مهاجم الرجاء يتحدث لـبيان اليوم عن غياب الجمهور وخيبة «الشان» واغتراب الديربي

أكد اللاعب عبد الإله الحافيظي أن الرجاء البيضاوي استطاع أن يعود من بعيد بعد النتائج السلبية التي حققها الفريق في مرحلة الذهاب، وحولته من أبرز المرشحين للفوز بلقب هذا الموسم.
وأضاف هداف الرجاء في حوار خص به بيان24، أن العقوبة المسلطة على الفريق بحرمانه من جماهيره إلى نهاية الموسم أثرت بشكل كبير على اللاعبين، وكانت سببا في حصده لثلاث هزائم بميدانه، عكس اللقاءات التي يخوضها خارج قواعده.
وأشار الحافيظي أن الطاوسي استطاع أن يخلق مجموعة متجانسة تلعب بطريقة مثالية، مردفا أن لقب هداف البطولة ليس من أولوياته وما يهمه هو إسعاد الجماهير الرجاوية، في ما يلي نص الحوار..

< ما السر وراء حصول الرجاء على العلامة الكاملة خلال مباريات الإياب؟
> ليس هناك سر كل ما في الأمر أن فريق الرجاء البيضاوي يبقى كبيرا بتاريخه وجمهوره، كما أن العمل الذي قام به المدرب رشيد الطاوسي خلال توقف البطولة عقب انتهاء مرحلة الذهاب، كان له الأثر الإيحابي على نفسية اللاعبين، و انعكس داخل رقة الميدان، حيث قدمت عناصر الفريق أداء لافتا استحسنه الجميع.
وانطلاقا من هذه العوامل استطاع الرجاء أن يتحول من فريق يعاني في أسفل الترتيب إلى واحد من أبرز المنافسين على اللقب، لكن للأسف الهزيمتين الأخيرتين بمراكش أمام كل من الجيش الملكي والدفاع الحسني الجديدي، أعادتا الفريق إلى نقطة الصفر، لأن الفوز فيهما كان من شأنه أن يمنحنا ثقة أكبر للفوز بالدرع.

< كيف تنظر إلى المباريات القادمة؟
> الأكيد أن اللقاءات المقبلة كلها ستكون صعبة بالنسبة لفريق الرجاء البيضاوي، لأننا سنبحث عن تحقيق النتائج الإيجابية، وسنلعب حسب الإمكانيات التي نتوفر عليها، خصوصا أن الإصابات المتكررة للاعبين تقض مضاجعنا، ما يجعل المدرب الطاوسي في موقف صعب خصوصا إذا تعلق الأمر ببعض الدعامات الأساسية داخل النادي، وبالتالي الإعتماد على العناصر الشابة التي قدمت مستوى لافتا خلال مرحلة الإياب.
< تعرضت خلال بطولة هذا الموسم لإصابات متكررة جعلتك تغيب عن العديد من المباريات..
> بالفعل سبق أن قلت في العديد من التصريحات إن الإصابات التي تعرضت لها هذا الموسم والتي غيبتني في مناسبات كثيرة مردها هو التحضير الذي لم يكن في المستوى خلال الفترة التي أشرف عليها المدرب الهولندي رودي كرول، انطلاقا من المعسكر الذي أقامه الفريق بتركيا، ومرورا بالمباريات الودية التي أجريناها، وهو ما انعكس سلبا على الحالة الصحية للاعبين فتوالت النتائج السلبية التي أدخلت الشك إلى نفوس الجميع، وكان التغيير هو شعار المرحلة ليحل الطاوسي مكان كرول.

< خصوص المدرب الطاوسي، تغيرت العديد من الأمور داخل الرجاء منذ قدومه غلى الفريق..
> الطاوسي مشهود له من طينة المدربين الكبار، حيث استطاع في ظرف وجيز أن يخلق مجموعة متناسقة تجمع بين الخبرة والشباب وحققت نتائج جد إيجابية، رغم أن البداية المتعثرة جعلت العديد من المتتبعين وحتى أنصار النادي يشككون في مدى قدرة هذا المدرب على تدريب فريق من حجم الرجاء.
لقد تدربت تحت إشراف رشيد الطاوسي عندما كان مدربا للمنتخب الوطني الذي شارك في نهائيات كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا 2013، حيث منحني آنذاك شرف الإنتماء للأسود رغم أن سني لم يتجاوز وقتها 21 سنة، ما يؤكد أنه يعتمد كثيرا على العناصر الشابة لأنها بالمسبة له هي المستقبل.

< رغم غيابك عن العديد من المباريات لكنك عدت بقوة وأصبحت تنافس على لقب الهدافين..
> أنا لاعب طموح أسعى دائما للتألق وتسجيل الأهداف لأنها مصدر سعادتي التي تشكل جزءا من سعادة الجمهور، ورغم ذلك فإنني أحاول أن أتجنب البحث عن المصلحة الشخصية بالعمل كثيرا لصالح المجموعة، لا أفكر كثيرا في هذا الجانب لأن ما يهمني حاليا هو مصلحة الرجاء ومساعدته على تحقيق نتائج إيجابية، بعدها يمكن التفكير في باقي الأهداف الأخرى.
يبدو أن المنافسة هذا الموسم على لقب الهداف ستكون قوية بين مجموعة من اللاعبين، خصوصا في ظل غياب العناصر الأجنبية التي استحوذت على هذا اللقب في السنتين الأخيرتين، وأملي أن يكون التتويج من نصيبي بالرغم من صعوبة المهمة.

< يقضي فريق الرجاء عقوبة وصفها البعض بالقاسية، بعد حرمانه من جماهيره حتى نهاية الموسم، هل كان له ثأتيرا على نفسية اللاعبين خصوصا بعد تعرضه لهزيمتين..
> بالتأكيد، أن الجمهور يعتبر جزء من اللعبة، وأن تخوض المباريات بدونه فهو أمر لا يطاق، الفريق لايمكن أن يؤدي فاتورة بعض المحسوبين على أنصار النادي في ما وقع خلال أحداث “السبت الأسود”، كما أن اغترابنا عن مركب محمد الخامس ساهم هو الآخر في هذه النتائج السلبية.
المباريات التي لعبناها في غياب الجمهور انهزمنا فيها كاملة أمام أولمبيك خريبكة، الجيش الملكي والدفاع الحسني الجديدي، حيث غاب الحماس لدى اللاعبين وتخيل لهم كأنهم يخوضون مباريات ودية، عكس اللقاءات التي نلعبها خارج الميدان والتي حققنا فيها العلامة الكاملة.

< لكن البعض يربط الهزيمتين الأخيرتين بمراكش بعدم توصل اللاعبين بمستحقاتهم..
> هذا غير صحيح، اللاعبون لا يدخرون جهدا في تحقيق النتائج الإيجابية، وبالتالي لا يمكن التهاون عن قميص النادي مهما كانت الأسباب، بالفعل كانت هناك استياء الجميع بسبب تأخير المستحقات التي مازالت في ذمة المكتب المسير، وقد وعدنا الرئيس محمد بودريقة بصرفها في أقرب الآجال باعتبار أن النادي يعيش مشاكل مادية ناجمة عن غياب موارد مادية في ظل العقوبة المسلطة على الفريق بغياب أنصاره.

< لأول مرة في تاريخ مباريات الديربي سيكون بدون جمهور، كيف تتوقعون هذه المواجهة في غياب الإحتفالية التي تؤثت هذا العرس الكروي؟
>حرام أن تلعب مباراة من هذا الحجم في غياب أنصار الفريقين، خصوصا بعدما أصبح الديربي محط اهتمام الصحافة العالمية، على اعتبار التصنيف الذي يحتله والسمعة التي يحظى بها سواء محليا أو خارجيا.
ومن المرتقب أن تحسم هذه المواجهة في أمر الفريق الأكثر استعدادا للفوز باللقب، وأن الرجاء سيواجه الوداد بشعار الفوز حتى يبقي على آماله للمنافسة على درع البطولة حتى آخر دورة، ومرة أخرى أتأسف للغياب الجماهير التي تعتبر هي ملح هذه المواجهات  الكبرى.

< شاركت رفقة الفريق الوطني في نهائيات “الشان” وكان الجميع يمني النفس بلقب جديد لكرة القدم الوطنية، لكن ما وقع لم يكن في الحسبان..
> بالطبع كان الإقصاء أمرا مرا، حيث كانت العناصر الوطنية تتمنى أن تهدي للمغرب لقبا غاب عن الخزانة الرياضية منذ 1976، لكن الإقصاء كان حليفها حيث لم يساعدنا الحظ في الدور الأول بعد أن تعادلنا في المباراة الأولى وانهزمنا في الثاني بسذاجة كبيرة وانتصرنا في الثالثة.

< لكن البعض ربط الإقصاء بالإختيارات العاطفية للمدرب فاخر..
> هذا غير صحيح، لأن المدرب محمد فاخر معروف عليه الصرامة في كل شيء، وقد كانت اختياراته حسب المعايير الذي حددها منذ بداية التصفيات والتي تعتمد أساسا على الجاهزية، لكن الإصابات التي تعرض لها بعض اللاعبين قبل انطلاق البطولة أربكت حساباته وبعثرت أوراقه، وبالتالي أثرت على المجموعة ككل.

< صرحت في أكثر من مناسبة أنك تريد دخول تجربة احترافية جديدة خارج المغرب، هل تلقيت عروضا في هذا الصدد؟
> نعم، كل لاعب يطمح إلى الإنتقال لعالم الإحتراف من أجل اكتساب تجارب أكُثر وتطوير منتوجه الكروي، إضافة إلى تحسين وضعه الإجتماعي، لقد حان الوقت لدخول تجربة من هذا النوع، فقد سمعت أن الفريق تلقى العديد من العروض في هذا الصدد لكن لا شيء رسمي حتى الآن.
لقد قضيت خمس سنوات رفقة الرجاء البيضاوي فزت خلالها بلقبي البطولة الوطنية وكأس العرش، بالإضافة إلى المشاركة في كأس العالم للأندية التي تبقى من بين أفضل الذكريات على الإطلاق، وبعد كل هذا فقد حان وقت الرحيل.

حاوره: محمد نجيب

Related posts

Top