منطق الكأس

قلة قليلة هي التي كانت تنتظر أن يكون فريق وداد فاس أحد طرفا المباراة النهائية لكأس العرش لموسم 2017-2018، صحيح أن واجب التحفظ مطلوب في مثل هذه المنافسات، إلا أن كل التكهنات كانت موضوعيا وتصب في صالح فريق الرجاء البيضاوي، صاحبة المسيرة الاستثنائية هذا الموسم.
كما أن الكثيرين كانوا ينتظرون نهائيا بيضاويا أو ديربيا آخر بين قطبي كرة القدم الوطنية، لكن نهضة بركان من جهة وداد فاس من جهة ثانية، كانت لهما كلمة الفصل، واستطاعا مواصلة مشوارهما الناجح في الكأس الفضية، وعبرا معا نحو المباراة النهائية، حتى ولو كان ذلك بفضل الضربات الترجيحية.
وإذا كانت النهضة البركانية واحدة من أفضل الفرق على الصعيد الوطني بفضل الاستثمارات المهمة التي عرفها خلال السنوات الأخيرة، وتجاوزه الوداد في نصف النهاية ليس نتيجة مفاجئة، فإن إقصاء الرجاء أمام فريق من الدرجة الثانية يعتبر مفاجأة مدوية، مفاجأة وصل صداها لكل الأرجاء، فحتى إفريقيا تحدث أبرز المحللين الكرويين طويلا عن إقصاء الرجاء التي ستخوض المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإفريقي أمام نادي فيتا كلوب الكونغولي.
ورغم أن الرجاء كانت سباقة للتسجيل، ورغم النقص العددي للخصم، فإن لاعبي الواف لم يشعروا أبدا بأي مركب نقص وتمسكوا بالأمل إلى آخر ثانية، إذ خاضوا شوطا ثانيا خرافيا تمكنوا خلاله من العودة في النتيجة بتسجيل هدف جميل من حملة مضادة بعد تمريرات جد منسقة، عجز دفاع الرجاء عن صدها.
أما في الشوطين الإضافيين فلم يضعف لاعبو الوداد الفاسي بدنيا ولم يتأثوا بحالة الطرد، بل واصلوا المغامرة إلى النهاية، وحتى وإن كانت المواجهة أمام فريق متمرس يضم نخبة من أجود اللاعبين سواء كانوا محليين أو أجانب.
وبهذا الانتصار المدوي، أكد الفريق الفاسي أن منطق الكأس احترم هذه المرة، وبالتالي فإن الغلبة لم تكن من نصيب الفريق المرشح وصاحب التجربة والحضور القوي والاستعداد الخاص.
ضرب إذن وداد فاس موعدا مع التاريخ بوصوله للمباراة النهائية لأول مرة، وهو حلم لم يتحقق له رغم تاريخه الطويل، ورغم لعبه بالقسم الأول في أكثر من مناسبة، إلى أن جاء هذا الموسم ليعلن للجميع أنه خصم مشاكس وقادر على تجاوز فارق الإمكانيات، ولم لا خلق المفاجأة …!!!

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top