ملحمة كروية مغربية بمونديال العرب

ستظل سنة 2022 عالقة في أذهان عشاق كرة القدم المغربية، نظرا لأنها خاتمتها كانت “مسكا خالصا”، بوصول تاريخي للمنتخب الوطني الأول إلى دور نصف نهاية كأس العالم “قطر 2022″، وسبقتها إنجازات أخرى على صعيد مشاركة الأندية الوطنية قاريا وعلى مستوى الكرة النسوية.
لم يكن أشد المتفائلين بمشاركة “أسود الأطلس” في النسخة الـ22 من المونديال، يتوقعون ما تحقق، وينتظرون إقصاء من الدور الأول، أو معادلة إنجاز جيل مونديال المكسيك 1986 في أفضل الأحوال، لكن الفريق الوطني سطر على ملحمة كروية في أول بطولة على أرض عربية.
ورغم أن القرعة وضعته في مجموعة نارية، إلا أن كتيبة المدرب وليد الركراكي فاجأت الجميع، بتعادل سلبي ثمين أمام كرواتيا ثم فوز مستحق على بلجيكا القوية (2-0)، وآخر على كندا (2-1)، ليضمن صدارة المجموعة السادسة عن جدارة.


وأكدت الأسود أنها لم تصل إلى الدور الثاني للمرة الثاني تاريخ الكرة المغربية، مصادفة، وأطاحت بإسبانيا بضربات الترجيح بفضل تألق لافت للحارس ياسين بونو، قبل أن تزيح من طريقها البرتغال بهدف غال ليوسف النصيري قادها إلى المربع الذهبي كأفضل إنجاز كروي للعرب والأفارقة.
وأمام قوة وخبرة فرنسا وكثرة الإصابات والإرهاق وتحكيم مثير للجدل، انتهت “المغامرة الجميلة” للمنتخب الوطني بخسارة بنتيجة (0-2)، قبل أن يتجدد اللقاء مع الكروات الذين حسموا المركز الثالث في مباراة الترتيب (1-2).
وقبل ملحمة المونديال، هيمنت الأندية المغربية على المستوى القاري، بتتويج فريق الوداد البيضاوي بلقب دوري أبطال إفريقيا، بينما أحرز فريق نهضة بركان لقب كأس الاتحاد الإفريقي، ليضربا موعدا في كأس سوبر إفريقي بنكهة مغربية، في مباراة حسمها البركانيون لصالحهم بنتيجة (2-0).


ومحليا، تقاسم الوداد والنهضة الألقاب، إذ توج الأول بقيادة الركراكي تحديدا، بلقبه الـ22 في البطولة الاحترافية، وحرمه الثاني من ثلاثية تاريخية، بعد نيله لقب كأس العرش.
وشهدت 2022 طفرة ملحوظة على مستوى الكرة النسوية، ببلوغ “لبؤات الأطلس” نهائي كأس أمم إفريقيا، وبالتالي التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2023 المقررة في أستراليا ونيوزلندا، للمرة الأولى في تاريخ الكرة المغربية.
كما شارك منتخب الفتيات في كأس العالم بالهند، لكنها لم تكن موفقة بعد تلقيه هزيمتين ضد البرازيل (0-1) والولايات المتحدة (4-0) وفوز على البلد المضيف (3-0).
إذن هذه أبرز إنجازات الكرة المغربية في 2022، إنجازات لن ننساها، لأنها أغنت كثيرا رصيدنا الكروي، والأمل أن تستمر منتخباتنا وأنديتنا على نفس المنوال، ولم لا أن تتجاوزها في الاستحقاقات القادمة محليا وقاريا ودوليا…

<صلاح الدين برباش

Related posts

Top