نجيب محفوظ وغابرييل غارسيا بريشة مئة رسام كاريكاتير من العالم

بعد سنوات عن رحيلهما التقى الروائيان الشهيران نجيب محفوظ وغابرييل غارسيا ماركيز أخيرا في لقاء نادر، عبر معرض البورتريه الكاريكاتيري العالمي الذي أقيم في قاعة مركز محمود مُختار الثقافي بالعاصمة المصرية القاهرة، وذلك في الذكرى الـ109 لميلاد الأديب المصري.
فتزامنا مع ذكرى ميلاد الأديب المصري نجيب محفوظ، أقامت وزارة الثقافة المصرية معرضا للبورتريه الكاريكاتيري العالمي جمع الأديب المصري الراحل بالأديب الكولومبي الراحل غابرييل غارسيا ماركيز اللذين لم يلتقيا فعليا على أرض الواقع.
أقيم المعرض الذي أتى تحت عنوان “لقاء نجيب وماركيز” في إطار مبادرة “علاقات ثقافية” بالتعاون مع قطاع الفنون التشكيلية وسفارتي كولومبيا والمكسيك في القاهرة و”الجمعية المصرية للكاريكاتير”، وفيه تفتّقت قريحة العشرات من فناني الكاريكاتير العرب والأجانب على تلمس أجواء هذا اللقاء المُفترض بين الكاتبين الشهيرين.
ورغم شهرة محفوظ وماركيز العالمية واشتراكهما في الحصول على جائزة نوبل في الأدب؛ الأول في العام 1988 والثاني في العام 1982، وتبادلهما الرسائل الخطية، فإنهما لم يلتقيا أبدا، إذ ذكر الكاتب المصري محمد سلماوي صاحب كتاب “في حضرة نجيب محفوظ” أن الأديب المصري أعلن أمامه ذات مرة عن رغبته في لقاء نظيره الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، وهي رغبة لم تتحقّق بالفعل، إلاّ أنهما تبادلا الرسائل في مناسبتين فارقتين.
وكانت الأولى في العام 1994 حين تعرّض محفوظ لمحاولة اغتيال، فبعث إليه ماركيز برسالة شخصية من صفحتين كتبها بخط يده باللغة الإسبانية تضمّنت تهنئة لمحفوظ والأدب العربي على نجاته، مذكّرا إياه بأن “الشمس تنتصر دائما على السحب مهما كانت داكنة أو محملة بالأمطار”، كما تحدّث خلالها عن تقديره الشخصي له وتأثيره في الأدب العالمي، وحثّه على استمرار عطائه تحت كل الظروف.
أما المناسبة الثانية، فكانت في العام 2004، أي بعد مرور عشرة أعوام عن رسالة ماركيز التي بعثها لمحفوظ، وذلك حين مرّ الكاتب الكولومبي هذه المرة بمحنة شخصية، حيث تردّد في الأوساط الأدبية آنذاك أنه فقد القدرة على الكتابة ولم يعد باستطاعته مواصلة إبداعه.
وفي تلك الأثناء أرسل محفوظ برسالة إليه يذكّره بنصيحته السابقة إليه، حاثا إيّاه على الكتابة في جميع الأحوال، قائلا “يجب ألاّ يكون لديك شيء تكتبه حتى تُمسك بالقلم، أمسك بالقلم في جميع الأحوال واكتب”.
وضم المعرض المحتفي باللقاء الافتراضي لعملاقي نوبل ما يزيد على مئة عمل لفنانين من 25 دولة، بينها مصر والعراق وكولومبيا والمكسيك وكوبا والبرازيل وكوستاريكا والبيرو والأوروغواي وإسبانيا والهند والصين وإندونيسيا وروسيا وغيرها.
وجاءت مُعظم الرسوم التي جمعت بين الأديبين العالميين بطابع مرح كتعبير عن سعادتهما بهذا اللقاء/ الحلم الذي تمناه محفوظ بشدّة، مع تضمين عدد من العناصر التي ارتبطا بها، كالمقهى ومظاهر الحياة الشعبية عند محفوظ، والآلة الكاتبة التي عُرف عن ماركيز الكتابة بواسطتها، مع بعض العناصر الأخرى المستوحاة من الروايات الشهيرة لهما، كالفتيات بالملابس الشعبية عند الأديب المصري، والفراشات الصفراء التي ذكرها الأديب الكولومبي في روايته الشهيرة “مئة عام من العزلة” المرتبطة بظهور إحدى شخصيات الرواية.

Related posts

Top