مكناس تستعد لاحتضان الدورة التاسعة لمهرجان الدراما التلفزية

من المنتظر أن تتحول مدينة مكناس على مدى نحو أسبوع إلى عاصمة للدراما التلفزيونية، حيث ستحتضن العاصمة الإسماعيلية بين السادس والحادي عشر من شهر مارس القادم، فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الدراما التلفزية، التي تنظمها جمعية العرض الحر تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بتعاون مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية والقناة الثانية دوزيم ووزارة الثقافة، وبشراكة مع جماعة مكناس ومجلس جهة فاس مكناس.. وهو المهرجان الذي بات محطة يلتقي خلالها مبدعو وصناع فن الدراما التلفزية من المغرب والعالم العربي ومن آفاق مختلفة، وفضاء إضافيا لإطلاع الجمهور الشغوف بجديد هذا الفن على مستوى الإنتاجات والإبداعات من أفلام وسلسلات ومسلسلات.. والتي لم يعرض بعضها بعد على العموم.
وقال الفنان محمود بلحسن، مدير ومؤسس المهرجان، خلال ندوة صحفية أقيمت الجمعة الماضي بالرباط، خصصت لتقديم برنامج هذا المهرجان: “إن مهرجان مكناس للدراما التلفزية الذي دأبت على تنظيمه جمعية العرض الحر، يثابر مؤسسوه على مدى تسع سنوات لجعله موعدا يقدم قيمة إضافية في خارطة المهرجانات الوطنية، وهو يسعى من خلال التيمة التي يحملها لأن يرافق المبدعين المغاربة في هذا المجال الإبداعي الهام والخصب، ويفتح فضاء للقاء بينهم ولتقاسم الخبرات بل وفرصة لتقييم الأعمال الدرامية خاصة المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، والتفكير في مشاريع إبداعية جديدة مشتركة.”
وأبدى محمود بلحسن الكثير من الفخر للرعاية السامية التي تحظى بها هذه الدورة على غرار الدورات الست الماضية، معلنا أن الدورة التاسعة ستشهد احتفاء وازنا يليق بقامات فنية كبيرة ساهمت في إثراء المشهد الدرامي التلفزي المغربي، كما وكيفا، حيث سيتم تكريم كل من الفنانة المتألقة مليكة العمري، والفنان القدير محمد الجم، وهما وجهان تمكنا، طلية مسار حافل بالعطاء، من تحقيق نجاحات باهرة في تشخيص أدوار ضمن أعمال درامية بل ونجمان وطنيان حققا تراكما غنيا وحضورا محترما في المشهد الدرامي المغربي إن في مجال المسرح أو السينما أو التلفزيون…
وأضاف مدير المهرجان أن هذه الدورة، كما السنوات الماضية، ستواصل الانفتاح على الدراما العربية والعالمية، حيث ستشهد مشاركة كل من الإمارات العربية المتحدة ومصر ولبنان والمملكة العربية السعودية، لأول مرة، إضافة إلى كندا وفرنسا وسويسرا. كما ستتميز الدورة بحدث رئيسي يتمثل في إقامة كتابة السيناريو بشراكة مع مهرجان لاروشيل للدراما وسفارة فرنسا بالمغرب، حسب ذات المتحدث.
وبالنسبة للأعمال الدرامية المشاركة في المسابقة الرسمية لهذه الدورة، أعلن مدير المهرجان أن الأمر يتعلق بتسعة أفلام تلفزية و12 مسلسلا، بمشاركة لافتة لأزيد من 18 دولة، مشيرا إلى أن اللجنة التنظيمية حرصت على حضور التنوع اللغوي والثقافي الذي يميز المغرب، حيث ستشارك أعمال بالأمازيغية والحسانية، فضلا عن الدراجة، وأبرز أن الأعمال الدرامية التي سيتم عرضها كلها إنتاجات جديدة تعالج مختلف القضايا الاجتماعية، كما ستعرف الدورة مشاركة مميزة للقناة التلفزية الفرنسية “تيفي 5 العالم”، لأول مرة، والتي تحتل مرتبة الريادة في مجال الدراما التلفزية عالميا.
وكشف محمود بلحسن عن أسماء أعضاء لجنتي تحكيم المسابقتين الرسميتين للدورة، ففيما يتعلق باللجنة الأولى لتحكيم المسابقة الخاصة بالمسلسلات، فيترأسها المنتج والمخرج الأدرني المعروف إياد الخزوز، وتتكون من كل من الفنانة المغربية حفيظة باعدي، والممثلة والإعلامية اللبنانية ستيفاني صليبا؛ فيما اللجنة الثانية ستكون خاصة بالأفلام التلفزية، يترأسها الدكتور حسن الصميلي، وتضم في عضويتها الممثلة القديرة مجيدة بنكيران التي اتجهت مؤخرا لخوض غمار الإخراج، والفنان المصري القدير أحمد عبد العزيز.
وبخصوص الندوة الرئيسية التي ستشهدها الدورة التاسعة، أفاد الخبير في فنون العرض، والمدير المؤسس للمعهد العالي للفن المسرحي بالرباط، الدكتور مولاي أحمد بدري، في جواب على سؤال لجريدة بيان اليوم بشأن موضوع هذه الندوة، إن كانت تقتصر على شكل كتابة السيناريو، أم تمتد إلى المضامين من حيث حمولة المنظومة القيمية ونموذج المجتمع الذي يطمح المغرب لبنائه، قائلا: “إن تنظيم هذه الندوة خلال فعاليات هذا المهرجان في دورته التاسعة، بعنوان “أي كتابة للشاشة الصغيرة”، يأتي تزامنا مع انطلاق الإقامة الفنية الخاصة بكتابة السيناريو والمنظمة بتنسيق مع مهرجان “لاروشيل” للدراما التلفزية بفرنسا”، والتي ستشهد مشاركة 11 فنانا، من بينهم 6 فرنسيين من الخبراء والمتخصصين في مجال كتابة السيناريو..
وأضاف مولاي أحمد بدري مؤكدا أن الندوة تسعى إلى مقاربة إحدى الإشكاليات الأساسية التي تحيط بهذا النوع من الإنتاجات، حيث سيتم الحرص على إبراز الاختلافات بين أنواع الكتابات الخاصة بالمسرح والتفلزيون والسينما، وطرح المعايير الخاصة بالدراما التلفزية، أساسا البعد الإيديولوجي والسوسيو ثقافي، أخذا بعين الاعتبار الأدوار التي يلعبها التلفزيون كآلية تسعى للارتقاء بالذوق العام والمساهمة في تقديم النموذج داخل المجتمع.
ووقفت الفنانة مجيدة بنكيران بدورها على ما تكتسيه هذه التظاهرة الثقافية والفنية من أهمية بالغة، والتي تهدف إلى تقوية أواصر الحوار والتواصل بين الفنانين والمشاركين وعموم عشاق الدراما التلفزيونية، كما تسعى إلى ترسيخ المكتسبات التي حققتها الدراما التلفزية على المستوى الوطني والعربي والدولي.
وأكدت مجيدة بنكيران على قيمة البرنامج المسطر لهذه الدورة، وفقراتها الخصبة والقوية والتي يسعى المهرجان من خلالها إلى تحقيق أفق انتظار جمهور العاصمة الإسماعيلية، والمزيد من التميز والتفرد…
هذا ولم يفت مدير المهرجان أن يشير إلى الإشكالية التي يطرحها ضعف الدعم المالي للمهرجان، إذ باعتبار التيمة الفريدة التي يتمحور حولها المهرجان، خاصة وأن لفن الدراما التلفزية ملايين الجماهير، أشار محمود بلحسن، بنوع من الحسرة، إلى أن الدعم المادي الذي يحصل عليه المهرجان غير كاف ولا يرقى إلى حجم هذه التظاهرة التي تستأثر باهتمام صناع ومبدعي التلفزيون.
وأعلن في هذا الصدد، أنه باستثناء الدعم الذي يحظى به المهرجان كل سنة من طرف جماعة مكناس، والذي حظي هذه السنة بدعم من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، والقناة الثانية، يبقى دعم وزارة الثقافة التي تعنى أيضا بقطاع الاتصال والإعلام، غائبا، حيث اقتصر الدعم على وعد شفوي دون أن يترجم إلى التزام عملي”، معبرا عن الأمل في أن تتم ترجمة التعهدات التي جاءت على لسان الوزير بشأن دعم المهرجانات على أرض الواقع وأن يحظى هذه المهرجان بنصيبه من ذلك، بالنظر لحجم ونوعية برنامجه وطبيعة النجوم التي تشارك فيه، ولما تحققه مهرجانات مشابهة من صيت للمدن والدول التي تحتضنها.

فنن العفاني

Related posts

Top