معطيات الشطر الأول من بطولة مرتبكة…

تنتهي نهاية الأسبوع مرحلة الذهاب من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بإعلان فوز فريق الجيش الملكي بلقب، ما يسمى بـ”الخريف”، بتسع انتصارات مكنته من احتلال مركز الريادة.

بينما يقبع اتحاد طنجة بمؤخرة الترتيب بدون انتصار، وهي نفس الحصيلة بالنسبة لأولمبيك خريبكة، وهي نتيجة تعكس الوضعية المهزوزة التي يمر منها فريقان ينتميان لمدينتين كبيرتين، لهما ثقل اقتصادي مهم…

والملاحظ أن الشطر الأول، تميز بكثرة احتجاجات الأندية على التحكيم، إذ تعددت البلاغات الرافضة لأخطاء للتحكيم، احتجاحات تستمد مشروعيتها من أخطاء فادحة ارتكبت في أكثر من مباراة، وأكثر من مواجهة.

يحدث هذا، بالرغم من حضور تقنية الفيديو “الفار”، المفروض أن تساهم في التقليل من الأخطاء، إلا أن هذا العامل لم يتم استغلاله على نحو أفضل، إلى درجة أن بعض حكام غرفة “الفار”، لا يكلفون أنفسهم عناء الوقوف على الحالات المؤكدة بعين المجردة، فبالأحرى استعمال التقنية  الجديدة…

هناك معطى آخر، خيم بظلاله على النصف الأول من بطولة، تسمى بـ “الاحترافية”، ويتمثل في الإفلاس المالي للأغلبية الساحقة من الأندية، باستثناء ثلاث أو أربع فرق، بينما نجد الباقي غارقا في خصاص طاحن جعله عاجزا عن الوفاء بالتزاماته، وهذا ما يفسر تراكم الملفات الخاصة، بالنزاعات وطنيا ودوليا.

أمام هذه الحالة غير السوية، رفعت إدارة الجامعة من درجة الحزم في التعامل، وعدم التساهل مع فريق لا يستوفي الشروط المطلوبة، ولا يعمل على حل المشاكل العالقة، والحرص على احترام التوازن المطلوب، بين المداخيل وحجم المصاريف.

ومن بين معطيات مرحلة الخريف، منع تنقل الجمهور إلى باقي المدن، قرار اتخذته السلطات المحلية بأكثر من مدينة وأكثر من إقليم، وبالرغم من صعوبة تقبل إجراء المباريات بدون جمهور قياسي، خاصة بالنسبة للأندية الجماهيرية، إلا أن الحرص على حفظ الأمن العام، يبقى فوق كل الاعتبارات…

وتميزت المباريات التي تجمع الأندية التقليدية، بحضور جماهيري لافت،  يشكل ثقلا لا يستهان به، يجعل من الدوري المغربي من أبرز الدوريات على الصعيد الافريقي والعربي.

ومن بين الملاحظات أيضا وجود ما يسمى بالفرق اللاجئة أو الرحالة، ونعني بها اللجوء إلى ملاعب غير ملاعبها لاحتضان مبارياتها، كما هو الحال بالنسبة لشباب السوالم، والمغرب التطواني، وسريع وادي زم، والاتحاد التوركي، لائحة انضافت إليها أندية أخرى، ولو بشكل مؤقت كما هو الحال بالنسبة للجيش الملكي واتحاد طنجة، نظرا لخضوع ملعبي الرباط وطنجة لإصلاحات تحسبا لاحتضان مباريات الموندياليتو.

هذه أهم الملاحظات بالنسبة للشطر الأول من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، وننتظر عودة المنافسات، بعد مونديال الأندية، للتأكد ما إذا كانت الأندية ستتجاوز مشاكلها العالقة، والحرص على الظهور بالمظهر القوي خلال الشطر الثاني…

محمد الروحلي

Related posts

Top