مهام وطنية جسام تنتظر شبيبة حزب التقدم والاشتراكية في المهرجان

انطلقت، يومه السبت، بمدينة سوتشي بروسيا، فعاليات المهرجات العالمي الـ 19 للشباب والطلبة الذي ينظمه الاتحاد العالمي الديمقراطي للشباب والمنظمات العالمية الطلابية، منذ نحو 70 سنة، حيث انطلقت أول دورة له في مدينة براغ بتشيكوسلوفاكيا سنة 1947، من أجل بعث رسالة قوية مضمونها السلام والصداقة والتضامن، خاصة وأن العالم كان آنذاك يحاول تجاوز المآسي التي خلفتها الفاشية والنازية خلال الحرب العالمية الثانية.
وتأتي هذه الدورة التي تستضيفها روسيا، في ظل متغيرات كبيرة تشهدها العلاقات الدولية بعضها يكاد يحطم أسس السلام العالمي، وبزوغ مؤشرات خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة من خلال ما يسجل من سباق نحو امتلاك السلاح النووي، والتنافس بين القوتين العالميتين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية لتوسيع نفوذهما، خاصة الشرق الأوسط.
ومع ذلك، يصر أغلب شباب المهرجان العالمي الديمقراطي على مواصلة نهج الجيل الأول للمهرجان بجعله فضاء يركز على قضايا التعاون الثقافي والأمن الدولي والتعليم والعلوم والبيئة وتكنولوجيا المعلومات والقضايا المتعلقة بعمالة الشباب والمشاكل البيئية. فبالرغم من أن هناك أطراف حاولت إغراق هذا الملتقى العالمي في أثون السياسة، خاصة خلال دورتي الجزائر وجنوب إفريقيا الأخيرة، إلا أن حركة المهرجان ما فتئت تؤكد على الوحدة والصداقة بين الشباب عبر ربوع العالم.
وفي هذا الإطار، أكد الرئيس الروسي فلاديمير فلاديمير بوتين خلال أولى الاستعدادات التحضيرية لهذه الدورة، على ضرورة إبعاد المهرجان العالمي الـ 19 للشباب والطلبة، عن السياسة، قائلا” يجب أن يكون هذا المهرجان الشبابي فعالية إنسانية شاملة”.
ويسجل أن رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، نيكولاس بابا ديميتريو، أشار في ورقة خصها الدورة سوتشي ولتاريخ المهرجان، إلى أن” المهرجان كان محصلة عمل مشترك لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي والاتحاد الدولي للطلبة، كمنظمتين طورتا عملهما من دعم الشعوب المضطهدة آنذاك والتي كانت ترزح تحت الاستعمار، إلى دعم الشباب الذي يناضل من أجل الحق في العمل والتعليم والترفيه والرياضة.
ولم يفت المتحدث أن يشير إلى الصعوبات والعقبات التي واجهها المهرجان خلال سنوات التسعينات من القرن الماضي، حيث “أرخت التطورات العالمية، آنذاك، بظلالها على المهرجان، لكن أعضاءه استطاعوا التغلب على النقاش المكثف حول التوجهات التي يجب اتباعها”.
هذا وبالرغم من تشديد المتحدث على أن المثل العليا للسلام والصداقة بين الشعوب والتضامن الأممي هي التي تميز المهرجان وتكون حجر الزاوية لنجاحه في كل مرة، إلا أن برنامج هذه الدورة، يبرز أن الاتحاد الذي يعد الجهة المسؤولة عن التنظيم، يقع تحت تأثير بل وهيمنة أطروحة الجزائر ضد المغرب، حيث أشار الرئيس السالف ذكره في ورقته إلى أن الدورة ستخصص لمحمد عبد العزيز وتشي غيفارا، حيث يظهر أنه يصر على إغراق المهرجان في مناورات سياسية لبعض الحكام، عوض الانتصار الفعلي للقيم الإنسانية ولروح السلم والتعاون.
ويبدو أن مهمة الوفد المغربي حاليا خلال هذه الدورة، والذي تمثله الشبيبة الاشتراكية التي كانت من أولى المنظمات التي ساهمت في الحركة المهرجانية للشباب الديمقراطي، لن تكون سهلة، خاصة بعد أن تم تجميد عضوية الشبيبة في هياكل الاتحاد العالمي الديمقراطي للشباب وطرد كل من الشبيبة الاستقلالية والاتحادية خلال الدورة الأخيرة التي احتضنتها جنوب إفريقيا.
ويتوقع، استنادا لتصريحات مسؤولي الشبيبة الاشتراكية المغربية التي مافئتت تتشبث بالحركة المهرجانية للشباب الديمقراطي وبالقيم الحضارية والمثل العليا للفكر التقدمي، أن تساهم وتعمل رغم كل الصعوبات ومحاولات الأطراف الأخرى، لفتح صفحة مجيدة جديدة في تاريخ حركة المهرجان، والترافع للتأكيد أن الشبيبة كان أعضاؤها على مدى العقود الماضية من أنشط العناصر داخل اللجنة التحضيرية للمهرجان، حريصين على إنجاح دوراته، رغم ما كانوا يتعرضون له من استفزازات.
يشار إلى أن المهرجان العالمي للشباب والطلبة يضم حوالي 150 منظمة شبابية من دول العالم، وهو جاء كمبادرة انبثقت أساسها في لندن سنة 1945 لتعزيز حركة الشباب العالمية المناهضة للامبريالية، والفاشستية، لتتطور فكرة المهرجان عبر دوراته المتعددة التي تنظم كل 4 سنوات، نحو تحقيق أهداف مؤداها توحيد المجتمع الشبابي الدولي حول فكرة العدل والمساواة ومد جسور التواصل بين ثقافات العالم المختلفة لدعم التعاون الدولي وتوحيد الأجيال القادمة حول فكرة السلام والصداقة ونبذ العنف ضد التعصب الديني والتعصب القومي.
ويوجد المقر الدائم حاليا فى بودابيست بالمجر، وكان أول مهرجان عام 1947 فى براغ عاصمة التشيك، وشارك فيه 71 دولة وأكثر من 17 ألف شاب وفتاه، كما نظم في دورة ثانية في بودابست سنة 1949، ثم برلين سنتي 1951 و1973، وبوخاريست سنة 1953، ووارسو عام 1955، كما استضافته روسيا في ونظم في العاصمة موسكو سنتي 1957، وهلسكني سنة 1962، ثم صوفيا سنة 1968، لتنتقل الدورة إلى أمريكيا اللاتينية حيث احتضنت فعالياتها العاصمة الكوبية هافانا، لينتقل مرة أخرى نحو موسكو سنة 1985، وبيونغ يونغ سنة 1989.

 فنن العفاني

Related posts

Top