منظومة فاسدة

أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) عن توقيف الحكم المصري جهاد جريشة لمدة 6 أشهر بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبها أثناء قيادته لمقابلة فريق الوداد البيضاوي ونادي الترجي التونسي برسم إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا.
جهاد هذا الذي سيحال على التقاعد “جاهد” في الوداد، وكان سببا في حرمانه من تحقيق نتيجة إيجابية تجعله يخوض مقابلة الإياب برادس في ظروف أفضل، بعدما ارتكب أخطاء فادحة وفي اتجاه واحد.
قبل المصري جريشة، تم إيقاف الحكم الكامروني ماكس ديبادوكس إيفا إيسوما لمدة سنة، بعد الأخطاء التحكيمية الكارثية التي ارتكبها خلال مباراة فريقي نهضة بركان والرجاء البيضاوي ضمن منافسات كأس الاتحاد الإفريقي.
توقيفات وقرارات عقابية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ففي عهد أحمد أحمد الذي لم يمض على مقامه سوى سنتين فقط، أصدر أكثر من تقرير كشف عن فضائح خطيرة، ارتكبها أكثر من حكم وأكثر من اسم من الأسماء المثيرة للجدل، والتي لا يمر موسم دون أن تصاحب قيادتها لبعض المباريات سواء تلك الخاصة المنتخبات أو الأندية، أخطاء وقرارات صادمة وفضائح مدوية.
فقد سبق لـ (الكاف) أن كشف السنة الماضية عن فضيحة تحكيمية ارتكبها الحكم الزامبي سيكاوزين في مباراة للترجي أيضا أمام نادي بريميرو دي أوغوستو الأنغولي، في إياب نصف النهائي على ملعب رادس، وكان سببا في إقصاء الفريق الأنغولي من البطولة وحرمانه من الوصول إلى النهائي، مع منح الفريق التونسي ظلما وعدوانا بطاقة التأهل.
إنها منظومة فاسدة وتاريخ فادح من الأخطاء الكارثية، ولمواجهتها يتخذ (الكاف) بين الفينة قرارات عقابية وصلت إلى إيقاف سبعة حكام من غانا، أحدهم لمدى الحياة وستة لمدة عشرة أعوام، عن المشاركة في أي نشاط كروي مرتبط به، وذلك على خلفية تهم “فساد” كشفتها تحقيقات صحفية.
هذه التحقيقات الصحفية أظهرت وجود شبكة واسعة من الفساد في كرة القدم الإفريقية، تعززت بنشر أشرطة مصورة بشكل سري تظهر قيام البعض بقبول مبالغ مالية للتأثير على نتائج المباريات، ففساد بعض الحكام بالقارة أهدى أندية بعينها بطولات، وساهم في تأهل منتخبات للمونديال، وأمام هذه الفضائح يتوجب على الاتحاد الإفريقي للعبة بطاقمه الجديد التخطيط لمحاربة منظومة الفساد.
صحيح أن الفريق المرافق للرئيس الجديد لـ (الكاف) ورث فسادا متفشيا يعود لسنوات طوال، وصحيح أن الحال بالنسبة للكرة المغربية أصبح أفضل بكثير من ماض أليم وحافل بالمذابح التحكيمية في حق منتخبات وفرق مغربية، لكننا اعتقدنا -وخاب ظننا- أن هذه الفضائح ولت وزالت عن ساحة الكرة الإفريقية دون رجعة في العهد الجديد.
فالإصلاح لابد وأن يتطور باختبار صيغ جديدة في التعاطي مع هذا الملف الشائك والصعب، وذلك باتخاذ خطوات استباقية، وليس انتظار وقوع الأخطاء ليقوم بعد ذلك بإصدار عقوبات لا تعيد لأصحاب الحق ما ضاع منهم مع سبق الإصرار.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top