نايف أكرد المثال الساطع

تابع الآلاف من المهتمين، تفاصيل انتقال الدولي المغربي نايف أكرد من نادي رين الفرنسي، إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وبالضبط نادي وست هام، تفاصيل قدمت بطريقة مثيرة وإخراج جميل، عكست القيمة المهنية الحديثة، لما يسمى بـ “صناعة النجوم”.
لم يتم الاكتفاء بصور جامدة معززة بقميص يحمل اسم اللاعب، ومداعبة روتينية للكرة داخل الملعب، بل تم إعداد فيلم قصير يقدم تفاصيل الاستقبال، وحرارة الترحيب، دون أن يتم إلغاء روح الدعابة بأسلوب جميل وراق، يسهل عملية الاندماج السلس أمام الوافد الجديد وسط مكونات النادي، من إداريين وتقنيين، ومختلف الأطر العاملة بالنادي.
بعد نايف، هناك حديث أيضا عن رغبة نفس الفريق الإنجليزي في التعاقد مع المهاجم المغربي ولاعب نادي إشبيلية الإسباني يوسف النصيري، رغم أنّ عقد الأخير يمتد مع الفريق الأندلسي إلى غاية 30 يونيو 2025.
عقد نايف يعد من أبرز الصفقات بالنسبة للاعبين المغاربة في السنوات الأخيرة، وراء الثنائي الأبرز أشرف حكيمي وحكيم زياش، إذ بلغت الصفقة حوالي 35 مليون يورو لمدة 5 سنوات.
والإيجابي في مثل هذه الأخبار كون اللاعبين أكرد والنصيري، تكونا معا بالمغرب، ليشكلا إلى الجانب الحارس المتألق ياسين بونو، مفخرة التكوين على الصعيد الوطني، فرغم عديد المشاكل، والخصاص الفادح وهزالة المناهج، وضعف المكونين والمؤطرين، فإن هناك أملا في إمكانية بروز لاعبين متميزين، قادرين على التألق على صعيد الاحتراف الأوروبي.
إلا أن هناك ملاحظة أساسية، تتعلق بتوفر الرغبة لدى اللاعب في تطوير مستواه، وامتلاك طموح تسلق أعلى المراتب، وعدم التسرع في البحث عن المال السهل، كما هو الحال للعشرات ممن يقصدون دوريات الخليج العربي.
يمكن أن نفهم الرغبة المحدودة لبعض اللاعبين ممن تقدموا في السن، وأسبقية البحث عن تأمين المستقبل المادي، لكن من غير المفهوم قبول انتقال لاعب صغير السن، لا زال في بداية الطريق، ولديه إمكانيات مهمة تنبئ بمستقبل أفضل، ومع ذلك تجده يبحث عن الانتقال للبطولات الخليجية، بعقود صغيرة.
هناك العديد من اللاعبين المتميزين، غابوا عن الأنظار بمجرد الانضمام لإحدى أندية الخليج، وبعد سنة أو سنتين، يعودون للمغرب، بحثا عن فريق يحتضنهم، صحيح أن هناك أمثلة ناجحة، لكن هناك العديد من اللاعبين الذين اغتالوا مستقبلهم الرياضي أمام إغراءات السماسرة والوسطاء الذين لا هم لهم سوى الحصول عن نسبة معينة من صفقة الانتقال، أما مستقبل اللاعب فلا يعنيهم بالمرة.
نايف أكرد يقدم مثال حيا لما يمكن أن يكون عليه، لاعب مغربي محترف تكون بالمغرب، وكيف يمكن أن يلعب الطموح الشخصي دورا أساسيا في تجاوز المطبات والعراقيل، والوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة، خاصة وأن “لكل مجتهد نصيب”…

>محمد الروحلي

Related posts

Top