مواجهة بين المتهم الرئيسي وابن شقيقته تكشف تفاصيل عملية تنفيذ الجريمة

عقدت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أول أمس الإثنين، جلسة للنظر في ملف” مقتل النائب البرلماني مرداس”، التي يتابع فيها أربعة متهمين في حالة اعتقال. ويتعلق الأمر بأرملة النائب البرلماني الضحية، ومستشار جماعي “ه.م”، وابن شقيقته “ح.م”، وامرأة أخرى “عرافة”.
وعند الاستماع إليه، قال المتهم الرئيسي في هذه الجريمة، لم أقتل أحدا”. ونفى المتهم الذي يدعى “ه. م” وهو مستشار جماعي سابق، بعد مواجهته مع ابن شقيقته “ح.م”، المتابع إلى جانبه في الملف ذاته، جميع التهم الموجهة إليه، قائلا “لا أعلم من القاتل”، في الوقت الذي اعترف فيه ابن أخته باقترافه لجريمة قتل البرلماني مرداس.
وأوضح المتهم في تصريحاته أمام المحكمة، أن نحرخروف العيد، يتم التحضير له أسبوعين كاملين، “فما بالك بقتل رجل” على حد تعبيره، مضيفا “أما تمشي تقتل روح وتجي.. وتحط راسك على المخدة ويجيك النعاس.”، مؤكدا على أنه لا يعرف النائب البرلماني مرداس، وأنه التقى معه مرة واحدة فقط، وأن الحاضرين معه في ذلك اللقاء، هم من أخبروه أنه برلماني بن أحمد. وشدد المتهم بنبرة واثقة :”أنا صياد وولد صياد وجدي صياد، وما كانزكلش..” في إشارة إلى أنه بارع في الرماية، وذلك عقب جوابه على سؤال القاضي حول مدى ارتباطه وإتقانه للقنص.
ولم يدخر المتهم الرئيسي جهدا لتبرئة نفسه، بسرده أمام هيئة الحكم، تفاصيل كل ما فعله خلال يوم الجريمة الذي صادف تاريخ 7 مارس 2017. وقد وجه له رئيس الجلسة أسئلة كثيرة بخصوص رقمه الهاتفي الذي يبتدأ بـ 0661، حيث أكد المتهم أنه يتوفر على ثلاثة أرقام، وأن الأخير هو رقم الجماعة، وأنه لم يشغله منذ شهر، لكن القاضي واجهه بـ 98 مكالمة ربطت المتهم الرئيسي بأرملة البرلماني، المتابعة في الملف نفسه، من الرقم المذكور، حينها أكد المتهم أن الرقم “غير مشغل”، غير أنه لم ينف علاقته بالمتهمة أرملة البرلماني الضحية. بعد ذلك، أجلت المحكمة الملف، إلى يوم 18 دجنبر الجاري لمواصلة الاستماع إلى باقي المتهمين.
في حين، أكد المتهم حمزة مقبول، أثناء الاستماع إليه من طرف المحكمة، أن يد خاله، ه.م ملطخة بدماء البرلماني عبد اللطيف مرداس، وأنه تعرض لخدعة من طرف خاله الذي استغله لتنفيذ الجريمة دون علمه، وأنه تردد كثيرا ولم يستطع إبلاغ الشرطة بما حدث، مضيفا أنه تلقى اتصالا من والدته، قبل تنفيذ الجريمة، تطلب منه العدول عن أي شيء يفعله لأن قلبها منقبض جدا. وأوضح حمزة، الطالب بالسنة الثانية بكلية العلوم الاقتصادية بالدار البيضاء، أن خاله طلب منه كراء سيارة جديدة لاستغلالها في رحلة قنص، ومده بمبلغ 600 درهم.
وأكد حمزة، للمحكمة أنه يريد أن يريح ضميره، مشيرا في الوقت نفسه، بأنه انطلق بسيارة الكراء خلف خاله، كما أمره بذلك، إلى أن وصلا إلى زقاق معين، آنذاك ترجل خاله من سيارته رباعية الدفع، وركب بجانبه وطلب منه الانطلاق صوب وجهة معينة، ثم عاد إلى المقاعد الخلفية بدعوى التواري عن أشخاص يريدون الذهاب معه لرحلة القنص، وهم غير مرغوب فيهم.
وواصل حمزة مقبول سرد وقائع يوم الجريمة، بأنه تلقى اتصالا من والدته تخبره بالابتعاد عن أي شيء يفعله، لأنها خائفة عليه، وهو ما جعله يخبرها بأنه رفقة خاله هشام، وأعطاه الهاتف ليطمئنها عليه، ويخبرها بأنه لن يصاب بمكروه، قبل أن يواصل تنفيذ أوامر خاله، إلى حين تنفيذ الجريمة التي جاءت مباغتة بالنسبة له، وأنه لم يعرف ما حصل سوى بعد يوم واحد من خلال مطالعته للأخبار على الفايسبوك. وكشف مقبول في حديثه عن تفاصيل يوم الجريمة، أن خاله، أخبره بأنه أطلق الرصاص ليرعب أحد الأشخاص، وأنه لم يقتل أحدا، حيث أمره بالانطلاق بسرعة دون أن يلتفت خلفه ويرى ماذا وقع. وعند مواجهة المتهم الرئيسي بابن شقيقته، اتهم الأول الثاني بتلفيق التهمة له، وأن كل ما قاله هو كذب وبهتان.

حسن عربي

Related posts

Top