ملوك صالات أفريقيا

تمكن المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم داخل القاعة من الحفاظ على لقب  كأس أمم إفريقيا، وجاء هذا التتويج مرة أخرى على حساب نفس المنتخب، أي المنتخب المصري، بعد تتويج سنة 2016 بجنوب إفريقيا.
منتخب الفراعنة الذي يعد أبرز منتخبات القارة، بالنظر للنتائج الذي سبق وأن حققها، تواضع خلال المباراة النهائية التي احتضنتها  قاعة الحزام بمدينة العيون، بانهزامه بخمس إصابات لصفر، وكان من الممكن أن تكون الحصة أثقل، لو استغلت العناصر الوطنية كل الفرص السانحة التي أتيحت لها خلال شوطي المباراة.
أسود الفوتصال استحقوا الحضور لمونديال اللعبة للمرة الثالثة على التوالي، بعد نسخة تايلاند سنة 2012، وكولومبيا سنة 2016، وهو إنجاز لم يأت من فراغ، بل يعكس مجهودا مبذولا على جميع المستويات، كما ينصف أطرا اشتغلت مدة طويلة، لتصل إلى هذا الإنجاز غير المسبوق.
موضوعيا، فإن تألق منتخب كرة القدم داخل القاعة، لا يعتبر قفزة نوعية لهذا النوع الرياضي على الصعيد الوطني، صحيح أن هناك عملا داخل الفرق التي تكون البطولة التي لا يلتفت لها أحد، إلا أن ضعف الفرق ومحدودية الإمكانيات وغياب القاعات، لا يساعد على توسيع القاعدة والانتشار على نطاق واسع، ومع ذلك فإن هناك مواهب وكفاءات تبرز هنا وهناك، استطاعت أن تكون منتخبا يتسيد القارة ليصفه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بـ”ملوك صالات إفريقيا”.
وتأكيدا للقول بأن التتويج لم يأت من فراغ، فإنه لابد من الاعتراف بأن مجهودا بذل، وإمكانيات رصدت، ومعسكرات أقيمت، ووسائل سخرت، وتضحيات قدمت، من أجل أن يكون الأسود في الموعد، وعلى أتم الاستعداد للدفاع على اللقب الذي يوجد بحوزتهم.
على هذا الأساس، فإن الحفاظ على اللقب وتمثيل القارة بمونديال ليتوانيا كأبطال يؤكد مجموعة من الحقائق، أولها أن التفوق هو منتوج للبطولة الوطنية، رغم كل المؤاخذات، ثانيا أن اللاعبين المحترفين أغلبهم انتقلوا من الفرق المغربية، ثالثا وهذا هو الأهم، إنصاف للأطر الوطنية.
فالمدرب هشام الدكيك، بصفته واحدا من خبراء هذه اللعبة داخل الاتحاد الدولي، يعود له الفضل في كل ما وصل إليه هذا المنتخب، فهو إطار كفء يعمل في صمت وبثقة عالية بالنفس، يجتهد باستمرار، يطور إمكانياته، ينمي مداركه، والإنجازات التي يحققها إنصاف له، ومكافأة للعمل الذي يقوم به.
إلا أن الخبرة والطموح والعمل لابد لها من إمكانيات، للوصول إلى تحقيق النتيجة المطلوبة، والجامعة أحاطت هذا المنتخب برعاية خاصة، استعدادات مكثفة طيلة سنتين كاملتين داخل المغرب وخارجه، وكان آخرها الفوز بدوري دولي نظم بالصين، حسنت نتيجته كثيرا من ترتيب المغربي بتصنيف الفيفا، وبالتالي فإن التتويج كان منطقيا ومستحقا لكل الاعتبارات التي ذكرناها.
الرهان الآن هو مشاركة فعالة بالمونديال تنسينا الحضور الشكلي بالدورتين السابقتين..

محمد الروحلي

Related posts

Top