موضوع البطالة على لائحة انشغالات المغاربة

يعتبر 66 في المائة من المغاربة قضية البطالة أهم المشاكل التي تواجه المغرب، وعلى الحكومة معالجتها، تليها قضية الصحة بنسبة 39 في المائة، ثم مسألة الإقصاء الاجتماعي ممثلا في الفقر بنسبة 38 في المائة، ثم التعليم بنسبة 36 في المائة، وذلك وفق النتائج الأولية لاستطلاع رأي المواطنين المغاربة أجرته الأفروباميتر حول الهجرة والبطالة والتعليم.
وأفادت الآراء المستقاة ضمن بحث أجري وسط عينة شملت 1200 شخص مغربي، أن أفضل طريقة للتعامل مع مشكلة بطالة الشباب تتمثل في توفير الحوافز بالنسبة للمقاولات الخاصة، حيث أكدت على هذا الأمر نسبة تصل إلى 34 في المائة، فيما اقترحت نسبة تصل إلى 27 في المائة إنشاء خطوط ائتمان لتمويل المقاولات التي ينشؤها الشباب، في حين اعتبرت نسبة تصل إلى 25 في المائة أن الأمر يتطلب تحسين جودة التعليم والتكوين .
وسجل استطلع الرأي بشأن تقييم أداء الحكومة في التعامل مع إشكالية خلق فرص الشغل، تراجعا بنسبة 7 في المائة في ثقة المواطنين حيال أداء الحكومة، مقارنة بالنسبة المسجلة سنة 2013، حيث صرح واحد من كل 10 مغاربة فقط ما يمثل (11 في المائة) على أن الحكومة الحالية تقوم بشكل “جيد” أو “جيد جدا” بخلق فرص الشغل، في حين أن النسبة كانت تصل سنة 2013 إلى 18 في المائة.
وحسب نتائج هذا الاستطلاع الذي أجري ما بين 12 وماي 2018، بعدد من الجهات ، فإن الفساد المالي احتل الرتبة الخامسة على لائحة أهم المشاكل التي تواجه المغرب، حيث صرحت بذلك نسبة 20 في المائة من المغاربة، فيما يوجد مشكل الطرق والبنية التحتية في المرتبة السادسة، وذلك وفق نسبة 15 في المائة، ونفس الترتيب حازه موضوع الأجور والدخل والراتب، فيما احتلها موضوع الاقتصاد المرتبة الثامنة، حيث اعتبرته نسبة تصل إلى 10 في المائة أهم المشاكل. واحتلت إشكالية الجريمة والأمن والمياه الصالحة للشرب، المرتبة 9 على لائحة الإشكاليات وفق تصريح نسبة 6 في المائة من المستجوبين.
واحتلت مواضيع الخدمات التي لم تحدد طبيعتها والسكن والمواصلات بما تشمله من وسائل النقل المراتب المراتب الأخيرة في لائحة أهم المشاكل وفق ما عبرت عنه نسبة تصل إلى 5 في المائة من الذين شملهم هذا الاستطلاع.
وبشأن مواقف المواطنين المغاربة اتجاه المهاجرين، أوضحت نتائج الاستطلاع أنها مزيج من الترحيب والحذر، إذ صرح حوالي ثلث المواطنين” 36 في المائة” أنه يجب أن يسمح “للبعض” أو “الكثير” من اللاجئين والمهاجرين وغيرهم من الأشخاص المشردين الأجانب بالعيش في المغرب. ويعتبر ثلث المواطنين، أي نسبة تصل إلى 64 في المائة، أنه أمر “جيد ” أن يخلق المهاجر مقاولة ويشغل المغاربة بها. لكن، في المقابل، صرح ما يقرب من النصف من تلك الآراء، أي 47 في المائة، أن المهاجرين يستولون على فرص العمل على حساب المواطنين المغاربة، كما يرحب حوالي أربعة من كل عشرة بمهاجر يتزوج بأحد أقربائهم المقربين، حيث عبرت عن ذلك نسبة 39 في المائة من المستجوبين، وأبدت نسبة 38 في المائة من المغاربة ترحيبها في أن يصبح المهاجر جارًا لهم .
ويعتقد أربعة من كل 10، أي ما يمثل 43 في المائة، أن المغرب لديه عدد كافٍ من المهاجرين، ويجب ألا يسمح لمزيد من المهاجرين بدخول البلاد و العيش بها، لكن يؤيد ربع المغاربة فقط، أي نسبة تصل إلى 25 في المائة “بالمزيد من المهاجرين القادمين للعيش في البلاد”.
وكشفت المعطيات المستمدة من هذا الاستطلاع، على أن من بين الذين يفكرون في الهجرة، صرح 7 في المائة أنهم يتخذون الخطوات اللازمة للهجرة، مثل البحث عن تأشيرة ، بينما صرح 67 في المائة أنهم لم يقوموا بعد بإعداد خطط معينة. هذا وتعد أوروبا الوجهة الأكثر اختيارا لدى المهاجرين المحتملين، حيث صرح بذلك نسبة 68 في المائة، فيما صرحت نسبة لاتتعدى 1 في المائة أنها تفضل فقط الانتقال إلى بلد آخر في أفريقيا.
وفيما يتعلق بموضوع التعليم ، صرح أكثر من نصف المغاربة، أي نسبة 53 في المائة، أنهم ” يوافقون” أو “يوافقون بشدة” على أن التعليم المجاني مكن من رفع نسبة التمدرس، لكن على حساب الجودة، في حين صرحت الأغلبية الساحقة من المغاربة، ما يمثل نسبة تصل إلى 91 في المائة، أنهم “يوافقون” أو “يوافقون بشدة” على مجانية التعليم في المرحلة الجامعية، وفي ذات الإطار أكدت نسبة 87 في المائة من المغاربة من خلال تصريحاتهم أن التعليم المجاني هو الذي يشجع تعليم الفتيات و وصولهن إلى المرحلة الثانوية.
يشار إلى أن الأفروباروميتر يمثل مشروع بحثي إفريقي غير حزبي، يقيس مواقف المواطنين حول الديمقراطية والحكامة والاقتصاد والمجتمع المدني ومواضيع أخرى، حيث أن الشروع في إجراء البحوث انطلق سنة 1999 في 12 دولة إفريقية، وتوسع ليشمل 36 دولة خلال الجولة السادسة 2014/2015 و الجولة السابعة التي امتدت على سنوات 2016/2018 .
وتتوفر الأفرو باروميتر على شريك وطني يقوم بإجراء البحث، حيث تكلف بإجرائه على مستوى المغرب مؤسسة البحث والتكوين والاستشارات.

> فنن العفاني

Related posts

Top