من الداخلة إلى الكركرات.. بانوراما أخاذة تجذب السياح من مختلف بقاع العالم

في مشهد بانورامي، يمزج بين الطبيعة الصحراوية برمالها الذهبية ومياه المحيط الأطلسي الساكنة العاكسة لزرقة السماء الصافية، يسافر بك في عبق الطبيعة الأخاذ، لا يمكن عدم التفكير أو التردد في التوقف للاستمتاع بهذا المزيج الطبيعي الخلاب، الذي يشد إليه عشاق الرياضات المائية ومحبي الاستجمام بالأماكن الهادئة، الرحال من مختلف بقاع العالم، قاطعين آلاف الأميال، متوجهين نحو هذا الخليج بالصحراء المغربية.
على بعد ثمانية وعشرين كيلومتر، من مركز مدينة الداخلة على الطريق المؤدية إلى الكركرات، وبالضبط عند المنطقة المعروفة باسم «25» ضواحي جماعة العركوب، يحط مئات السياح القادمين من مختلف بقاع العالم، رحالهم لممارسة مغامراتهم الاستثنائية، المتعلقة برياضة الألواح الشراعية الطائرة «الكايت سورف».
انجذاب عشاق هذه الرياضة إلى لؤلؤة الجنوب -مدينة الداخلة- وبالضبط هذا المكان الاستثنائي، شجع عدد من المستثمرين في المجال السياحي على الاستثمار في هذه المنطقة.
وفي هذا الصدد، التقت بيان اليوم المستثمر عثمان أعمار، ابن مدينة الداخلة، الذي أحدث فندقا لاستقبال عشاق هذه الرياضة، على مساحة هكتار، بهندسة تتلائم وطبيعة المنطقة.
وعزا أعمار المستثمر في المجالين السياحي والفلاحي بالداخلة، في حواره مع بيان اليوم، إحداثه للفندق بهذه المنطقة، إلى تحفيزات الاستثمار بهذه المنطقة من قبيل وفرة الوعاء العقاري وسهولة امتلاكه إلى جانب التحفيزات المادية من قبيل الإعفاء الضريبي النسبي، مشيرا إلى أن مشروعه يستهدف فئة معينة وهم عشاق الرياضات المائية الذي يقصدون المكان بكثرة.

يعتبر المغرب بفضل ظروفه الاستثنائية والرائعة وكذا تواجده على واجهتين بحريتين، الوجهة المفضلة للسياح الرياضيين لممارسة الرياضات المائية مثل رياضة ركوب الأمواج ورياضة الكيت سورف والرياضات الشراعية ورياضة الغطس.
واكتسبت أيقونة الأقاليم الجنوبية للمملكة سمعة كبيرة في السنوات الأخيرة لدى منظمي الأحداث الرياضية المائية الكبرى في جميع أنحاء العالم.
وهكذا، احتضنت مدينة الداخلة، خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 20 غشت من السنة الماضية، منافسات الدورة الخامسة لتظاهرة “الداخلة داون وايند تشالنج” للألواح الشراعية الطائرة “الكايت سورف”، وهي حدث رياضي غير مسبوق ومغامرة استثنائية جمعت العديد من الهواة المخضرمين وأبطال العالم، في أجواء ممتعة تخللها تنظيم لقاءات وتبادل الخبرات بين الجنسيات من جميع أنحاء العالم.
وتعد هذه التظاهرة الرياضية، المنظمة من طرف “الجمعية المغربية للكيت سورف”، تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للشراع وبشراكة مع ولاية جهة الداخلة – وادي الذهب، سفرا يختبر خلاله المشاركون قدرتهم على التحمل من خلال الوصول إلى الوجهة المحددة عبر التحليق فقط على طول شواطئ عذراء.
وفي سياق متصل، كان رئيس “الجمعية المغربية للكيت سورف”، سفيان حمايني، قد قال على خلفية هذا الحدث الرياضي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مدينة الداخلة تعزز مكانتها كوجهة مفضلة لهواة ومحترفي هذا الصنف الرياضي الذي يتطلب توفر ظروف طبيعية ومناخية مناسبة لممارسته.
وأضاف حمايني، وهو بطل مغربي سابق في رياضة الكيت سورف، أن جهة الداخلة توفر ظروفا مثالية ومواتية لممارسة هذه الرياضة، وذلك بفضل ريح شبه دائمة وواجهتين بحريتين مختلفتين تماما، من خلال وجود خليج يشتهر بمياهه الهادئة والعميقة وواجهة أطلسية معروفة بأمواجها الجيدة.
من جهة أخرى وفي بداية أكتوبر من السنة الماضية، احتضنت الداخلة منافسات الدورة العاشرة لبطولة العالم 2019 للتزحلق على الألواح الطائرة الأمير مولاي الحسن.
وبهذه المناسبة، كانت رئيسة جمعية “لاغون الداخلة للتنمية الرياضية والتنشيط الثقافي”، ليلى أوعشي، قد أبرزت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الحدث الرياضي المهم يساهم في إشعاع الداخلة كوجهة عالمية لرياضات التزحلق.
وأوضحت المتحدثة في التصريح ذاته أنه، خلال 10 سنوات، شارك أزيد من 500 متسابق دولي في هذه المنافسة، من أجل تقاسم واكتشاف المواقع الرائعة المخصصة لرياضة التزحلق في الماء، في المياه الساكنة أو على الأمواج، مؤكدة أن هؤلاء الرياضيين أصبحوا سفراء حقيقيين للداخلة في العديد من الدول.
وبالنسبة لأوعشي، “أصبحت مدينة الداخلة وجهة مميزة للرياضات المائية، سواء تعلق الأمر بمنافسات الكايت سورف أو مسابقات الويند سورف”.
من جهة أخرى، شارك حوالي 300 من رجال الأعمال و40 من ممثلي المقاولات الناشئة من جميع أنحاء أوروبا، خلال الفترة الممتدة من 27 إلى 29 شتنبر من سنة 2019 في القمة الأوروبية الثانية “بي 2 بي كايت” لأنشطة الأعمال والكايت سورف، للانكباب على الأعمال والاستراتيجيات، واكتشاف التقنيات الجديدة، والعمل على التطوير الذاتي وتعلم رياضة التزحلق على الألواح الطائرة “الكايت سورف”.

3 أسئلة للمستثمر عثمان أعمار

استثمارنا بالمنطقة يستهدف عشاق «الكيت سورف» ووفرة العقار والإعفاء الضريبي مشجعان للاستثمار

< كمستثمر مغربي لماذا اخترت إقليم الداخلة لإقامة مشاريعك؟ ولماذا اخترت الاستثمار في مجالي الفلاحة والسياحة؟
> ما دفعني للاستثمار بالداخلة أولا هو كوني ابن المنطقية، وأحب أن أكون من الناس الذي ساعدوا في تطوير هذه المدينة، إلى جانب وجود عدة تحفيزات للاستثمار بهذه المنطقة من قبيل وفرة الوعاء العقاري وإمكانية امتلاكه بمجرد دفع الطلب لمركز الاستثمار، ثم التحفيزات المادية من قبيل الإعفاء الضريبي النسبي.
واخترت هذين المجالين لأنهما من أهم المجالات الواعدة بالمنطقة، إن المجال السياحي من أفضل المجالات التي يمكن لأي كان أن يستثمر فيها، بحكم الطبيعة الجغرافية للمنطقة، ثم المؤهلات السياحية التي تشجع على الاستثمار في المجال، ويذكر أنه مؤخرا تم تصنيف الداخلة من أحسن الوجهات العالمية، لا سيما أنها معروفة عالميا برياضية الكيت سورف، وتعتبر من أفضل المناطق لممارسة هذه الرياضة.
أما بالنسبة للمجال الفلاحي ما يشجع على الاستثمار فيه أيضا هو وفرة الوعاء العقاري، إلى جانب جودة التربة والطقس الملائم اللذان يساهمان في المحصول الزراعي الجيد.

< لماذا اخترت هذا الموقع البعيد عن مركز المدينة لتشييد هذا الفندق؟ وكيف كانت مردودية هذا الاستثمار؟
> هذا الفندق يبعد عن مدينة الداخلة ب28 كلم، وما دفعنا لإحداثه قبل ثلاث سنوات بهذه المنطقة هو القرب من البحر واستهدافنا لزبائن من نوع خاص، وهم عشاق رياضة الكيت سورف.
وبصراحة في بداية افتتاح المشروع كانت هناك مردودية جيدة، لم تكن بنسبة 100 في المائة، لكنها كانت مشجعة للذهاب بالمشروع وتطويره نحو الأفضل، إلا أنه مع ظهور هذا وباء كورونا والذي استهدف بشكل مباشر القطاع السياحي والذي يعد الأكثر تضررا، تضررنا كثيرا، وكما ترون نتيجته، لقد قفلنا الأبواب، كانت لديه انعكاسات سلبية على استثمارنا.

< ما هي نسبة الملأ بفندقكم؟ وما هو موطن السياح الذين يقصدون فندقكم؟ ثم كيف ترى المنطقة من هنا لعشر سنوات؟
> الموسم السياحي عندنا يبدأ من شهر مارس إلى غاية نونبر، ثم يتوقف لمدة شهرين إلى ثلاث، وبدرجة أولى أغلب الوافدين علينا هم سياح فرنسيون ثم الإيطاليون والألمان وشيئا ما السياحة الداخلية.
طاقتنا الإستيعابية هي 50 سرير، وبالنسبة للفترة من مارس إلى نونبر قد تصل نسبة الملأ إلى 70 في المائة، لكن خلال هذه الفترة، أي منذ بداية كورونا كما سبق وأشرت إليه أقفلنا ولم نستقبل أي زائر، فهذه المرحلة تعد استثنائية.
كإبن المنطقة، من هنا إلى عشر سنوات قادمة حسب فهمي وما ألاحظه، أن الداخلة سنة 2030 ليست هي داخلة اليوم في 2020، فبمجرد القضاء على هذا الوباء، ستتطور وتتقدم كثيرا وتزدهر، وطموحنا هو تطوير المشروع والرفع من اليد العاملة للقضاء على البطالة، ونتمنى من السلطات المحلية والمركزية أن يبسطوا من المساطر الإدارية التي تكون عائقا في بعض الأحيان للاستثمار.
كما أستغل الفرصة لأدعو المستثمرين إلى توجيه استثماراتهم نحو هذه الجهة لما تزخر به من إمكانية مهمة تساعد على الاستثمار، وتعد منطقة خصبة للاستثمار.

> مبعوث بيان اليوم إلى الكركرات: عبدالصمد ادنيدن- تصوير أحمد عقيل مكاو

Related posts

Top