مع أو ضد وادو؟

تتواصل التفاعلات مع تدوينات عبد السلام وادو، وما أعقبها من تصريحات لم تساهم في حل الإشكال، بل زادت من تعقيد الأمور، في وقت كان من الضروري البحث عن مخرج، ينهي سوء الفهم والتفسيرات التي أعطيت للتغريدات، مخرج يمكن أن يحفظ للاعب الدولي السابق، ماء الوجه، ويطفئ جام الغضب الذي عم فئات واسعة من الشعب المغربي.
مبدئيا، وقبل أي نقاش في هذا الموضوع، وتبادل الرأي في تفاصيله وحيثياته، لابد أن نتفق على شيء أساسي، ألا وهو عدم السماح بالطعن في وطنية وادو، ولا مسايرة الأصوات المطالبة بإغلاق الحدود في وجهه، مع رفض مطلق للنعوت العنصرية، والطعن في شخصه، ومس كرامته وكرامة عائلته ولا التشهير بأفرادها، فهذا سلوك لا يمكن أن يقبل نهائيا، بل يجب متابعة أي شخص ارتكب مثل هذا الجرم الفاضح.
إلا أن وجه الاختلاف مع وادو، يتمثل في التسرع في بناء بعض المواقف والخروج المجاني بردود أفعال، وربما تصفية حسابات غير محسوبة العواقب والتبعات، وهذا ما سقط فيه للأسف المدافع السابق للمنتخب المغربي، والذي خطى خطوة لم تكن محسوبة، كما لم يعرف كيف يتراجع عنها، وراح يتمادى في خرجاته وانفعالاته، عوض التوقف في الوقت المناسب.
وادو أيد في تغريدته مواطنا جزائريا في منافسة مواطن مغربي يجمع كل الأفارقة على كفاءته وقيمة عمله ونظافة يده، وايجابية العمل الذي يمكن يقوم به كممثل للقارة بالاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
يمكن أن تكون لعبد السلام وجهة نظر مختلفة، رغم أن هناك إجماعا داخل الجزائر على أن خير الدين زطشي غير صالح لتسيير الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، فبالأحرى خدمة إفريقيا على الصعيد الدولي، والقدرة على إسماع صوتها عاليا، والمساهمة في تطوير كرة القدم الأفريقية، لكن أوجه الاختلاف مع وادو المغربي، هو أن الشخص الذي أيده بالمطلق، يكن عداء تاريخيا للمغرب، وهذا ما أكد عليه مرة أخرى، مباشرة بعد العودة لبلده.
زطشي قال بأن القضية الصحراوية “زدنا بيها وغادي نموتوا بيها”، نافيا تصويته لصالح تعديل البند الرابع من القانون الأساسي لـ “الكاف”، والذي قطع الطريق نهائيا بخصوص إمكانية قبول الكيان الوهمي، وصنيعة الطغمة العسكرية الحاكمة، والمتحكمة في مصير الشعب الجزائري الشقيق.
نفي زطشي يعتبر كذبا فادحا ومفضوحا، لأن عملية التصويت خلال مؤتمر الرباط، وكما أكدت الصحافة الجزائرية نفسها، أظهرت بوضوح أن ممثل الجزائر المسمى زطشي، صوت لصالح تغيير البند الرابع، وعندما هاجمته الصحافة المحلية بشراسة تراجع وتنكر، وكما يقول المثل الدارجي الشائع سواء بالمغرب أو الجزائر: “ماشي راجل”، فكيف يمكن تأييد مثل شخصا بهذا السلوك.
ودائما في إطار نفس مواقف زطشي المعادية للمغرب، سبق له أن عارض بقوة احتضان مدينة العيون بكاس إفريقيا للأمم في كرة القدم داخل القاعة، وهي التظاهرة التي قاطعتها بلاده، والأكثر من ذلك حرض دولا تدور في فلكه على عدم المشاركة، زطشي هذا قاطع كاس أمم إفريقيا للمحليين التي نظمت بالمغرب سنة 2018، كما قاطع الحفل الختامي للدورة الأخيرة بالكامرون، رفضا منه حضور مراسيم تسلم المنتخب المغربي لكأس الدورة.
مواقف كثيرة وعداء واضح، إلا أنها بدون تأثير أو جدوى، وتبقى جد معزولة، ولا تعرقل المسار الذي خططه المغرب، ويواصله بخطى وإصرار وتحدي وبكثير من النجاحات.
وفي الأخير نسمح لأنفسنا بتوجيه سؤال واضح وصريح للاعبنا الدولي السابق، كيف يمكن تأييد شخص يكن كل هذا العداء التاريخي لبلادك ولرموزها؟
زطشي لا يخفي عداءه ولا يتردد في معارضة أي خطوة يقدم عليها المغرب، رغم محدودية تأثيره وافتقاده للمصداقية والكاريزما المطلوبة في قيادة الأجهزة، سواء أكانت وطنية أو قارية فبالأحرى دولية، والتي كان المسكين يطمح للوصول إليها، إلا أنه تخلى في آخر لحظة، خوفا من حصد هزيمة تاريخية، كما حدث لمواطنه محمد روراوة، في مواجهة فوزي لقجع خلال أول مؤتمر لـ “الكاف” يحضره رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وكان بإثيوبيا.
نتمنى من وادو أن يعتذر، وأن يطلب السماح من أشخاص أساء لهم، وأن يبادله المغاربة نفس الاعتذار ونفس التسامح، لأنه يبقى مواطن مغربي لا يمكن أن ننعته بالخائن، وكثيرا ما عبر عن وطنيته الصادقة.
والشيء الذي نتفق عليه دائما وسيبقى إلى الأبد، أن الوطن غفور رحيم …

>محمد الروحلي

الوسوم , , ,

Related posts

Top