نهائي كل الأحلام

يلتقي اليوم السبت على أرضية مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، فريقا الرجاء البيضاوي والدفاع الحسني الجديدي في المباراة النهائية لكأس العرش لكرة القدم. 

مباراة تعد بالكثير من العطاءات في وقت يوجد الفريقان معا في أوج عطاءهما ويمران بأفضل حالاتهما، والدليل على ذلك هي النتائج التي حققوها مع انطلاقة هذا الموسم، سواء في مباريات البطولة الاحترافية أو كأس العرش، وما وصولهما للمباراة النهائية إلا مؤشر على الحالة الايجابية التي تعرفها مكونات الفريقين مع اختلاف في الوضعية من فريق لآخر.

فالرجاء، وبالرغم من الحالة المهزوزة التي يعيشها طيلة السنوات الأخيرة، استطاع الحفاظ على خط متزن من الناحية التقنية مكنته من تحقيق نتائج أبهرت المتتبعين، وجعلت جمهوره العريض الذي يتفاعل بالإيجاب مع عطاءات لاعبين يتجاوزن كل الصعاب من أجل الظهور في أحسن صورة، وقد كان الفريق الرجاوي محظوظا بالتعاقد مع المدرب الإسباني خوان كارلوس اريدو الذي ساهم في ترتيب الأمور التقنية على نحو مكن الفريق الأخضر من أرضية صلبة بنى عليها تألقه منذ بداية الموسم.

نفس الشيء بالنسبة للدفاع الحسني الحديدي مع اختلاف في الوضعية من الناحية التسييرية، في ظل الاستقرار الإداري الذي يعرفه الفريق وتترجم من خلاله المستوى الذي وصل إليه من ناحية الانضباط والهدوء الذي تعرفه إدارة “فارس دكالة”، مما ساعد على الاستقرار التقني كذلك، فرغم رحيل مجموعة من اللاعبين المغاربة والأجانب، فإن الفريق الدكالي عرف كيف يحافظ على مستواه وعلى الإيقاع الذي أهله الموسم الماضي باحتلال المرتبة الثانية والتأهل للمشاركة بعصبة الأبطال الإفريقية.  

ولعل النقطة الإيجابية التي أعادت الدفء للفريق الجديدي، هي عودة الجمهور أخيرا لمدرجات ملعب العبدي بالجديدة، بعد هجران مؤثر طيلة السنوات الأخيرة، مما شكل نقطة سلبية في مسار الفريق بالرغم من تحقيق نتائج إيجابية والقيمة التي يتمتع بها على مستوى التسيير. 

إنها مباراة واعدة على جميع المستويات، والتي من المنتظر أن تجلب جمهورا قياسيا، خاصة جمهور الرجاء الذي سيخلق بدون شك الحدث بمركب الرباط، وسيقدم إبداعات بالمدرجات كما سيقدم أكبر دعم للاعبي فريقه وهم يواجهون فريقا صعب المراس ومنظما بشكل جيد داخل رقعة الملعب،  وسيدافع بقوة على كامل حظوظه وهو يأمل في تكرار إنجاز سنة 2013.

إنه عرس حقيقي لكرة القدم الوطنية، ونتمنى أن يقدم خلاله الفريقان أحسن ما لديهما وأن يكون العطاء في مستوى السمعة التي يتمتعان بها بالرغم من حساسية النتيجة التي يجب أن لا تمنعهما من تقديم الأفضل …

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top