مصير غامض لشباب المحمدية…

عاد هشام أيت منا، ليخلق الحدث مرة أخرى، ليس عن طريق الإدلاء بتصريحات مستفزة أو القيام بـ “كلاشات” مثيرة للجدل، كما ألف ذلك منذ بروزه على الساحة، كمسؤول أول عن فريق شباب المحمدية، ولكن الأمر يختلف هذه المرة.
استغل أيت منا الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة الشباب ضد مولودية وجدة، والتي خسرها فريقه بحصة ساحقة (3-0)، في غياب المدرب امحمد فاخر، ليعلن للرأي العام الرياضي عن الاستقالة من كل المسؤوليات التي تربطه بالفريق المحمدي.
فبعد تقديم الاستقالة من رئاسة فرع كرة القدم، بسبب حالة التنافي، كما نصت على ذلك مذكرة وزارة الداخلية، بحكم تحمله رئاسة بلدية مدينة المحمدية، عاد مساء الأحد الماضي، ليستقيل من مسؤوليته في الشركة التي تسهر على تسيير النادي، في جانبه الاحترافي.
خلال حلقة أول أمس الاثنين من برنامج “المريخ الرياضي” بمحطة (راديو مارس)، قدم الرئيس المستقبل وجهة نظره بخصوص أسباب نزول هذا القرار، مؤكدا أنه لم يعد قادرا على مواصلة تحمل المسؤولية، وأنه استطاع تحقيق ما كان يعتبر من سابع المستحيلات، وذلك بالصعود بالفريق من غياهب الأقسام السفلى، إلى قسم الأضواء، والآن وصل إلى الباب المسدود، ولم يعد قادرا بمفرده على تحمل المسؤولية.
خلال نفس البرنامج، أوضح أيت منا، أن العبء ثقيل ولم يعد قادرا على تحمل تكلفة وجود الفريق بالقسم الأول، خاصة وأنه لم يتلق الدعم من أي جهة كانت داخل مدينة الزهور، مما فرض عليه، تقديم الاستقالة، مقدما وعدا صريحا، يخص حل الإشكالات المالية العالقة، وأنه يلتزم بجعل ميزانية الفريق متوازنة، وبدون ديون أو ملفات خاصة بالنزاعات سواء مع اللاعبين أو المدربين، ومختلف الجهات المرتبطة مع النادي بمعاملات تجارية…
المؤكد أن استقالة هشام أيت منا لها أسباب مباشرة، وتتجلى أساسا في الجانب المالي، فهناك ديون كثيرة، وملفات عالقة تهم اللاعبين والمدربين، وغيرهم من أصحاب العقود، وأمام هذه الوضعية المعقدة، فضل ترك الجمل بما حمل.
إلا أن هذه الاستقالة ودوافعها وأسبابها المباشرة وغير المباشرة، تطرح تساؤلات حول مستقبل النادي الذي يبقى غامضا، ولا يعطي أية إشارة اطمئنان أو تفاؤل ممكن.
فكيفما كان الشخص أو الجهة التي ستتطوع لتحمل مسؤولية قيادة الفريق خلفا للرئيس المستقيل، فإنه سيرث بدون أدنى شك، تكلفة ثقيلة وأجواء غير واضحة المعالم، في ظل تسيير فردي، وغياب هيكلة مؤسساتية.
وهنا تكبر التساؤلات، وتتعدد علامات الاستفهام حول مستقبل الشباب، أمام الفراغ المهول الذي خلفته الاستقالات المزدوجة، لرئيس انفرد بكل السلط وكل الصلاحيات.

>محمد الروحلي

Related posts

Top