نسخة تاريخية لمونديال إفريقيا تنطلق بأرض “الفراعنة”

تنطلق اليوم الجمعة بالقاهرة منافسات كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم، بمجموعة من المستجدات التي طرأت على الساحة، ولعل أبرزها الزيادة في عدد المنتخبات المشاركة من 16 إلى 24 منتخبا، وتقسيم المنتخبات إلى ست مجموعات، والوصول إلى ربع النهاية بـ 16 منتخبا، أي أن المنتخبات الثمانية المضافة ستقصى في دور المجموعات، ودخول تقنية حكم الفيديو المساعد “فار” انطلاقا من ربع النهاية.
وجاء اختيار مصر لتنظيم مونديال القارة، في ظرف استعجالي وقياسي، فرض على الاتحاد الإفريقي للعبة (الكاف)، التدخل على وجه السرعة، بعد سحب التنظيم من الكامرون، إلا أن رهان مصر تفوق في عملية التصويت بنتيجة 16 صوتاً مقابل صوت وحيد، والضحية كانت هي جنوب إفريقيا، رغم ثقلها ووزنها القاري والدولي.
تقام فعاليات هذه النسخة على ستة ملاعب، وهي إستاد القاهرة الذي سيحتضن منافسات المجموعة الأولى، والإسكندرية ويستضيف مباريات المجموعة الثانية، بينما تقام منافسات المجموعة الثالثة والرابعة في ملعب الدفاع الجوي، السلام بالقاهرة، والخامسة بالسويس، والسادسة بإستاد الإسماعيلية.
وتعد هذه المرة الخامسة التي تنظم خلالها مصر فعاليات هذه البطولة، بعد أن نالت شرف تنظيم نسخة 1959 تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة، وحصدت اللقب في ذلك العام، كما نظمت نسخة 1974 وتوجت الزائير (الكونغو الديمقراطية حالياً) باللقب، كما احتضنت أيضا نسختي 1986 و2006 وفازت بهما.
وخلال دورة هذه السنة يبقى أيضا منتخب “الفراعنة” الذي فاز -في المجمل- باللقب القاري 7 مرات، من أبرز المرشحين للفوز الظفر بالكأس الإفريقية، بالإضافة إلى مجموعة من المنتخبات التي تبدو مستعدة للمنافسة على أبرز تظاهرة رياضية بالقارة السمراء، ومن بينها باقي بلدان شمال القارة، وهى تونس والمغرب والجزائر، كما أن السنغال وغانا ونيجيريا، بلدان تعودت على المنافسة، ليس فقط بفئة الكبار، بل على مستوى باقي الفئات السنية، باعتبارها من أبرز المدارس الكروية قاريا.
وطبيعي أن تتركز الأنظار على المنتخبات الخمسة التي مثلت القارة بمونديال روسيا، وهي منتخبات المغرب وتونس ومصر والسنغال ونيجيريا، دون أن نلغي طموحات كل من الجزائر وجنوب إفريقيا، مع الإبقاء على احتمال حدوث المفاجأة من طرف منتخبات تصنف بالصغيرة.
وأكيد أن لمصر مكاسب عديدة من وراء عملية التنظيم، فإلى جانب المكسب الرياضي، وما يمكن أن يعزز البنيات التحتية، هناك أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وحتى أمنية، إضافة إلى ترويج صورة البلد على نحو إيجابي، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والمستجدات الطارئة، بعد الوفاة المفاجئة للرئيس السابق محمد مرسي.
فنجاح الملف المصري الذي قدمه الاتحاد المحلي في وقت ضيق، معناه أن الاتحاد الإفريقي منح الثقة في قدرة مصر على تنظيم حدث رياضي بارز، وتتجلى هذه الثقة بالأساس في جانبين مهمين هما البنية التحتية بفضل المنشآت التي تتوفر مصر كدولة محورية بالمنطقة، والرهان على نجاح الجانب الأمني، وما يضمن عودة الجمهور للملاعب، بنسب كبيرة، بعد التدخلات الأمنية التي كانت تحول دون الحضور باعداد قياسية، نظرا للتخوف السائد من حدوث عمليات إرهابية.
والأكيد أن (الكاف) اختارت بصفة خاصة الدعم السياسي، مما ساهم بشكل كبير في عملية التصويت بفضل الدعم الملحوظ للأعضاء العرب الستة داخل المكتب التنفيذي، وفي مقدمتهم فوزي لقجع.
والمغرب الذي ساهم بقوة في ترجيح كفة مصر خلال عملية التصويت أمام المنافس القوي جنوب إفريقيا، ينتظر أن ينافس منتخبه على اللقب القاري في مشاركته الـ17، بالرغم من الظروف التي مر منها خلال مرحلة الإعداد والمشاكل غير المقبولة التي تفجرت أياما قليلة قبل الرحيل نحو الديار المصرية، بسبب ما أصبح ما يصطلح عليه بقضية حمد الله.
إلا أن هناك مجهودات بذلت في اللحظات الأخيرة من أجل تجاوز هذه المشاكل قصد الحفاظ على المعنويات مرتفعة، مع العلم أن تركيبته المكونة بالمطلق من لاعبين يمارسون بعالم الاحتراف، من المفروض أن يتوفر على آليات والضوابط الذاتية، والتفاعل الإيجابي مع كل الحالات كيفما كان حجمها.
ننتظر أن تكون دورة “مصر 2019” ناجحة خاصة على المستوى التقني، وتقديم وجه مشرق عن الكرة الإفريقية، بعدما عودتنا على تقديم نجوم كبار يبرزون بكبرى الدوريات الأوروبية.

> محمد الروحلي

Related posts

Top