ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان يقر بأن المغرب يتحمل عبء عبور المهاجرين لأراضيه نحو أوروبا

فنن العفاني
فيما يمكن اعتباره دقا لناقوس الخطر على المستوى العالمي للتنبيه إلى الأوضاع الإنسانية الكارثية التي بات يشهدها المنتظم الدولي والتي تعد النساء والفتيات والأطفال أولى ضحاياها، أكد فيليب بوانسو ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالمغرب، خلال تقديم التقرير السنوي حول حالة سكان العالم خلال سنة 2015، على تفاقم أوضاع النساء والفتيات المراهقات عبر العالم نتيجة الحروب والكوارث، وإلى نزوح نحو 60 مليون شخصا قسرا من بلدانهم  إلى مناطق آمنة.
وأشار فيليب بوانسو، بشكل ضمني، في تقريره، إلى تحمل المغرب لعبئ إنساني اتجاه تدفقات المهاجرين التي تعبر أراضيه خلال مسارها نحو أوروبا، مشيرا إلى أن ظروف الاستقرار والسلام التي ينعم بها جعلته، ليس فقط مقصدا، بل أرض استقرار لمجموعة من المهاجرين خاصة من الفئات التي تعاني الهشاشة في صفوف النساء والفتيات.
وأكد ممثل صندوق الأمم المتحدة، خلال لقاء صحفي بالرباط، خصص لتقديم  تقريره السنوي الذي ركز هذه السنة على موضوع “انعكاسات الحروب والكوارث على النساء والفتيات”، حرص صندوق الأمم على تمكين النساء والفتيات من حقوقهن والاستجابة لحاجياتهن، بحيث تكون هذه الفئة على رأس أولويات التدخلات الإنسانية بشكل يضمن الكرامة والسلامة ويمكن النساء والفتيات من الحصول، بشكل سريع، على خدمات الصحة الإنجابية، مشيرا إلى أن عمل مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان بالمغرب يرمي إلى تحسين خدمات الصحة الإنجابية، ومحاربة العنف المبني على النوع أي الموجه ضد النساء، وإدماج الساكنة في السياسات العمومية للتنمية.
وبلغة الأرقام، كشف المسؤول الأممي عن هول عدد النازحين جراء الأزمات حاليا والذي لم يعرف العالم مثيلا له منذ كارثة الحرب العالمية الثانية، حيث بات يفوق 59 مليون شخصا، وهو ما يقارب 60 مليون شخصا غادروا أوطانهم نتيجة الحروب والكوارث الطبيعية، حيث أبرز أن الأزمة التي يتعرض لها البعض قد تكون مؤقتة لكن قد يطول أمدها بالنسبة للبعض الآخر، وتستغرق عمرا كاملا.
كما سجل المسؤول الأممي أن نحو 100 مليون شخصا خلال سنة 2015 هم في حاجة للمساعدات الإنسانية، ربع عددهم من النساء والفتيات في سن المراهقة تتراوح أعمارهن ما بين 15 و39 عاما، مشيرا إلى تفاقم أكثر لأوضاع هذه الفئة خلال الأزمات والنزاعات حينما يحصل الحمل والولادة.
فالنساء والأطفال من كلا الجنسين تكون حياتهن معرضة للخطر بنحو 14 مرة في أوضاع الأزمات، حيث يكن معرضات بشكل كبير لمواجهة الأخطار ولنقص في الحماية ولعدم الحصول على المساعدة اللازمة، مبرزا أن ظروف الأزمة لا تحول دون حصول حمل لدى النساء والفتيات، والذي لوحده وفي ظروف عادية يعد وضعا محفوفا بالمخاطر، كاشفا “أن نحو 60 في المائة من الوفيات في مرحلة النفاس تقع بين أوساط نساء يكافحن من أجل البقاء وسط الصراعات والكوارث الطبيعية والنزوح”.
ومن جانبه أقر الكاتب العام لوزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، العربي التابث الذي قدم كلمة باسمة الوزيرة بسيمة حقاوي، بمحدودية ما تحقق على مستوى إرساء المساواة والمناصفة والقطع مع التمييز على المستوى السياسي والاقتصادي، وذلك بالرغم من المنجزات التي لا تستجيب لجميع تطلعات النساء وانتظاراتهن.
وأعلن العربي التابث أن تحقيق طموح المساواة والإنصاف بالشكل الذي يطمح إليه الجميع رهين بالخطة الحكومية للمساواة ما بعد 2016 التي تضمن الالتقائية بشكل أكبر وتتجلى فيها كل الأطياف، ويندمج فيها المجتمع، وتنخرط فيها كل المناطق والجهات ويرصد لها المزيد من الدعم المالي.
وذكر المسؤول الوزاري بمجموع التدابير والمبادرات التشريعية التي قامت بها الوزارة من أجل تنزيل مضامين الدستور خاصة ما يتعلق بهيئة المناصفة ومحاربة كل أشكال التمييز، ومجلس الأسرة والطفولة، معلنا فيما يتعلق بقانون مناهضة العنف ضد النساء أنه يوجد في قنوات المصادقة، حيث أحيل على الأمانة العامة للوزارة.
ولم يفت الكاتب العام أن يؤكد على أهمية التقرير السنوي الذي عرضه صندوق الأمم المتحدة للسكان، واصفا اللقاء بأنه يشكل مرجعية عالية لبلورة توصيات استراتيجية تجعل الجميع يتحمل المسؤولية المشتركة والجماعية لرفع تحديات التنمية”.

Related posts

Top