مهرجان المدينة والسينما الدولي بالدار البيضاء

قال إدريس القري، “إن المدينة والسينما تمثلان، معا الحداثة في السينما، باعتبارها فنا تركيبيا يجمع أحدث وأبهى مظاهر التكنولوجيا والإبداع الثقافي في الوقت نفسه”.
وأكد إدريس القري، في كلمة له، خلال ندوة “المدينة والسينما”، التي نظمت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، أن المدينة هي فضاء لتجسيد الحداثة وتحقيقها، مشيرا إلى أن مجموعة من الأفلام الطويلة احتلت فيها المدينة دورا رئيسيا ومهنيا، من قبيل، “كازا بلانكا”، و”كازا نيغرا”..
واعتبر الناقد السينمائي، القري، في الندوة المنظمة على هامش، الدورة الثانية لمهرجان المدينة والسينما الدولي، أن هذه الأفلام السينمائية التي تعالج موضوع المدينة، تتيح للجمهور المغربي والأجنبي فرصة لاكتشاف هذه العلاقة المتميزة التي تجمع الفن السابع بالمدينة.
وفي هذا الإطار، قدم إدريس القري مثالا للفيلم الوثائقي القصير “ستة وإثنى عشر” (1968) للمخرج عبد المجيد الرشيش ومحمد عبد الرحمان التازي، كنموذج لمدينة الدار البيضاء، من السادسة صباحا إلى منتصف النهار، معتبرا إياه أحد العلامات البارزة في تاريخ السينما المغربية.
وخلص القري، في مداخلته، بالقول إنه “لم يكن من الممكن وجود المدينة لولا وجود السينما”.
من جهته، أبرز وليد سيف رئيس قسم النقد السينمائي والتلفزيوني بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون بمصر، أن السينما تظهر لنا العالم الواقعي الحي وهو يتحرك أمامنا كما يتحرك الواقع.
وأوضح الناقد السينمائي، وليد سيف، أن المدينة تعتبر الخيال والحلم لكل المجتمعات المتواجدة، موضحا، أنه الذي يعيش في المدينة يريد أن يرى ومن يعيش خارجها يريد أن يرى ما تعكسه.
وأضاف المتحدث ذاته، أن فيلم “الدار البيضاء” لمصطفى الدرقاوي يعد فيلما عالميا يستحق أن يصنف ضمن الكلاسيكيات العالمية، مشددا في الأخير، على أن “مدينة الدار البيضاء تستحق مهرجانا بهذا الاسم ومهرجان بهذا الاسم، يستحق أن يكون بمدينة الدار البيضاء”.
جدير بالذكر، أن أمينة بوجيدي، التي تكلفت بمهمة تسيير الندوة، كانت قد أكدت في البداية، أن هناك علاقة قوية بين السينما والمدينة، معتبرة هذه الأخيرة واحدة من الموضوعات التي ساهمت في صنع السينما المغربية، مقدمة كمثال، مختلف الأفلام التي عالجت موضوع المدينة، لا سيما بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.

نادية النويري (صحافية متدربة)

Related posts

Top