نشأة الرواية المغربية وتطورها

التأم مثقفو مدينة الجديدة مؤخرا في لقاء ثقافي مع الناقد الأدبي الدكتور سعيد يقطين، ضمن أنشطة المكتبة الشاطئية، والتي تمحور موضوعها حول “الرواية المغربية النشأة والتطور” بحضور الدكتور محمد عزيز المصباحي كمنشط ومسير فقرات هذه الأمسية الثقافية.
وقبل  أن يقدم الأستاذ  المصباحي توطئة ومداخلة حول تاريخ الرواية كجنس أدبي قديم، كان لثلة من المبدعين التي حضرت فعاليات اليوم الثاني من أنشطة المكتبة الشاطئية موعد مع كلمة ألقاها بالمناسبة محافظ المكتبة الوسائطية التاشفيني الأستاذ عبد الله السليماني، الذي رحب من خلالها بضيف الحلقة  الثانية من ضيوف المكتبة الشاطئية الدكتور والناقد سعيد يقطين، شاكرا كل الجهات التي  تسهر على دعم أنشطة المكتبة.
وبعد ذلك تطرق الأستاذ محمد عزيز المصباحي في مداخلة قيمة، إلى ظروف نشأة الرواية المغربية وتطورها
قائلا: “لا شك أن  الرواية في عالمنا العربي جنس أدبي حديث، لا تدخل فقط في مجال القيم والأدوات التي استوردناها من الغرب، بل هي تعبير ثقافي واجتماعي عن انتقال المجتمع المغربي من حالة الركود والفطرية إلى حالة التجربة، ولعل وراء هذا التحول عوامل كثيرة، أذكر منها بالخصوص اكتشافنا للتعليم الحديث وللمطبعة، فظهور المطبعة كان حوالي 1868 وأول رواية كانت حوالي 1942 
وأضاف المصباحي  أن الرواية في بدايتها توسلت إلى الواقع، لترتبط به تاريخيا بالفطرة، الواقع المرتبط بمسقط رأسها الغربي، واقع الحياة البورجوازية، وبالتالي فإن ظهور الرواية عمليا هو إلغاء حتمي للخرافة والأسطورة، حيث أصبح الشكل الفني أو البنية الروائية بمثابة المعادل الموضوعي  للإخفاء الوجودي للبطل وللشخصية المركزية في الكتابة السردية. على هذا الأساس ظهرت الرواية  بإعتبارها جنسا أدبيا مستقلا بذاته مفارقا للواقع الخارجي.
وبعد هذا التقديم حول تاريخ نشأة الرواية ومميزاتها، انتقل القاص محمد عزيز لمصباحي للحديث  عن الرواية المغربية، متسائلا عن سر تسميتها بالمغربية، حيث شدد على أن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل الرواية المسماة بالمغربية حقا مغربية، ثم على أي أساس تنعت هذه الرواية أو تلك بالمغربية أو التونسية أو المصرية، هل تنطلق من خلفية  هوية كاتبها أم مسقط رأسها أم هناك عوامل أخرى تدفعنا لنعتها بالمغربية؟
وللإجابة على هذه التساؤلات، أثار المصباحي ملاحظتين: الأولى تتعلق بالعالم الروائي والثانية بالشخصية الروائية، وهذان العنصران هما من أهم الركائز التي يقوم عليها جنس الرواية عموما، بالإضافة إلى عنصر اللغة.
واختتم المصباحي كلمته بالقول: “لن تكون للرواية المغربية فرصة للحياة إلا إذا كانت شخصيتها حقيقية، وإلا فإن موتها محتوم”. 
مؤكدا على أن نبض الحقيقة هنا لا علاقة له بالشخصية الحية التي تعيش بيننا، إن المقصود بذلك، تعبر عنه بوضوح  الروايات العالمية الخالدة، لأنها تجعلنا نرى ما يريده أولئك الروائيون من خلال شخصيات رواياتهم، وهو ما لا يتحقق في الرواية المغربية التي هي رواية تجريبية.
بعد ذلك جاء دور الناقد سعيد يقطين الذي تناول في مداخلته نشأة وتطور الرواية المغربية، على اعتبار أنه خبر خبايا العمل الروائي منذ إرهاصاته الأولى، مؤكد على أن الحديث في هذا الموضوع سيجعله أمام أمرين اثنين: إما اتباع كرونولوجيا الرواية المغربية منذ ظهورها، أو التوقف عند أهم المراحل التي قطعتها وصولا إلى الآن ، وفي هذه الحالة فالتصور الأول ستكون له فائدة، أما التصور الثاني فلماذا نناقش هذا الموضوع، ما هي الغاية من طرح سؤال النشأة والتطور، وبالتالي فالسؤال بخصوص الرواية المغربية ينبغي أن ينفتح على مستقبل الرواية المغربية، فما يجب مناقشته اليوم هو الرواية المغربية، من أزمة الكيف إلى مشكل الكم، وهنا لا بد من الحديث عن لحظتين، لحظة النشأة ثم السيرورة التي قطعتها الرواية المغربية.
وبخصوص النشأة يضيف يقطين: “لابد من طرح نقطتين أساسيتين، أولا لا يمكننا أن نتحدث عن الرواية المغربية بمعزل عن الرواية العربية، لأن المغربية رافد من روافد العربية، وبصورة خاصة الرواية المكتوبة باللغة العربية، وكونها رافدا من روافد الرواية العربية، يعني أن  الروائي العربي عندما كان يكتب الرواية العربية، كان متشبعا بالتراث الروائي العربي الذي شكل في المشرق  العربي”.

> متابعة: عبد الله مرجان

Related posts

Top