع في المغرب”.
وأفاد محمد بناني خلال حديثه في الندوة الصحافية، أن السيارتين تعتبران مرجعية بالنسبة للصناع التقليديين والتجار، نظرا لتوافقهما مع حاجياتهم، وكذا سعرها المناسب لقدرتهم الشرائية.
وكشف بناني أن هذا العرض سيعزز موقع القطاع المغربي لصناعة السيارات محليا ودوليا، خصوصا وأنه أضحى أول قطاع مصدر بالمغرب منذ 2014، مبينا أن معمل رونو طنجة يصدر 95 في المائة من إنتاجه نحو أكثر من 70 وجهة، بفضل قدرته الإنتاجية التي تصل إلى 340 ألف مركبة سنويا، إذ على هذا النحو، تعزز مجموعة رونو والمملكة المغربية من قدرتهما التنافسية العالمية بالنسبة لهذا القطاع.
جدير بالذكر، أن معمل رونو طنجة يتمتع بمزايا صناعية لا يمكن الاستغناء عنها، كما أنه يقدم اليوم فرصا واعدة على المستوى الدولي، بالنظر إلى الطموحات المرتبطة بالتسويق في الأسواق العالمية التي تتيح هوامش كبيرة.

< يوسف الخيدر

Related posts

Top