موقف ترامب من أعمال العنف في فرجينيا يصدم حلفاء أمريكا

انتقد أقرب حلفاء الولايات المتحدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأشد العبارات الممكنة على نحو غير معتاد أول أمس الأربعاء بعد أن ألقى جزءا من اللوم في اشتباكات عنيفة بولاية فرجينيا على متظاهرين ضد نازيين جدد يحملون السلاح.
وجاهرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي برأيها بعد أن كرر ترامب وجهة نظره بأن الخطأ في أعمال العنف يقع على القوميين البيض والمتظاهرين المناهضين لهم على حد سواء. وكانت ماي تعرضت لانتقادات واسعة في الداخل بسبب علاقاتها الوثيقة بترامب خلال أول ستة أشهر له في منصبه.
وقالت ماي “لا أرى تساويا بين من يتبنون وجهات النظر الفاشية ومن يعارضونهم وأعتقد أن المهم من كل الموجودين في مواقع المسؤولية التنديد بآراء اليمين المتطرف عندما نسمعها في أي مكان”.
وقال زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار المنتمي للوسط إن على ماي أن تعدل عن دعوة وجهتها لترامب للقيام بزيارة دولة لبريطانيا.
وكتب على تويتر إنه بعد أن برأ ترامب “المنادين بتفوق البيض من القتل والكراهية لماذا لا يزال على قائمة الضيوف الرسميين المدعوين للمملكة المتحدة؟”
وعبر ساسة في ألمانيا، التي تطبق قوانين صارمة ضد خطاب الكراهية وأي رمز مرتبط بالنازية، عن صدمتهم من صور الناس في تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا وهم يحملون الصلبان المعقوفة ويرددون شعارات مناهضة لليهود.
ونددت المستشارة أنجيلا ميركل “بالعنف العنصري من اليمين المتطرف”.
ووصف منافسها في انتخابات الشهر المقبل تصريحات ترامب بأنها “كلام ملتبس” من رجل خطير.
وقال مارتن شولتز لصحيفة (أر.إن.دي) في مقابلة “ينبغي ألا نتسامح مع الفظائع التي تخرج من فم الرئيس”.
وكتبت وزيرة العدل الإسرائيلية أيليت شاكيد، وهي عضو في حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو،على تويتر “ينبغي محاكمة النازيين الجدد في الولايات المتحدة. لم يكن هذا ما يقصده الدستور الأمريكي”.
وفي تصريحاته خلال مؤتمر صحفي بنيويورك الثلاثاء الماضي قال ترامب إن اللوم “يقع على الطرفين” في العنف الذي وقع في تشارلوتسفيل وأفضى إلى مقتل امرأة في الثانية والثلاثين من عمرها تدعى هيذر هاير بعد أن صدمت سيارة متظاهرين مناهضين للعنصرين. ويواجه جيمس فيلدز (20 عاما)، الذي يقال إنه متعاطف مع النازيين الجدد، اتهامات بقتلها.
وقوبلت تصريحات ترامب بإشادة من المنادين بتفوق البيض مثل ديفيد ديوك وهو زعيم سابق في جماعة كو كلوكس كلان الذي أثنى على “أمانة وشجاعة” الرئيس.
لكن في أوروبا قوبل موقفه بانتقادات حتى من أحزاب اليمين المتطرف التي رحبت برسالته القومية.
وقال فلوريان فيليبوت نائب رئيس حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف ومدير حملة مارين لوبان للرئاسة الفرنسية “هؤلاء عنصريون وينادون بتفوق البيض. لابد من التنديد بهم بعبارات واضحة”.

Related posts

Top