منع “غير مبرر” لمخيم للأطفال بواد لاو يثير سخط الحركة التربوية المغربية

خلف إلغاء مخيم جمعية الرسالة للتربية والتخييم، بعد يوم واحد على انطلاقته، بواد لاو، استياء عارما وسط الحركة التربوية المغربية التي عبرت عن سخطها واستنكارها لما وقع لأطفال أبرياء حرموا من حقهم في التخييم، بطريقة غير مفهومة وفيها خرق واضح لحقوق الطفل.
وكانت جمعية الرسالة للتربية والتخييم، قد حصلت على رخصة من وزارة الشباب والرياضة من أجل إقامة مخيم بإحدى مؤسسات التعليم الخصوصي بواد لاو، بعد أن خضعت للمعاينة من طرف المديرية الإقليمية للوزارة والتي أشرت بشكل إيجابي على أن المؤسسة صالحة لاحتضان مخيم للأطفال، وبناء على ذلك، وعلى كل الإجراءات والمساطر القانونية، وفي إطار البرنامج الوطني للتخييم الذي تطلقه وزارة الشباب والرياضة بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم، والتي تعتبر جمعية الرسالة أحد أعضائها، تم استقدام 250 طفلا ينتمون لمختلف مدن ومناطق جهة طنجة تطوان الحسيمة، لقضاء المرحلة التخييمية الثانية بهذه المؤسسة التعليمية، من 14 الى 25 يوليوز الجاري، قبل أن تفاجئهم وزارة الشباب والرياضة بإلغاء الرخصة التي سبق وأن منحتها لهم، وأحضرت السلطات المحلية، ليلة أول أمس الاثنين، حافلات لإرجاع هؤلاء الأطفال إلى منازلهم، بطريقة غير مفهومة بالنسبة لهؤلاء الأطفال الأبرياء.
وكان الطالبي العالمي وزير الشباب والرياضة، قد برر، أمام البرلمان، سبب تراجع وزارته عن الترخيص الذي منحته لهذه الجمعية، كون المؤسسة التي تحتضن المخيم لا تتوفر على شروط الصحة والسلامة، مطالبا الجمعية بتغيير المكان من أجل الحصول على ترخيص جديد، مضيفا في سياق جوابه على سؤال شفوي بمجلس النواب، أن المؤسسة المذكورة مكونة من 4 طوابق، وهو ما يخالف، في نظره، شروط السلامة بالنسبة للأطفال.
وقد وصف أحد مسؤولي جمعية الرسالة، في تصريح لبيان اليوم، جواب الوزير ب”الواهي” و “المجانب للحقيقة” بدليل أن العديد من فضاءات الشباب والرياضة والتي تحتضن مخيمات تتكون من أكثر من طابق سواء في أصيلا أو في الدار البيضاء، ناهيك عن كون هذه المؤسسة التعليمية التي قيل عنها أنها لا تتوفر على شرز السلامة، تحتضن الأطفال طيلة الموسم الدراسي، بل الأكثر من ذلك، يضيف ذات المسؤول، فإن هذا المنع غير المفهوم، ربما يندرج في إطار تصفيات حسابات سياسية محلية، وأن وزارة الشباب والرياضة، قد تكون وظفت لهذه الغاية، على حساب أطفال أبرياء.
وأوضح المصدر ذاته، أن الطريقة التي استعملت لمنع المخيم، فيها تجاوز سافر لحقوق الطفل، ومس بكرامتهم، مشيرا إلى أن السلطات المحلية التي نفذت المنع ليلا، قامت بقطع التيار الكهربائي والماء عن المؤسسة، والأطفال بداخلها مما خلف حالة من الهلع والخوف وسط الأطفال، الذين كانوا قد بدئوا يستأنسون بجو المخيم.
وجاء قرار المنع، بعد أن حل المدير الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة بتطوان لإجراء معاينة جديدة بالمؤسسة، صباح يوم الاثنين، أي بعد انطلاق المخيم، وكان بمعيته لجنة مكونة من الباشا ومسؤولين بالدرك الملكي والوقاية المدنية، أعقب ذلك صدور قرار المعاينة الذي جاء فيه أن المؤسسة غير صالحة للتخييم، ليتم إلغاء الترخيص الأول وإعادة الأطفال إلى منازلهم.

محمد حجيوي

Related posts

Top