ندوة فكرية بوجدة تناقش دور التأطير الثقافي في محاربة التطرف

بحث مشاركون في ندوة فكرية مؤخرا بوجدة، مواضيع متصلة بدور التأطير الثقافي في محاربة التطرف وتعزيز السلم.
وتندرج هذه الندوة الفكرية ضمن فعاليات “وجدة عاصمة الثقافة العربية للعام 2018”.
واستحضر هذا اللقاء دور التأطير الثقافي في محاربة التطرف وتعزيز السلم، بالنظر إلى القدرات العالية للثقافة في إضفاء المعنى على السلوكيات والتصرفات وفعاليتها في مد جسور التعارف والحوار وتدبير الاختلافات.
وتداولت هذه التظاهرة، التي نظمتها وزارة الثقافة وشارك فيها باحثون أكاديميون ومفكرون من مشارب علمية متنوعة، بشأن قضايا مرتبطة، على الخصوص، بتعزيز ثقافة السلم والوسطية والاعتدال من خلال التأطير الديني والثقافي، ودور البرامج الثقافية في تأطير وتكوين الرأسمال البشري وفي محاربة الغلو وتعزيز السلم والحوار والانسجام المجتمعي.
وقال الكاتب العام لوزارة الثقافة عبد الإله عفيفي “الثقافة، بمختلف معانيها، تحيل إلى البناء المشترك ودمج الاختلاف والتنوع في ظل الاحترام والحرية والعقل والإبداع. وبهذا المفهوم تكون كل أسباب التطرف والصدام بين الأفراد والجماعات صادرة عن نزوعات بعيدة عن الثقافة والحضارة والخير”.
وأكد، في هذا الصدد، أن السياسة الثقافية الرشيدة هي تلك التي تجعل من التأطير الثقافي الأداة العملية التي تمكن من ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال، ومحاربة الغلو، وتدبير الاختلاف.
وفي السياق، لفت عفيفي إلى أن الوزارة تعمل، من خلال برامج الدعم العمومي للحركية الثقافية، على جعل المجتمع المدني شريكا أساسيا في تنشيط الحياة العامة من خلال الإنتاج الثقافي الهادف الذي ينسجم مع روح الثوابت الوطنية، كما يحددها دستور المملكة.
وأضاف أن مكونات المجتمع المدني تعد شريكا أساسيا كذلك في العمل على إشاعة قيم احترام التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات وفتح جسور التواصل والتعاون.
من جانبه، قال مدير الثقافة بالمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إسيسكو) نجيب الغياثي إن إسيسكو لم تكتف بالانخراط في الجهود الدولية ذات الصلة، بل بادرت، بصفتها بيت خبرة للعالم الإسلامي، إلى إعداد مجموعة من الوثائق المرجعية الهادفة إلى تفعيل العمل الثقافي المشترك لمواجهة موجات الكراهية ومن أجل تفكيك الفكر المتطرف واقتراح الحلول العملية الاستباقية والوقائية.
وأشار الغياثي، بهذا الخصوص، إلى عدد من الوثائق المرجعية ذات الصلة، من قبيل وثيقة الأدوار الثقافية للمجتمع المدني من أجل تعزيز الحوار والسلم، وخطة عمل حول تجديد السياسة الثقافية في الدول الأعضاء ومواءمتها مع المتغيرات الدولية، وخطة عمل للنهوض بدور الوساطة الثقافية في العالم الإسلامي.
وتأتي هذه الندوة، التي حضرها والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد معاذ الجامعي وفعاليات أكاديمية وثقافية، كلحظة فكرية تختتم برنامج الندوات الذي شكل إلى جانب الفعاليات الأخرى، طيلة سنة كاملة، فضاء للإشعاع الثقافي لمدينة وجدة والجهة الشرقية والمغرب بشكل عام على الامتداد المغاربي والعربي والدولي.
ويوم 29 مارس الجاري، تختتم فعاليات “وجدة عاصمة الثقافة العربية”، التي تنظم تحت شعار “وجدة الألفية عنوان الثقافة العربية”.
وشمل برنامج هذه الاحتفالية تظاهرات ثقافية وفنية كبرى ذات بعد وطني وعربي ودولي، علاوة على تكريم العديد من الشخصيات الثقافية.
وسعت المدينة الألفية، من خلال هذه الفعاليات، إلى تأكيد إشعاعها الثقافي وإبراز موروثها الغني في المجالات الفنية والإبداعية، من خلال برنامج متنوع وغني، جعل مدينة وجدة قبلة للعمل الثقافي العربي، بما يفتح آفاقا واعدة تعزز الجسور الثقافية بين البلدان العربية

Related posts

Top