مكناس تجمع 63 دولة من أجل الفلاحة في العالم

تختتم غدا الأحد فاتح ماي، بمدينة مكناس، فعاليات الدورة الحادية عشرة، للملتقى الدولي للفلاحة، المنظم تحت شعار”من أجل فلاحة مستدامة ومرنة”، بعد أن سجلت الدورة إقبالا كبيرا، يقدر بمئات الآلاف من الزوار حسب المنظمين، ساهم فيه بشكل كبير، التنظيم المحكم، والتدابير التنظيمية الفعالة والإجراءات الأمنية الصارمة، وتوفير ظروف مريحة لمختلف المشاركين في الملتقى. كما عرف الملتقى، مشاركة أجنبية مكثفة، حيث وصل العدد إلى 63 دولة، ورواجا قياسيا في مجال المبيعات في أروقة الآليات والمستلزمات الفلاحية، والمنتوجات المحلية، إضافة إلى توقيع عدد من اتفاقيات الشراكة الموقعة من أجل تعزيز حضور الفلاحة المغربية وتألقها في إطار مخطط المغرب الأخضر.
وفي إطار الندوات المنظمة، أول أمس الخميس، قال وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، إن كوب 22، المقرر في نونبر المقبل بمراكش، يجب أن يكون مؤتمرا للعمل ولإفريقيا، التي تعاني أكثر من غيرها من تأثيرات التغيرات المناخية.
وأكد  أخنوش، في مداخلة في افتتاح المؤتمر الوزاري حول “تكييف الفلاحة المغربية مع التغيرات المناخية” الذي ينظم على هامش الدورة 11 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام 2016)، وحضره خمسة عشرة وزيرا من القارة الإفريقية، وآخرين من أوروبا، أن الانتظارات كبيرة إزاء كوب 22، وتتمثل في تنفيذ اتفاق باريس، من جهة، والأخذ بعين الإعتبارالرهانات الخاصة بالبلدان النامية، وبالخصوص في إفريقيا، من جهة ثانية.
وأعرب وزير الفلاحة والصيد البحري، في تصريح للصحافة، عن أسفه خلال هذا الاجتماع، الذي يندرج ضمن الشق الفلاحي من كوب 22، أن القارة الإفريقية تعاني بشكل خاص من تأثيرات التغيرات المناخية، في حين أنها المساهم الأضعف بنسبة أقل من 4 في المائة من انبعاثات الغاز الدفيئة.
وأضاف أخنوش أن إفريقيا لا تحصل إلا على نسبة ضعيفة (أقل من 5 في المائة) من التمويلات لمكافحة التغيرات المناخية.
ومن جهته، قال الوزير الفرنسي المكلف بالفلاحة والصناعة الغذائية والغابة، ستيفان لو فول، بدوره للصحافة، إن الندوة الوزارية مكنت من إعادة تحديد أهداف مبادرة “أربعة على ألف” التي تتوخى إبراز أن التربة الفلاحية يمكنها أن تضطلع بدور جوهري في تحقيق الأمن الغذائي، مضيفا، أن الاجتماع مكن من إعادة تحديد الأهداف التي تم تسطيرها كأسس للمبادرة أربعة على ألف حول تخزين الكاربون خلال مؤتمر كوب 21 بباريس”، من جهة، ومكن أيضا من إدماج وبشكل جد واضح قضية التنمية الاقتصادية المرتبطة بالتنمية الفلاحية مع المقترحات المغربية المتمثلة في رفع تحديات الأمن الغذائي والتخفيف من حدة التغيرات المناخية، من جهة أخرى.
وأوضح أن الاجتماع الوزاري، مكن من بلورة منهجية تسهل تفعيل مبادرة “أربعة على ألف” ورفع تحديات الأمن الغذائي والتخفيف من حدة التغيرات المناخية. ولهذا الغرض، يضيف الوزير الفرنسي، تم اتخاذ قرار إحداث كتابة فرنسية مغربية مكلفة باستخلاص الدروس من هذا الاجتماع وبلورة مقترحات سيتم عرضها في بداية شتنبر على جميع الأطراف ليتم اعتمادها خلال كوب 22 بمراكش.
أما المديرة العامة المساعدة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) هيلينا سيديمو، فأكدت للصحافة، أن الفلاحة تشكل إحدى المواضيع الرئيسية للنقاش خلال الدورة الـ22 للمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية (كوب22) التي ستعقد في نونبر القادم بمراكش، مشيرة إلى أن الفلاحة التي تساهم في الحد من تأثير التغيرات المناخية تشكل إحدى المواضيع الرئيسية للنقاش في كوب22.
وأعربت بالمناسبة عن رغبة المنظمة في العمل إلى جانب المغرب من أجل إنجاح تنظيم كوب22.
وسجلت أيضا أنه حان الوقت من أجل توحيد الجهود لمكافحة التغيرات المناخية والحفاظ على التوازن البيئي، موكدة أنه “يتعين علينا رفع التحديات البيئية المطروحة من أجل خفض نسبة الكاربون في الفلاحة .
ومن جهته، قال وزير الفلاحة والموارد الحيوانية والمائية بالكوت ديفوار، كوبنان كواسي ادجومان، أن المغرب يشكل نموذجا يحتذى به في القطاع الفلاحي بالنسبة للدول الافريقية.
وأبرز الوزير الحاجة الملحة إلى توحيد الجهود والتعبئة من أجل دعم المغرب الذي سينظم مؤتمر التغيرات المناخية (كوب 22) في شهر نونبر القادم، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن “إفريقيا عازمة على محاربة التأثيرات المناخية”، داعيا إلى ضرورة ملاءمة الممارسات الفلاحية مع التكنولوجيات الحديثة بما يمكن من الحد من التأثيرات المناخية السلبية على التوازن البيئي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة، المنظمة بمبادرة من وزارة الفلاحة والصيد البحري بشراكة مع والوزارة الفرنسية للفلاحة والتغذية والغابة، والتي منع الصحافيون من حضور أشغالها، لكونها ذات طابع سري، الذي تفرضه القوانين المنظمة لكوب 22، عرفت مشاركة، وايزابيل كارسيا تيريخينا، وزيرة الفلاحة والبيئة الإسبانية، إضافة الى 15 وزيرا من مختلف البلدان الافريقية، وماريا هيلينا نائبة المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتغذية والفلاحة.

مبعوث بيان اليوم إلى مكناس
 حسن عربي

Related posts

Top