ندوة الجامعة البابوية بالفاتيكان تبرز ريادة جلالة الملك في تعزيز السلام والتسامح

أبرز المشاركون في ندوة عقدت، الإثنين الماضي، بالجامعة البابوية بالفاتيكان، ريادة جلالة الملك محمد السادس في تعزيز السلام والتسامح، وذلك بحضور مستشار جلالة الملك أندري أزولاي.
وأكدت سفيرة المغرب لدى الكرسي الرسولي رجاء ناجي مكاوي، في كلمة خلال افتتاح هذه الندوة المنظمة بمناسبة ذكرى الزيارتين التاريخيتين للملك الراحل الحسن الثاني وجلالة الملك محمد السادس إلى الكرسي الرسولي، أن “جلالة الملك باشر، منذ توليه العرش، إصلاحات هيكلية، من أجل توضيح وتوحيد المعايير الدينية وتعزيز التسامح والاعتدال والإسلام الوسطي”.
وشددت الدبلوماسية المغربية، مجددا، على أن “جلالة الملك أكد في مناسبات عدة، عزمه العمل إلى جانب البابا، على تكريس القيم الدينية والروحية النبيلة التي تتقاسمها الإنسانية”، مبرزة أن العلاقات العريقة بين المغرب والكرسي الرسولي التي تعود للقرن الـ 11، تعززت بشكل أكبر، من خلال زيارة البابا فرانسيس إلى المغرب في مارس من سنة 2019.
وذكرت ناجي مكاوي بأن هذه الزيارة التاريخية، التي تندرج في سياق تطوير الحوار بين الأديان والتفاهم المتبادل، تميزت بتوقيع أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وقداسة البابا، لـ “نداء القدس” الذي “ساهم بشكل كبير في تعزيز قيم الأخوة والسلام والتسامح”.
كما سلطت الضوء على الزيارة التاريخية التي قام بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى المغرب سنة 1985، مبرزة أنه “ليس من باب الصدفة أن تكون المملكة أول أرض إسلامية تستقبل الحبر الأعظم”.
وفي معرض حديثه بمناسبة هذا اللقاء الذي نظمته سفارة المغرب لدى الكرسي الرسولي، أشاد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين بالعلاقات المتميزة بين المغرب والكرسي الرسولي، معتبرا أن المملكة التي تعد “جسرا طبيعيا” بين إفريقيا وأوروبا”، كما وصفها البابا فرانسيس، تتطلع إلى أن تكون نموذجا للحوار بين الأديان.
وشدد على أن “المغرب بلد متعدد ومتسامح، ولطالما كان ملتقى للحضارات”.
من جانبه، أشاد رئيس أساقفة الرباط، الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو، بمساهمة المملكة في النهوض بالحوار بين الأديان وإيجاد بيئة ملائمة للتعايش حيث تسود روح الصداقة والأخوة، معتبرا أن الأمر يتعلق بخاصية إيجابية للغاية تمنحنا إمكانية العيش بسلام ووئام هنا على أرض المغرب”.
وبنفس المناسبة، قال الرئيس المؤسس لمركز الدراسات والأبحاث في القانون العبري، عبد الله أوزيتان، “إننا نجتمع هنا، بالتأكيد، للاحتفاء بذكرى زيارتي الملك الراحل جلالة المغفور له الحسن الثاني وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ولكن أيضا للتعبير عن التزامنا بتكريس كل قوانا من أجل الحوار ومن أجل السلام”.
وأضاف أنه من خلال هذه المبادرة، “نساهم في إثارة الاهتمام بفهم العالم من حولنا. إنها رسالة السلام التي أتينا لإيصالها هنا في الفاتيكان، من خلال منح التعليم والثقافة المكانة التي تليق بهما”.
وتميز هذا اللقاء بمشاركة شخصيات دينية ودبلوماسية وسياسية بارزة، لاسيما رئيس مكتب الإسلام في المجلس البابوي للحوار بين الأديان المونسنيور خالد عكاشة، الذي أشاد، من جانبه، بالنموذج المغربي المتفرد في مجال التعايش والتسامح.
من جانبه، قال مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي إنه “في أحيان كثيرة، ضمن مجتمع من الأمم التي تبحث عن معالم، تتم دعوة روحانياتنا إلى أرضيات الخلاف عوض مجالات القيم الكونية التي تعد محركها وسبب وجودها”.
وخلال حديثه داخل قاعة العرض بجامعة الفاتيكان البابوية المرموقة، التي تم إنشاؤها قبل خمسة قرون، سلط السيد أزولاي الضوء على “مركزية الكلمة المغربية عندما يتعلق الأمر بالاحترام والإخلاص للإرث الإبراهيمي المؤسس للوحدة، التماسك والشرعية المتفردة للحوار الديني، عندما يحمل البصمة المغربية”.
وإلى جانب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، وسفيرة المغرب لدى الكرسي الرسولي، رجاء ناجي مكاوي، ذكر السيد أزولاي بـ “العمق التاريخي للعلاقة التي حافظ عليها المغرب على مر القرون مع الكرسي الرسولي، والتي توجت بالزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرانسيس إلى المغرب في مارس 2019”.
وأوضح أزولاي أن خارطة الطريق المقترحة على مجتمع الأمم من طرف جلالة الملك محمد السادس وقداسة البابا فرانسيس ضمن خطابيهما، كانت علامة بارزة وستظل كذلك في جميع أرجاء المعمور بالنسبة لملايير المؤمنين، المسلمين، المسيحيين واليهود، الذين يبحثون عن الاحترام المتبادل والسكينة، المجسدة من خلال آمال ووعود نبوءة سيدنا إبراهيم، والتي جسدها على أرض الإسلام صاحب الجلالة الملك محمد السادس وقداسة البابا فرانسيس، معربا عن امتنانه للمنظمين، الذين وضعوا المغرب في قلب هذه الندوة المخصصة لـ “الكلمة المشتركة والروحانية النشطة”.
وبالنسبة لمستشار جلالة الملك، فإن “هذا الاختيار لم يأت صدفة أو إرضاء لأي أحد، إنه الاعتراف الشرعي بالمسار المميز والنموذجي الذي سلكته بلادنا من أجل إعادة بناء وتعزيز توافق وطني يحمل في أرض الإسلام قيم الإنصات، المشاطرة والتقدم التي غابت في الكثير من الأماكن الأخرى”.
وتندرج هذه الندوة في إطار تخليد ذكرى الزيارتين الملكيتين التاريخيتين لكل من المغفور له الملك الحسن الثاني وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على التوالي في العامين 1980 و2000، وفي سياق استمرارية جهود السفارة بغية تعزيز أواصر الصداقة والتعاون العريقة القائمة بين المغرب والكرسي الرسولي.

Related posts

Top