نصوص مثيرة للإعجاب

هناك من الكتاب من يثيرون إعجابك بعناوين نصوصهم، لكن حين اطلاعك على هذه النصوص في حد ذاتها، ينتابك الندم والأسف على الوقت الذي أهدرته في قراءتها، لكن يحدث أن لا تقرأ النص بكامله، ليس من المرفوض أن نقرأ نصا ما من بدايته إلى نهايته، ليس ضروريا، مع ذلك، النص الجيد يمكن أن (تشمه) من السطر الأول للفقرة الأولى، قد يخدعك العنوان لكن النص ككل لا..
ماذا يقع حين يرغم الكاتب نفسه على مواصلة كتابة نص ما رغم أنه استنفده، استنفد كل أدواته؟
سوف يقوم بعملة تمطيط مكشوفة بشكل فاضح، وهذا ليس في صالح النص ولا في صالح مؤلفه بطبيعة الحال، الكثير من الكتاب يلجأون إلى ذلك، ومن النادر أن تجد أحدهم يفلح في جعل القارئ لا يحس بأن ما يقرأه هو ممطط وممل.
هناك حيل وخدع للقيام بذلك، وهو ما يسمى بالموهبة، غير أنه ينبغي أن تتم الممارسة بشكل تلقائي.
لكن ما الجدوى من الكتابة إذا كان ما نكتبه لا ينشر؟ لا تكاد توجد مجلة حقيقية تستحق أن ننشر فيها كتاباتنا، وحتى إذا وجدت هذه المجلة؛ فإن مصيرها يكون عدم الانتظام في الصدور، نكتب ونضع جانبا ما نكتبه، وتتراكم الكتابات التي أنجزت دون أن يكون مصيرها النشر، نكتب وننسى حتى أين وضعنا هذه الكتابات، وما دمنا أننا لا ننشر ما نكتبه؛ فلا يمكن لنا أن نكون مطمئنين عل مصير ما كتبناه.
أحد الباحثين الأكاديميين الذي كان نشيطا في التأليف والنشر، قرر أن يتوقف عن الكتابة بشكل نهائي، لم يتراجع عن قراره هذا إلى أن غيبه الموت مع الأسف الشديد، كان من الممكن أن تغتني المكتبة المغربية بمزيد من مؤلفاته القيمة، لكن لماذا اتخذ هذا القرار الانتحاري؟ لماذا توقف عن الكتابة والنشر؟
كان ذلك بسبب عثوره بالصدفة على إحدى دراساته لدى بائع الحمص، يلف فيها بضاعته، لذا قرر أن يتوقف عن النشر واكتفى بإلقاء محاضراته حيثما اتفق، ولو في مقصورة قطار، المهم أن لا يجدها يوما وقد لف بها الحمص أو أي شيء آخر.
التوقف عن الكتابة يظل مع ذلك فعلا غير مرغوب فيه، سيما إذا كان يتعلق الأمر بمؤلف لديه ما يضيفه.
على الكاتب أن يقول كلمته ويمضي، ولا يهم بعد ذلك إن كانت هذه الكلمة ستجد من يقرأها ويراعي قيمتها؛ فلا يعيد بيعها بثمن بخس لبائع الحمص لكي يلف فيها بضاعته.

عبد العالي بركات

[email protected]

Related posts

Top