منتدى “لي بانافريكان” يختتم أشغاله بالتأكيد على أهمية دور وسائل الإعلام في تغيير مستقبل القارة السمراء إلى الأفضل

اختتمت، أول أمس السبت، بالدار البيضاء، فعاليات الدورة الثالثة لمنتدى الصحفيات الإفريقيات “لي بانافريكان”، التي تميزت بمشاركة أزيد من 300 صحفية من 54 بلدا إفريقيا تمكن خلال هذه التظاهرة من إغناء النقاش والتشاور حول موضوع الدورة “الاستعجالية المناخية.. وسائل الإعلام فاعل رئيسي للتغيير”.
وأنهت الصحفيات المشاركات أشغالهن على وقع كلمة معبرة للإعلامية سميرة سيطايل، عضوة اللجنة الدائمة لشبكة “لي بانافريكان”، التي أكدت على دور الشبكة في التأسيس لعمل رائد في مجال تفعيل وتعزيز جهود مكافحة التغيرات المناخية والتنمية المستدامة في أفريقيا، قائلة: “نحن اليوم ملزمون من موقعنا كفاعلات وفاعلين في المجتمع المدني بالنجاح والمساهمة في تحقيق الأهداف التي تواجه الهيئات الحكومية والمنظمات السياسية صعوبة في تنزيلها. فكلنا مختلفون، وفي نفس الوقت، كلنا نشبه بعضنا البعض. وكصحفيات، نحن نواجه نفس المشاكل والصعوبات، كما نتقاسم نفس الطاقات ونفس الطموح الهادف إلى الارتقاء والتقدم بقارتنا السمراء. فلنوحد صفوفنا، وقوتنا تكمن في اتحادنا”.
واختتمت الأشغال ضمن جلسة علنية تم خلالها استرجاع أشغال الورشات السبع التي تضمنها برنامج الدورة، من خلال إعطاء الكلمة لرئيسات الورشات وللخبراء المتمرسين في الترافع حول إشكالية التغيرات المناخية، الذين ساهموا في تأطير الأشغال.
وقد أتاحت هذه الورشات الفرصة أمام الإعلاميات الإفريقيات للتطرق لمختلف أوجه الاستعجالية المناخية، حيث تطرقت الورشة الأولى لموضوع: “سبل إنجاح التحول الطاقي بإفريقيا: الرهانات والتحديات”. وفي هذا الصدد، قال عبد الرحيم الكسيري، المنسق الوطني للتحالف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، إن “حوالي مليار شخص، أي ما يعادل 13% من الساكنة العالمية، لازالوا يعيشون اليوم بدون كهرباء. وفي إفريقيا، شخص واحد من ثلاثة ممن يعيشون في المناطق القروية لا يتوفر على الكهرباء”.
وبخصوص الورشة الثانية التي خصصت لموضوع “تحديات التدبير المعقلن للموارد المائية”، قال فؤاد عمراوي، أستاذ التعليم العالي، إن “ثلث الساكنة الإفريقية، أي ما يعادل 330 مليون نسمة، ليست لديهم فرصة الولوج والتزود بالماء الشروب. وقرابة نصف سكان القارة الإفريقية يعانون من مشاكل ومتاعب صحية بسبب نقص هذه المادة الحيوية”.
وتطرقت الورشة الثالثة لموضوع “الفلاحة المستدامة: اقتصاد أخضر من أجل إفريقيا”، حيث أكدت الخبيرة المرافقة، فطومة الجيراري بنعبد النبي، مؤسسة “حركة الأرض والإنسانية بالمغرب”، أن “قطاع الفلاحة في افريقيا هو قطاع حيوي يوفر عددا جد هام من مناصب الشغل المباشرة ويدر مداخيل مهمة لحوالي 70% من الساكنة الإفريقية”.
ومكنت الورشة الرابعة من معالجة موضوع “الأثر الصحي للتغيرات المناخية.. أية استراتيجية؟”. وفي هذا السياق، أكد رشيد وهابي، رئيس قسم الصحة والبيئة بوزارة الصحة، أن “للتغير المناخي أثرا مباشرا وغير مباشر على صحة الإنسان. يتجلى ذلك، من جهة، من خلال الكوارث الطبيعية التي تخلف إصابات ووفيات، ومن جهة ثانية، فيما ينتج عنه من نقص في الغذاء وانتشار للأمراض المعدية”.
وحاولت الورشة الخامسة تقديم عناصر الإجابة على تساؤل أساسي هو: “أية تنمية مستدامة للمدن الإفريقية؟”. وهنا ينوه محمد نبو، المستشار الخاص للكاتب العام للمدن والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا وعضو فريق عمل مناخ إفريقيا، إلى أن “المدن الإفريقية عبارة عن بؤر للمشاكل وللحلول أيضا. فعلى الصعيد العالمي، تستهلك المدن حاليا ثلثي الطاقة وهي مسؤولة عن أزيد من 70% عن انبعاثات الكربون ومخلفاته السلبية”.
موضوع الورشة السادسة كان هو “تدبير النفايات، رافعة مفصلية لمكافحة التغيرات المناخية”، وأطرتها أنا لي مورايس روشا، المديرة التنفيذية لمنظمة “نيبي فاجيو”، الرائدة في مجال البيئة وتدبير النفايات بتنزانيا. وقالت أنا لي أن”التدبير السيئ للنفايات يضر بالسكان الأكثر هشاشة. وأن أزيد من 90% من النفايات المحروقة أو المتدفقة بالمطارح العشوائية تهم البلدان ذات الدخل الضعيف”.
أما الورشة السابعة فقد اتخذت شكل مجموعة عمل متنقلة، للعمل على توحيد الرؤى وتجميع مختلف الاقتراحات الصادرة عن الإعلاميات الإفريقيات، مع التفكير في كيفية تنفيذها بشكل فعال وناجع. وأوضح عزيز ضيوف، رئيس الشبكة المغربية لصحفيي الطاقة والتنمية المستدامة في هذا الصدد أن توصيات الورشات يمكن أن تشكل في مجملها أرضية مهمة للتفكير ولبلورة خطط لتحقيق الأهداف المرجوة.
بعد ذلك، انتقلت الإعلاميات الإفريقيات للتصويت الإلكتروني بغية ترتيب أولويات مخطط عمل 2020 للشبكة. وقد مكن هذا التصويت من وضع موضوع “الوسائل الإعلامية فاعل رئيسي للتغيير” على رأس أولويات مخطط عمل هذه السنة، بنسبة 24% من الأصوات المعبر عنها. جاء بعده موضوع “الأثر الصحي للتغيرات المناخية” (19%)، متبوعا بموضوع “تدبير الموارد المائية” (15%)، و”إشكالية تدبير النفايات” (13%). فيما احتل موضوع “التنمية المستدامة بالمدن الإفريقية” المرتبة الخامسة (10%)، متبوعا، بالتساوي، بموضوع “تحديات ورهانات التحول الطاقي لإفريقيا” وموضوع “الفلاحة المستدامة” (8% لكل منهما).
وتجدر الإشارة أن منتدى “لي بانافريكان” الذي أحدث في سنة 2017 بمبادة من لجنة المناصفة والتنوع التابعة للقناة الثانية (2M)، هو عبارة عن شبكة بمثابة منصة للتواصل والتفاعل لفائدة الصحفيات الإفريقيات. وهي الشبكة التي ترمي إلى المساهمة بشكل أكبر وأوسع في تحمل الوسائل والوسائط الإعلامية الإفريقية لمسؤولياتها كاملة في معالجة المواضيع الأساسية والمحورية التي تشغل بال الرأي العام في القارة السمراء. كما تطمح الشبكة إلى الارتقاء كقوة للتفكير والاقتراح لدى صناع القرار.

< سميرة الشناوي

Related posts

Top