هل أرسل ابنائي إلى المخيم الصيفي أم لا؟

رغم أن العطلة الصيفية تشكل فرصة مهمة للأهل والأبناء ليمضوا وقتا جميلا مع بعضهم البعض، إلا أن المشاركة في أنشطة المخيمات الصيفية التربوية تشكل فرصة مهمة بالنسبة إلى الطفل من أجل تطوير مهاراته الطفل الفكرية وتعزيز قدراته في تحمل المسؤولية وبناء علاقات صداقة خارج إطار أصدقاء المدرسة أو العائلة. فضلا عن أن المخيم الصيفي يساهم في ملء فراغ الطفل خلال عطلة صيفية طويلة، خصوصا إذا كان الوالدان يعملان.. وبالتالي فعوضا أن يترك الأبوان للتلفزيون أو الإنترنت مهمة ملء أوقات فراغ الأبناء وتسليتهم، يكون المخيم الصيفي الطريقة المثلى التي تجعل العطلة أكثر إمتاعا وإفادة في الوقت نفسه. ولكن مع ذلك يبقى بعض الأهل مترددين في إرسال أبنائهم إلى المخيم الصيفي.

ما الفائدة؟

من فوائد المخيم الصيفي أنه يساعد الطفل على تطوير علاقاته الاجتماعية والانفتاح على الآخرين. هناك بعض الأمهات يفضلن المخيم المدرسي لأنه يبقى في محيط رفاقه، فإذا لم يكن في إمكان الأهل خلال الفصل المدرسي اصطحاب ابنهم إلى أصدقائه لضيق الوقت، يكون هذا المخيم فرصة لتعرف الطفل إلى زملائه أكثر وتوطيد علاقته بهم. كما أنه يساعد الطفل على القيام بنشاطات بدنية يفرغ بها كل طاقاته.

استشارة الطفل

قبل اتخاذ أي قرار على الأم أن تسأل الطفل هل يحب أن يذهب إلى المخيم أم لا. وإذا كان الطفل لا يرغب في المشاركة في مخيم صيفي لا يجوز إرغامه لأنه يجب أن يكون مرتاحا وسعيدا بالكيفية التي يرغب أن يقضي بها عطلته الصيفية. أما إذا كان الوالدان يعملان ويشعران بضرورة وضع ولدهما في مخيم فمن الضروري أن يشرحا له الأمر، وأنه لا يمكنه أن يبقى لوحده في المنزل. فالعطلة لا يجوز أن تعني تمضية الوقت في مشاهدة التلفزيون أو الجلوس إلى الكمبيوتر أو اللوح الالكتروني. هذه الأمور يمكن القيام بها في فترة بعد الظهر ولوقت محدود جدا لأنها تسبب انعزال الطفل عن محيطه، في حين أنه في حاجة إلى الانفتاح على العالم والتعرف إلى من هم في سنه والقيام بنشاطات تتلاءم مع احتياجات تلك السن.
عدم الاستسلام للإحباط والرفض

هناك الكثير من الأطفال يقبلون بالذهاب إلى المخيم ولكن في اللحظات الأولى لدى وصولهم إلى هناك وافتراقهم عن أهلهم يشعرون بالحزن ويبدأون في التعبير عن رفضهم الاستمرار في المخيم ويعبرون عن ذلك بالبكاء أثناء وداع أهلهم أو يلحون عليهم بعد ذلك من أجل المجيء ثانية واصطحابهم إلى المنزل. لكن الأهل يعرفون أن طفلهم رغم رفضه للأمر سوف يجد المتعة والمرح مع أترابه. فالنشاطات التي تقام في المخيم تعلم الطفل المسؤولية والاستقلالية، وتعزز عنده الثقة بالنفس إضافة إلى المغامرة التي يعيشها مع أترابه، والتي في غالب الأحيان تبقى في باله ذكرى جميلة لا تنسى. لذا ففي بعض الحالات من الأفضل أن يصر الأهل على طفلهم للذهاب إلى المخيم كأن يقولوا له: «عليك المكوث في المخيم لأننا متأكدون أنك سوف تحصل على الكثير من المرح». لكن هذا لا يمنع من وجود حالات أخرى حيث يكون على الأهل أن يتفهّموا رغبة ابنهم في عدم الذهاب إلى المخيم وحتى إن ذهب ورغب في العودة فلا يتم إجباره على المكوث. الأمر يتوقف على طبيعة حالة الطفل وشخصيته وأيضا على الخلاصات التي يستنتجها الأبوان من خلال محاورة الطفل ومحاولة فهم مشاعره وأفكاره.
فإصرار الأهل قد ينشئ خلافا حادا بينهم وبين الابن، وعوضا عن أن يشعر بالفرح والمتعة أثناء غيابه عن المنزل، سوف يرفض المشاركة في النشاطات التي ينظمها المسؤولون عن المخيم ويعزل نفسه عن أترابه مما يجعله في المرة المقبلة أكثر تشبثا بالبقاء في المنزل. لذا على الأهل منحه المزيد من الوقت لإقناعه وربما تأجيل فكرة المخيم إلى السنة المقبلة.
مخيم المدرسة أم مخيم خاص؟

لا يمكن الفصل في هذا الأمر لأنه يعود إلى حالة التلميذ، فإذا كان لا يحب المدرسة أو ليس لديه أصدقاء فيها فإنه ليس من المستحب إرساله إلى مخيم المدرسة. وإذا كان التلميذ يفضل لقاء أصدقائه واللعب معهم فإنه من الأفضل تسجيله في مخيم المدرسة. أما إذا لم يكن لدى الطفل مشكلة من ناحية العلاقات الاجتماعية فيمكن سؤاله عما إذا كان يرغب في التعرف إلى أناس جدد خصوصا إذا كان الأهل يفضلون إرساله إلى مخيم قريب من المنزل. وتجدر الإشارة إلى ضرورة أن تقوم الأم وطفلها بزيارة المكان قبل الانتساب إليه ليتعرف إلى الأشخاص ويطمئن.
معايير الاختيار

< مرونة البرامج: أي أن يأخذ القائمون على المخيم في الاعتبار أن لكل طفل حاجات ومتطلبات خاصة ومزاجا ورغبة مختلفة عن أقرانه، فضلا عن توافر قائمة كبيرة من الاختيارات التي يمكن أن يكون اختيارها شاملا أو جزئيا.
< مدة المخيم: هناك خيارات عدة، فبعض المخيمات تراوح مدتها من أسبوعين إلى ثمانية، وهناك مخيمات تكون مدتها الأسبوعية خمسة أيام في الأسبوع على أن يمضي الطفل عطلته الأسبوعية مع أهله. ويعود اختيار مدة المخيم إلى الأهل الذين يقدرون الأمر.
< المسافة بين المخيم والمنزل: من الضروري الأخذ في الاعتبار المسافة بين المخيم الصيفي والمنزل، ومن المستحسن أن تكون المسافة قصيرة خصوصا إذا كان الطفل صغير السن، ففي حال حصول طارئ يكون من السهل على الأم الوصول إلى المخيم.
< رسم الاشتراك في المخيم: من الضروري التحقق من رسم الاشتراك في المخيم وما إذا كان يتناسب والخدمات التي يوفرها المخيم من مأكل ورحلات ومواصلات.       
وأخيرا، على الأهل أن يعطوا ابنهم فكرة مسبقة عن المخيم كي يحضروه نفسيا لهذه التجربة الجديدة، كأن يسألوه مثلا: «ماذا تفعل إذا اشتقت إلى العودة إلى المنزل؟ إلى من ستلجأ؟». كما عليهم أن يؤكدوا له أن هناك مسؤولين في المخيم يمكنهم مساعدته إذا شعر بالوحدة. وعليهم ألا يدفعوه إلى الذهاب إذا شعروا بأنه متردد، فليس جميع الأطفال يحبون الذهاب إلى المخيم.

Related posts

Top