من حسن الحظ لم نتبع فرنسا

أعلنت جامعة كرة القدم في بلاغ صادر نهاية الأسبوع، عن عقد اجتماع لمكتبها المديري يومه الثلاثاء، الهدف منه التواصل مع ممثلي أندية القسم الوطني الأول والثاني الاحترافي، والعصب الجهوية والعصب الوطنية لكرة القدم هواة، وكرة القدم النسوية وكرة القدم المتنوعة، وذلك عبر تقنية المناظرة المرئية.
وتشير كل الدلائل على أن موضوع الاجتماع يدخل في إطار جس نبض الوسط الكروي، بخصوص إمكانية استئناف البطولات بجل الأقسام، وبحث إمكانيات استكمال المنافسات المتوقفة منذ شهر مارس الماضي، أي ما يناهز أربعة أشهر.
وإذا كانت هناك أصوات تتحدث عن ضرورة الإعلان عن موسم أبيض أو اعتماد الترتيب المؤقت إلى حدود آخر دورة حسب كل قسم، فإن هناك رغبة أكيدة من طرف العديد من الأطراف المؤثرة، تسير في اتجاه عودة المنافسات، ووضع كل الفرق على قدم المساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع، خاصة بالنسبة للبطولة الاحترافية بقسميها الأول والثاني، أما باقي الأقسام، فالمسألة تناقش مع المعنيين بالأمر، ما دام هناك اتفاق بين أغلب الفرق، وليس هناك خلاف كبير بينها.
ويأتي التفاؤل بإمكانية استئناف البطولة، في ظل التحسن كبير في الحالة الوبائية على الصعيد الوطني، حيث قررت السلطات العمومية توسيع إجراءات المرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي، لتشمل معظم أرجاء البلاد، ابتداء من غد الأربعاء، باستثناء خمس مدن معينة أهمها طنجة ومراكش.
من هنا تتبين إيجابية عدم التسرع والانسياق وراء المطالب التي كانت تطالب بالإعلان منذ شهرين، عن إنهاء الموسم الرياضي، كما هو الحال بالنسبة للدوري الفرنسي، ما دمنا نقلد كل ما هو قادم من “ماما فرنسا”، إلا أن المسؤولين عن شؤون كرة القدم الوطنية بصفة خاصة، والرياضة بصفة عامة، لم ينجروا وراء هذا المطلب، والذي يخدم مصالح آنية لفرق محدودة، بناء على حسابات خاصة.
وما يؤكد أن قرار توقيف الدوري الفرنسي كان خاطئا مائة في المائة، ما صدر مؤخرا بخصوص عودة الجمهور إلى ملاعب كرة القدم بداية من 11 يوليوز القادم، إذ سيسمح في البداية بحضور خمسة آلاف شخص فقط، على أقصى تقدير في الملعب، على أن يسمح بزيادة عدد العدد، في وقت لاحق من فصل الصيف، مع انطلاق الموسم، في الثلث الأخير من غشت المقبل.
فقد أعلن عن توقيف الدوري الفرنسي رسميا في 30 أبريل الماضي، وتوج باريس سان جرمان كبطل، بينما استؤنفت مباريات الدوري في ألمانيا وانجلترا وإسبانيا وإيطاليا، ليتبين أن القرار الفرنسي كان متسرعا بنسبة كبيرة، الشيء الذي كان له تبعات واحتجاجات، وصلت إلى القضاء، بعدما شعرت مجموعة من الأندية بالظلم، بسبب ما سمي باقتناص بطاقات التأهل للمشاركات الأوروبية ومسألة الهبوط، كانتا السبب وراء اعتراض بعض الأندية.
تزعم نادي ليون لواء المعارضين ضد القرار، لكونه سيحرمه هذا من المشاركة الأوروبية، باعتباره الضحية الأولى من الناحية المالية، وبالرغم من أن قرار القضاء لم ينصف الأندية التي تقدمت بالشكوى، فإنها حالة تعتبر سابقة في تاريخ كرة القدم الفرنسية، وبالتالي، فإن تبعاتها ستتواصل حتى بعد انطلاق الموسم القادم.
وعلى هذا الأساس، فان عدم التسرع واتخاذ قرار يحاكي ما اتخذ بفرنسا، على غرار ما هو معمول به بقطاعات أخرى أكثر أهمية، وأكثر تأثيرا من المجال الرياضي، كان قرار حكيما، حيث مكن من تفادي تبعات واحتجاجات وردود فعل منتقدة وغاضبة.
فما رأي الذين يحملون المظلات بالرباط والدار البيضاء، كلما هطلت الأمطار بباريس؟

محمد الروحلي

Related posts

Top