معرض الكتاب يسدل الستار عن دورته الـ25 ويسجل أرقاما تاريخية

اختتمت أول أمس الأحد، الدورة الخامسة والعشرون للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، الذي تسهر على تنظيمه وزارة الثقافة.
وعلى امتداد عشرة أيام، حفل فضاء المعرض بعدة أنشطة مختلفة، همت قضايا عديدة، وذات راهنية، تتعلق بالأدب والفكر والسياسة و الفنون والقانون.. إلى غير ذلك من المجالات.
ويعد اختيار إسبانيا ضيف الشرف، من أهم مستجدات هذه الدورة، حيث أتاح لزوار المعرض تعميق معرفتهم بثقافة هذا البلد الجار وبالأساس محاورة مفكريه ومبدعيه، ولا شك أن مناسبة من هذا القبيل من شأنها أن تثمر مشاريع، خاصة على مستوى الترجمة، سيما وأن أغلب إنتاجنا الأدبي والفكري لم يتسن له بعد أن ينقل إلى اللغة الإسبانية، رغم أحقيته في الترجمة والانتشار على نطاق أوسع.
وساهم البرنامج الثقافي الموازي للمعرض في إتاحة الفرصة للقاء وفتح نقاش مثمر مع مؤلفين في حقول معرفية وإبداعية مختلفة، قدموا من مختلف بقاع العالم، أتوا محملين بجديد إصداراتهم وشوقهم لتعميق صلتهم بقرائهم وزملائهم من المثقفين والمبدعين.

وطيلة العشرة أيام التي استغرقها المعرض، ظل يفور بحيوية النقاش داخل قاعات الندوات والمحاضرات وفي الأروقة..
وطرحت بالمناسبة أفكار عديدة للنقاش تهم عدة ميادين فكرية وأدبية، وتم تنظيم حفلات توقيع إصدارات جديدة بحضور مؤلفيها، وكانت مناسبة ليلتقي القراء بهم ويحاورونهم بشكل مباشرة، بعيدا عن العوالم الافتراضية التي تطغى على حياتنا اليومية.
وطبعا لا ينبغي إغفال الفضاء الخاص بالطفل، هذا الفضاء الذي يحظى بأهمية كبيرة، بالنظر لدوره الأساسي في تربية النشء على حب القراءة والفضول إلى المعرفة، وقد تم لهذه الغاية كما هو الحال بالنسبة للدورات السابقة، تنظيم ورشات في شتى المجالات التي تناسب مدارك هذه الفئة العمرية.
وككل سنة، أثارت التمثيلية في الأنشطة الثقافية التي تسهر على إعدادها وزارة الثقافة، الكثير من القيل والقال، حيث اعتبر بعض الفاعلين في الحقل الثقافي المغربي بالخصوص، أنفسهم مقصيين من أجندة اللجنة المنظمة، في مقابل المشاركة المتكررة للأسماء نفسها.
إنه بالنظر لكثافة الحضور التي يشهدها فضاء المعرض، والتي تزداد سنة بعد أخرى، بات من الملح التفكير في البحث عن فضاء أرحب يسع الزوار وكذا الراغبين في الحصول على مساحة لعرض منشوراتهم، وهذا ما فطنت إليه الوزارة المنظمة للمعرض، حيث عبرت عن عزمها تنفيذ هذا المشروع.
رقم قياسي
إلى ذلك، أكد وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، مساء أول أمس الأحد بالدار البيضاء، أن عدد زوار الدورة الـ25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء تجاوز 550 ألف زائر، مقابل 520 ألف زائر في الدورة السابقة.
وأوضح الأعرج، في تصريح صحافي، أن هذا العدد يعتبر رقما قياسيا، إذ تم تسجيله لأول مرة منذ نشأة المعرض، مضيفا أن هذه الدورة كانت ناجحة بكل المقاييس وعلى كافة الأصعدة.
وأبرز الأعرج أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء يصنف من بين أكبر معارض العالم، مضيفا أنه يمثل حدثا ثقافيا عالميا نظرا للرصيد الوثائقي المعروض بين أروقته، من كتب ومخطوطات ومؤلفات، علاوة على احتضانه العديد من الملتقيات الفكرية بمشاركة مفكرين يتمتعون بصيت عالمي.
وسجل وزير الثقافة والاتصال بارتياح الإقبال الكبير للأطفال والشباب على هذه الدورة، مما يدل على أن الكتاب لا زالت له أهميته وقيمته، مبرزا أن الهدف المتوخى من هذا المعرض هو الوصول إلى مجتمع المعرفة وجعل القراءة سلوكا يوميا لدى المواطن.
تم إذن إسدال الستار على الدورة الخامسة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، ولنا أمل في أن يتواصل الفعل الثقافي بنفس الحيوية والحماس على مدار السنة.

عبد العالي بركات

تصوير: عقيل مكاو

Related posts

Top