مهرجان تيمتار يحتفي بالموسيقى الأفريقية

تحتفي الدورة الرابعة عشر لمهرجان تيمتار التي انطلقت أول أمس الأربعاء وتستمر إلى غاية 18 من الشهر الجاري، بالموسيقى والإيقاعات الإفريقية، حيث تعرف هذه الدورة مشاركة وزانة ومكثفة لعدد من الفرق والفنانين الأفارقة المشهورين على الصعيد العالمي، ويأتي احتفاء المهرجان بالموسيقى الإفريقية خلال هذه الدورة، بحسب المنظمين، كترسيخ لتقليد عريق دأب عليه المهرجان منذ دوراته الأولى، إذ لم تخل الدورات السابقة من فقرات غنائية وموسيقية أفريقية.
وانطلقت السهرة الأولى بساحة الأمل ومسرح الهواء الطلق، حيث قدمت مجموعة من العروض الفنية أمام جمهور مدينة أكادير وسوس عموما فضلا عن الوافدين على المدينة لقضاء فترة العطلة الصيفية. وقدمت مجموعة “أحواش أمسكينة” عرضا تراثيا أبرز جانبا من جوانب الفن الأمازيغي المرتبط بالرقص الجماعي والذي تتميز به منطقة سوس بشكل ملفت، حيث لا تخلو منطقة من مناطق هذه الجهة من نوع من أنواع رقصة “أحواش”، وتنتمي فرقة “أحواش مسكينة” لقرية “افرخس” ضواحي مدينة أكادير. وشهدت السهرة الأولى تقديم عرض الفنان ” الرايس حسن أرسموك” الذي يضم رصيده الفني 130 أغنية، وهو من مواليد مدينة تيزنيت. بالإضافة لفرقة “مشروع ليلى” التي قدمت من دولة لبنان، وتعتبر هذه الفرقة من فرق شباب الحساسية الموسيقية الجديدة في لبنان، وتتكون من خمسة موسيقيين يؤدون موسيقى البوب روك، ووقعت الفرقة أربعة ألبومات كان آخرها “ابن الليل” الصادر سنة 2015. وكذا فرقة “دومون” القادمة من جزيرة لارينيون بفرنسا والتي ترتكز على موسيقى الثنائي. وإلى جانب هذه الفرق، قدم “في دجي كلامور”، عرضه الفني بساحة الأمل أيضا، وهو فنان متعدد المواهب من المغرب، استنبط اسمه من شخصية الرسوم المتحركة التي أبدعها. كما عرفت السهرة الأولى بساحة الأمل مشاركة الفنانة المالية المعروفة “أمو سانكاري” والتي تفتقت موهبتها منذ صغرها، وتمكنت من إيصال صوت إفريقيا إلى أكبر اللقاءات الموسيقية بمختلف مناطق العالم.
أما فضاء مسرح الهواء الطلق فقد شهد ثلاثة عروض فنية، ويتعلق الأمر بكل من “جينراسيون تاراكالت” من المغرب، والتي تأسست سنة 2009 بالموازاة مع مهرجان تاراكالت، وتتكون الفرقة من خمسة موسيقيين عصاميين ينتمون إلى عائلات الرحل المغاربة، واستلهموا من تجارب الفرق الكبرى للبلوز الخاص بقبائل الطوارق كمجموعة “تيناروين” و”تراكافت”. وفرقة “أمازونيات إفريقيا” التي تعد من أشهر الفرق الغنائية بإفريقيا الغربية، وتضم مطربات إفريقيات اتحدن ضد العنف الذي تتعرض له المرأة. ثم الفنانة ايليدا ألميد من الرأس الأخضر، وهي من مواليد جزيرة سانتياغو.
ويشارك في هذه الدورة أربعون مجموعة موسيقية تمثل مجموعة من دول العالم، مع تركيز خاص على المجموعات الإفريقية، خاصة النسائية منها.
في جانب آخر، ولتأمين مرور هذا الحدث الفني في ظروف أمنية جيدة، اتخذت مصالح الأمن بأكادير إجراءات مشددة، حيث تم تجنيد موارد بشرية مهمة من الأمن بمختلف تخصصاته بالإضافة لعناصر من القوات المساعدة، قدرت بألفي عنصر أمن، إلى جانب عشرات العربات والآليات ومعدات التدخل. كما تم استقدام تعزيزات أمنية إضافية من مختلف مدن المملكة بغية ضمان تغطية جيدة لمختلف مواقع الاحتفال دون إغفال باقي قطاعات المدينة، والتي حظيت بدورها بنصيبها من التغطية الأمنية. وتم تخصيص وسائل بشرية متخصصة تتكون أساسا من فرق خاصة وفرق الحماية المقربة، والفرقة الجهوية للتدخل، وفرق كشف المتفجرات وفرق المكلبة، بالإضافة إلى فرق متخصصة في أنظمة الاتصال، إلى جانب وسائل لوجيستيكية منها كاميرات المراقبة المحمولة على السيارات وكذا سيارات مجهزة بأنظمة التنقيط، فضلا عن آليات أخرى متطورة، وذلك بهدف إنجاح فعاليات هذا المهرجان. وفي المحاور الرئيسية لمدينة أكادير، تم تنصيب سدود إدارية متنقلة بجميع المحاور الرئيسية بالمدينة كما تم تعزيز السدود القضائية المنصبة بمداخل المدينة بعناصر إضافية، فضلا عن تعزيز التواجد الأمني بالشاطئ والرمال وبالمنتزه، عبر تعبئة دراجات رباعية الدفع ودوريات راجلة وأخرى راكبة، مع الاستعانة بالكاميرات المحمولة بواسطة السيارات قصد رصد جميع التحركات المشبوهة سواء بمواقع الاحتفال أو بالمحاور التي تعرف توافد المواطنين، وكذا تعبئة فرقة خاصة على مستوى المداومة تتكلف خصيصا بالقضايا المسجلة خلال أيام المهرجان.

 بيان اليوم – أكادير – مراسلة خاصة

Related posts

Top