نهاية جيل…

بمغادرة امحمد فاخر الإدارة التقنية لفريق حسنية أكادير لكرة القدم، يكون إطار وطني آخر قد تم التخلي عنه في بداية التجربة، والمثير في هذه الحالة أن هذا المدرب المشهود له بالتجربة والغنية، إلا أن ظروفا قاهرة كما جاء في بلاغ الفريق السوسي عجلت برحيل “الجنرال”.
فالتجربة السابقة لفاخر مع الحسنية، والتي توجت بلقبين في البطولة موسمي 2001-2002 و2002-2003 وهما الوحيدان في سجل “غزالة سوس”، لم تشفع له بالبقاء لفترة أطول، ليغادر تحت ضغط الشارع، بعدما تبين أن جزء مؤثرا من جمهور الفريق لا زال يدين بالولاء للمدرب الأرجنتيني ميخيل أنخل غاموندي، أكثر من ولائه لفريقه الأم.
غادر فاخر، وقبله غادر أيضا بادو الزاكي فريق الدفاع الحسني الجديدي، على أمل الالتحاق بالإدارة التقنية بجامعة كرة القدم، وعزيز العامري الذي لم يعمر هو الآخر طويلا في تجربته مع رجاء بني ملال الغريق بأسفل الترتيب بنقطتين من أصل 13 مقابلة.
والأسماء الثلاثة تنتمي لما يمكن أن نصفه بالجيل الثاني الذي بدأ يترك الساحة تدريجيا لوجوه جديدة دخلت الساحة بقوة، وهذه سنة الحياة، وجوه بدأت تشكل الجيل الجديد من الأطر التي كسبت ثقة مسيري الأندية الوطنية، كجمال السلامي وطارق السكتيوي وهشام الدميعي ووليد الركراكي، ومحمد الكيسر ومحمد أمين بنهاشم، وغيرهم من المدربين الشباب.
أسماء بدأت تبصم على عطاء جيد، رغم غياب الاستقرار وعدم احترام مبدإ التخصص المفروض أن يكون قاعدة أساسية في التعامل الذي يحكم العلاقة بين جل المتدخلين، إلا أن للمسيرين رأيا آخر، وأغلب الأندية تفتقد لهيكلة تقنية واضحة وصحيحة.
لم نعد نسمع عن عبد الخالق اللوزاني وعبد القادر يومير ومحمد مومن وجواد الميلاني وعبد الغني الناصري، عبد الهادي السكتيوي، يوسف المريني، كما أن رحيل المرحومين محمد مديح وسعيد الخيدر، قلص لائحة الأسماء التي شكلت الجيل الثاني من الأطر الوطنية.
هذه سنة الحياة، لكن من المفروض أن يكون هناك برنامج للاستفادة من تجربة الرواد والمخضرمين من موقع آخر، نظرا لتراكم الخبرة وغنى المسار، وحرام أن يضرب بكل هذا عرض الحائط، ليس فقط على مستوى المصالح التقنية بالجامعة، ولكن بصفة أساسية داخل الأندية حيث مساحة العمل واسعة، والحاجة ملحة …

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top