مناقشات بحوث تخرج الفوج السادس من ماستر السرد الأدبي الحديث والأشكال الثقافية بكلية بنمسيك

احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك-جامعة الحسن الثاني مؤخرا، مناقشة طلبة ماستر السرد الأدبي الحديث والأشكال الثقافية، الفوج السادس، بإشراف مختبر السرديات والخطابات الثقافية.
وقد انطلقت أولى المناقشات ببحث الطالب يحيى حوض، بعنوان “مقاربة الواقع في الرواية المغربية: مقاربة سيميو-بلاغية”، الذي أنجزه بإشراف “الميلود عثماني”. وقد تكونت لجنة المناقشة – إلى جانب الأستاذ المشرف – من “إدريس قصوري” رئيسا و”ناصر ليديم” عضوا.
وكان ثانيها، مناقشة بحث الطالب عبد الكبير الماجري، بعنوان “سلطة البيئة وبيئة السلطة في رواية مدن الملح لعبد الرحمان منيف”، الذي أنجزه بإشراف “إدريس قصوري”. وقد تكونت لجنة المناقشة – إلى جانب الأستاذ المشرف – من “الميلود عثماني” رئيسا و”سالم فائدة” عضوا.
بينما كان ثالثها، مناقشة بحث الطالب أمين اضريف، بعنوان “من سيميائية السرد إلى سيميائية الأهواء: رواية حيوات متجاورة لمحمد برادة أنموذجا”، الذي أنجزه بإشراف “عبد الرحمان غانمي”. وقد تكونت لجنة المناقشة – إلى جانب الأستاذ المشرف – من “فيصل الشرايبي” رئيسا و”عبد العزيز فارس” عضوا.
وتميزت المناقشات اليوم الأول بالتفاعل الإيجابي من لدن أعضاء اللجان مع مواضيع البحوث، التي تجمع بين الجدية في العمل والجدّة في المعالجة. ونوهوا بالمجهودات المبذولة، التي تنم عن كفاءة الطُلاّب الباحثين، وسعيهم الحثيث نحو رفع سقف طموحاتهم البحثية. كما أنهم لم يبخلوا بملاحظاتهم وتوجيهاتهم وتقويماتهم لها، تلافيا لحدوث تصدعات في جسم البحث على المدى القريب والبعيد، من جهة، وحتى يتم تقديمها في صورة لائقة بالبحث الأكاديمي، ناهضة به، من جهة أخرى. وقد شهدت هذه المناقشات حضورا نوعيا من الطلبة الذين يرغبون في تحسين مهاراتهم البحثية وتجنب الأخطاء الشائعة التي يستغني عنها الباحث والبحث.

***
وانطلقت مناقشات اليوم الثاني بمناقشة بحث الطالب عبد الرحمان الزنادي، بعنوان ” تطور السرد العربي، بين الصيغة والدلالة “، الذي أنجزه بإشراف “الميلود عثماني”.وتكونت لجنة المناقشة – إلى جانب الأستاذ المشرف – من “سلمى براهمة” رئيسة و” عطاء الله الأزمي ” عضوا و “أحمد بلاطي” عضوا.
وكانت جلسة المناقشة الثانية لبحث أنجزه الطالب طارق بكاري، بعنوان ” تخييل الحيوان ومضمراته النسقية، نماذج روائية “، وبإشراف “الميلود عثماني”. وقد تكونت لجنة مناقشته – إلى جانب الأستاذ المشرف – من “بوشعيب الساوري” رئيسا و”أحمد رزيق” عضوا و إبراهيم أزوغ عضوا.
افتتحت الأستاذة سلمى براهمة الجلسة، بالترحم على الناقدين بشير القمري وإبراهيم الحجري. ثم انتقلت بعدها التنويه ببحث الطالب عبد الرحمان الزنادي، واصفة للبحث بالمغامرة لصعوبته، ثم أعطت الكلمة للطالب الباحث، ليقدم تقريرا موجزا حول البحث.
وتناول بعد ذلك الأستاذ المشرف على انجاز البحث؛ الميلود عثماني الكلمة، مؤكدا على أخلاق الباحث واجتهاده خلال مسيرته البحثية في الماستر، ومشيرا إلى اندراج هذا البحث ضمن مشروع نقدي سماه بـ”السرديات التكميمية التاريخانية”. وهو بحث يروم ردم الهوة الممتدة لقرون بين سرودنا العربية. وهو ما تفتقره الساحة النقدية الآن، وما سيخلق هوية سردية عربية تضاهي نظيرتها الغربية.
وتطرق الأستاذ عطاء الله الأزمي إلى الجانب اللغوي في البحث، وأبدى ملاحظات قيمة، فيها التنويه بأسلوب الباحث ولغته، وفيها أيضا التنبيه إلى بعض الهنات اللغوية، وأدلى الأستاذ أحمد بلاطي بملاحظات تتمن البحث، وتناقش اختيار المتون والمنهج، ووضع العنوان. ورأى أن بحثا مثل هذا، لا يقوم به إلا مجموعة من الباحثين.
وأكدت الأستاذة سلمى في نهاية المناقشة على صعوبة هذا البحث ومتعته. أمام الباحث لتطويره وتجويده وتزويد النقد العربي به. فيصبح مرجعا لا غنى عنه. وهنأته على حصوله على هذا المشروع البحثي، في هذا الوقت المبكر، وهو ما لم يحظ به كثيرون، فليس أمام الطالب الباحث سوى العمل الجاد والدؤوب لإنجاز هذه التغطية النقدية لسردنا العربي.
أما جلسة المناقشة الثانية، والمخصصة لمناقشة بحث الطالب الباحث طارق بكاري، “تخييل الحيوان ومضمراته النسقية، نماذج روائية”
بعد كلمة الترحيب والشكر للسادة الأساتذة وللحضور، أعطى الأستاذ بوشعيب الساوري ، الكلمة للطالب الباحث طارق بكاري، قدم فيها تقريرا موجزا حول بحثه عرض فيه دوافع اختيار موضوع البحث وإشكالية ومراحل انجازه.
وفي مداخلته أشاد الأستاذ الميلود عثماني المشرف على البحث، بالطالب الذي جاء إلى كلية بنمسيك الدار البيضاء، من مدينة ميسور، بأخلاق وشيم رفيعة، وعدة معرفية وقلم إبداعي. وانتهى في كلمته إلى رسم مسار جديد للبحث وآفاق جديدة للباحث.
أما كلمة الأستاذ أحمد رزيق، فقد وقف فيها على أصالة الدراسة وجدتها، وأشاد بالاستيعاب الجيد للأدوات المنهجية، وبتناسب أجزاء البحث. فيما شدد على وجوب مراعاة الجانب التوثيقي، حيث تم جرد بعض الأخطاء المتعلقة بالاستشهادات وبأسماء الكتاب وبالتصرف دون الإشارة إلى المراجع.
والجانب نفسه، تناوله بالتحليل الأستاذ إبراهيم أزوغ، وأضاف إليه ارتياح الباحث إلى الاستشهادات الطويلة والمكررة، والاعتماد على النقل عن الناقل، الذي غالبا ما يقود الباحث إلى خلط ما كان له أن يظهر لو تم الاعتماد على المصدر. وثمن الأستاذ أزوغ إشراف الأستاذ عثماني وتوجيه الباحث إلى موضوع لا يتكرر كثيرا في الدراسات الجامعية العربية، وأثنى على جهد الطالب الباحث. واستشرف له مستقبلا نقديا وازنا.
وأكد الأستاذ بوشعيب الساوري، رئيس جلسة المناقشة في ختام المناقشة على الملاحظات السابقة وخاصة ما تعلق بالتوثيق، وأضاف إليها بعض الملاحظات المتصلة بالجانب المنهجي تتعلق بالإشكالية والمنهج والبناء العام للبحث وخلاصاته.
***

وعرف اليوم الثالث مناقشة بحث الطالب يونس بوكبش، بعنوان “التخييل التاريخي في رواية
الديكتاتور الجنرال في متاهته ورواية حفلة التيس نموذجا” ، الذي أنجزه بإشراف ذة/”عائشة المعطي”. وتكونت لجنة المناقشة – إلى جانب الأستاذة المشرفة – من “لحسن بوتكى” رئيسا و” مريم ودي ” عضوا و “محمد محيي الدين” عضوا.
بدأ رئيس جلسة المناقشة كلمته بتحديد المرمى من البحث والرسالة الجامعية وخصوصياتها عن غيرها من الأبحاث، ثم منح للطالب يونس بوكبش ليقدم خلالها تقريرا موجزا حول بحثه المعنون ب”التخييل التاريخي في رواية الديكتاتور –الجنرال في متاهته و حفلة التيس نموذجاً حاول فيه عرض إشكالية بحثه ودوافعه وأهدافه، منتهيا إلى تقديم مجموع الخلاصات التي توصل إليها،
بعد ذلك تناولت الكلمة الأستاذة عائشة المعطي المشرفة على انجاز هذا البحث، إذ رصدت المميزات الخاصة بطلبة الماستر عموماً و المتجسدة في الشغف المعرفي المتمثل في البحث والانفتاح على معارف جديدة، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الحديث عن طريقة الاشتغال وبعض المميزات الخاصة بالطالب يونس بوكبش كالأمانة العلمية والصدق ىالعملي والالتزام والفضول المعرفي إلى عرض ما يتصل ببحث الطالب من مميزات كالتناسق والانسجام وجعل البحث منفتحا على أبحاث أخرى والالتزام بالإجابة عن الإشكاليات والدقة في الفرضيات والافتراضات. وأشادت في الأخير بعمل الطالب ومجهوده المحمود
أما بالنسبة للأستاذة مريم ودي فقد افتتحت كلمتها بالوقوف على قيمة العمل التي حددتها بالدرجة الأولى في الانفتاح على أعمال غير عربية ثم انتقلت الأستاذة إلى تسجيل بعض ما اعتبرته أخطاء شكلية مرتبطة بالرقن وبعض التوجيهات التي ستمكن الباحث من استكمال جودة بحثه المتعلقة بالمنهج والبناء والتحليل.
أما بالنسبة للأستاذ محمد محيي الدين فقد وقف في بداية كلمته على أهمية الترجمة والبحث من خلال ذكره لبعض مميزات البحث، فضلا عن عرضه لملاحظات مرتبطة بالشكل والمنهج واقتراح مداخل أخرى لتناول الموضوع، ثم رصد بعض الثغرات الإملائية وما تعلق بعلامات الترقيم ووضع الهوامش وانتهى إلى بعض التوجيهات المتعلقة بالتخييل التاريخي.
وختم الأستاذ لحسن بوتكى رئيس جلسة المناقشة الجلسة بتوجيه الطالب الباحث إلى مجموعة من الكتب لتعزيز رصيده المعرفي بالأدب واللغة الإسبانيين.

> متابعة: عبد الرحمان الزنادي- عبد الكبير الماجري-حوض يحيى

Related posts

Top