ملاعب المغرب وأخطاء أصحاب الصفقات…

تحظى التجهيزات الرياضية التي يتوفر عليها المغرب بإشادة المتتبعين على الصعيد الدولي، وهذه ليست مجاملة، بل حقيقة أصبح يقر  بها الجميع…

عبارات تقدير وإعجاب، تحظى بها هذه الملاعب المراكز والملاعب والقاعات، ومختلف المرافق، اجتهد المغرب في انشائها، مقدما للعالم نموذجا ناجحا، يستحق الإنصاف من طرف الأجهزة الدولية.

ويأتي مركز محمد السادس في مقدمة هذه التجهيزات، التي تنال كل عبارات الثناء إلى حدود الإبهار، وفي المقدمة من أشاد بما يقدمه المغرب، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني ايفانتينو.

إلا أنه مقابل هذا التفوق في تقديم تجهيزات من الجيل الجديد، هناك ملاعب أخرى تنتمي لمدن مهمة، عرفت أخطاء كبيرة في طريقة التصميم والإنشاء والهندسة، ليتأكد أن الأطر التي اشتغلت على بعض الملاعب، أو التي انفردت بالصفقات، لم تكلف نفسها عناء أخذ الاستشارة و الاستفادة من التجارب، والتكوين الذي يتمتع به خبراء في مجال تخصصهم.

فالملعب أو القاعة أو أية منشاة كانت، تتداخل فيها العديد من التخصصات والمهن والخبرات، وبالتالي فإن المجال الرياضى له خصوصيات، وشروط دقيقة لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها.

فملعب كرة القدم بفاس مثلا، يعاني من الكثير من الاختلالات والأخطاء، بدء من تواجده بالطريق الرئيسية، وصولا إلى سوء تصميم المداخل والأبواب، الشيء الذي حول هذه المنشأة التي صرفت عليها أموالا طائلة، إلى مجرد هيكل في حاجة إلى إصلاح كبير، حتى يصبح جاهزا لاستقبال المباريات، بما في ذلك ضرورة التفكير في إيجاد صيغة مناسبة للطرق المؤدية من وإلى لمدينة فاس.

ملعب ابن بطوطة بطنجة،  صمم هو الآخر على نحو سيء، فتصميمه لم يأخذ بعين الاعتبار مجرى الرياح، كما أن منصة الصحافة وضعت بمكان غير مناسب، الشيء الذي أثار حفيظة مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية…

نفس الأخطاء سجلت في ملعب أدرار بأكادير والملعب الكبير بمراكش، حيث تسجل معاناة كثيرة في كيفية الوصول إلى الملعب، وأيضا صعوبة مغادرة الملعب، وفي غياب تجهيزات مناسبة تسهل العملية، بالإضافة إلى واجهة الملاعب التي تغري الزائر بمشاهدتها، فبالأحرى أخذ صور بجانبها…

بالإضافة إلى هذه الأمثلة الحية فيما بعض ملاعب كرة القدم، هناك قاعات ارتكبت فيها أخطاء فادحة تستحق المتابعة القضائية، كما هو الحال بقاعات لم يحترم إنشاءها المساحة القانونية، وما تعرفه من سوء الإنارة، والافتقاد إلى التجهيزات المناسبة والمرافق الحيوية…

كل هذه الأخطاء كان من الممكن تجاوزها لو تفضل أصحاب الصفقات، مبادرين إلى الاستعانة بخبرة وتكوين متخصصين في مجالات لها علاقة بالمجال الرياضي، كالإخراج التلفزي، والحكام، والصحفيين والتقنيين والمدربين، وغيرهم من المتدخلين الأساسيين.

وحين نعدد بعض الأخطاء والهفوات التي تعاني منها بعض التجهيزات الرياضية بمدن مغربية، فإن هذا لا يعني أنها غير صالحة، لكنها في حاجة إلى إصلاح لبعض المرافق والأماكن، تؤهلها لاحتضان أكبر التظاهرات، كما لا يمكن نكران المجهود المبذول من أجل جعل المغرب في مستوى التحديات والرهانات المستقبلية، وفي مستوى ما تعهد به أمام الأجهزة الدولية…

لكن، مقابل هذا المجهود، كان من الضروري إحاطة هذه المشاريع، بكثير من الحرص على نوع من التكامل والدقة، ومراعاة خصوصيات كل مجال، وعدم التفكير فقط في هاجس الاستفادة بكل الطرق، من سخاء الصفقات والانفراد بالمشاريع…

محمد الروحلي

Top