هشاشة العظام.. مرض صامت يسبب 8.9 بالمائة من الكسور عبر العالم

أحيت دول العالم، أول أمس الثلاثاء، اليوم العالمي لهشاشة العظام الذي يتم إحياؤه يوم 20 أكتوبر من كل سنة. وتصنف منظمة الصحة العالمية هشاشة العظام، بين أكثر 10 أمراض انتشارا في العالم.
وقد تم إطلاق اليوم العالمي لهشاشة العظام في 20 أكتوبر 1996، من قبل الجمعية الوطنية لهشاشة العظام بالمملكة المتحدة، وبدعم من اللجنة الأوروبية. وفي عام 1997، نظمت المؤسسة الدولية لهشاشة العظام اليوم، ولاحقا عملت منظمة الصحة العالمية كراع مشارك لهاته الاحتفالات.
ويعتبر مرض هشاشة العظام أحد الأمراض الروماتيزمية التي يسببها انخفاض في كثافة العظام أو ترققها، وهي حالة تصيب نصف السيدات وثلث الرجال فوق سن السبعين، وتكون مصحوبة بآلام شديدة، كما تجعل المصابين معرضين لحوادث الكسور أكثر من غيرهم.
وتشير تقارير الأمم المتحدة أن نسبة كسور هشاشة العظام تزيد على 8.9 بالمائة، حيث يحصل كسر ناتج عن ترقق العظم يحصل كل 3 ثوان في العالم.
ودعت الأمم المتحدة إلى الاحتفاء بهذا اليوم في سنة 2020 بتسليط الضوء على الصلة المباشرة بين هشاشة العظام (المرض الصامت الكامن) والعظام المكسورة، والتي لها تأثير خطير وسلبي على جودة الحياة من حيث الألم، والعجز، وفقدان الاستقلال. وتم التركيز أيضا على هشاشة العظام باعتبارها شأنا عائليا، حيث يتحمل مقدمو الرعاية من الأسرة عبء الرعاية في كثير من الأحيان، خاصة أن المرض يصيب أجيالا متعددة من الأسرة نفسها في أغلب الأحيان.
وتعد هشاشة العظام مشكلة عالمية متزايدة في جميع أنحاء العالم، تسبب الكسور لواحدة من كل ثلاث نساء، وواحد من كل خمسة رجال فوق سن الخمسين. وإذا كان أحد والديك مصابا بهشاشة العظام أو كسر في الورك، فقد يزيد ذلك خطر إصابتك بالمرض. لكن نمط الحياة الصحي (الغذاء والنشاط البدني) له دور أساسي في الوقاية من هشاشة العظام.
ومن أهداف اليوم العالمي جعل هشاشة العظام والوقاية من الكسور أولوية في السياسيات الصحية للدول الأعضاء، ورفع وعي المجتمع بعوامل الخطر للإصابة بهشاشة العظام وأهمية الكشف المبكر، وبنمط الحياة الصحي، للوقاية من هشاشة العظام والكسور الناجمة عنها.
وتعتبر فترة الطفولة والمراهقة أفضل مرحلة لتقوية العظام ولتجنب التعرض لهشاشة العظام مع تقدم العمر، حيث أن تقويتها في وقت مبكر تساعد على تخفيف آثار عملية الهشاشة الطبيعية للعظام والتي تبدأ في سن 30.
الأسباب

السبب الرئيسي الذي يقف خلف مرض هشاشة العظام هو نقص في كتلة كثافة العظام، ويعود هذا السبب إلى نقص فيتامين “د” وبعض الأملاح الهامة للعظام .
ويميز الأطباء بين كثافة العظام وبين التكوين العظمي، فمرض هشاشة العظام يكون مرتبطا بكثافة العظام، رغم أن التكوين العظمي للمريض يكون سليما.
وتعتبر السيدات هن الأكثر عرضة لهذا المرض من الرجال، ويرجع ذلك إلى ارتباطه بانقطاع الحيض عند سن الـ 45 عاما، وانخفاض نسبة هرمون الاستروجين، إضافة إلى عدم تعرض النساء للشمس بشكل مستمر ودوري.
كما توجد بعض العادات اليومية التي يمارسها الأشخاص وتضعف من العظام وتجعلها عرضة للهشاشة والكسر بسهولة، منها: الإكثار من تناول القهوة التي تتسبب إخراج الكالسيوم من الجسم عن طريق البول، والإفراط في تناول الملح الذي يقف حاجزا أمام امتصاص الجسم للكالسيوم، وكذا تناول الكحوليات التي تساعد على فقدان نسبة من كتلة العظام، بالإضافة إلى تسببها في تدمير الخلايا المسؤولة عن بناء العظام.
نصائح للوقاية
من هشاشة العظام

– تناول كمية الكافية من الكالسيوم كل يوم لأنه أفضل وسيلة لمنع التهاب المفاصل الروماتيدي ويمكن الحصول عليه عن طريق الغذاء، أو حبوب الكالسيوم، لكن يجب استشارة إلى الطبيب قبل استخدامها للتأكد من أكثر نوع مناسب.
– تناول فيتامين د كل يوم، لأنه يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم، ومن مصادره تعرض اليدين أو الوجة لأشعة الشمس من 10- 15 دقيقة مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع وأيضا يمكن الحصول عليه من الأطعمة مثل الحليب، كما يمكن الحصول على فيتامين (D) من خلال استخدام حبوب المكملات الغذائية.
– يجب اتباع نظام غذائي صحي لتقوية العظام بتناول العناصر الغذائية التي تساعد على بناء عظام قوي مثل فيتامين أ، فيتامين سي، والمغنيسيوم، والزنك، وكذلك البروتينات. كما أن الحليب يحتوي على العديد من هذه العناصر الغذائية، وكذلك اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والخضروات والخضار الورقية والبرتقال.
– ممارسة الرياضة باستمرار لأنها تساعد على زيادة عظام الجسم بقوة، وتبطش من عملية هشاشة العظام.
– الإقلاع عن التدخين حيث أنه يؤثر على أعضاء الجسم المختلفة، وتصبح أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام.
– الامتناع عن شرب الكحول لأضراره على صحة الإنسان بشكل عام.
– تناول الأدوية التي تساعد على تقوية العظام أو علاج هشاشة العظام، ومن الضروري استشارة الطبيب لفحص صحة المفاصل والعظام، ووصف الأدوية المناسبة.
أطعمة غنية بعناصر
مضادة للهشاشة

هناك بعض الأطعمة الغنية بالكالسيوم والفيتامينات التي تلعب دورا مهما في تقوية العظام وحمايتها من الإصابة بالهشاشة، ومنها:
– الأسماك مثل السلمون والسردين لغناها بفيتامين “د” وأحماض أوميجا 3 الدهنية، لدورها في تقوية العظام.
– البيض الذي يحتوي على البروتين وفيتامين “د”، حيث يمد الصفار الجسم الاحتياجات اليومية من هذا الفيتامين.
– السبانخ، التي تحتوي على كميات كبيرة من فيتامين ك، والفولات، ومستويات كبيرة من فيتامين ب 6، والكالسيوم، والمغنيسيوم.
– الحليب الذي يتميز بغناه بالكالسيوم وفيتامين “د” والفوسفور والبوتاسيوم وغيرها من المعادن اللازمة لمنع هشاشة العظام وتقليل التعرض للكسور.
– البرتقال لكونه مصدرا غنيا بفيتامين سي الذي يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم الضروري لبناء العظام.

Related posts

Top